بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الاثنين، 19 مارس 2012

إيران تشن حربا نفسية على الأحوازيين وتخشى المعلومة

لندن - ، كتب نوري حمزة مقالا بعنوان "إيران تشن حربا نفسية على الأحوازيين وتخشى المعلومة" في موقع آرام جاء فيه: يجب أن نعمل ولنعمل بسرعة فائقة قبل أن يستفيق العـرب من سبـاتهم فيطّلعوا على وسائلنـا الدعائيـة فإذا استفاقـوا ووقعت بأيديهم تلك الوسائل وعرفوا دعامتها وأسسها، فعندئذ سوف لا تفيدنا مساعدات أمريكا، وتأييد بريطانيا، وصداقة ألمانيا، عندها سنقف أمام العـرب وجهاً لوجه مجردين من أفضل أسلحتنا.

جاءت هذه العبارات على لسان رئيس وزراء الكيان الصهيوني سابقا(مناحيم بيغن) مخاطباً القيادات الصهيونية. بيغن كان ينوّه وينبه الصهاينة ويحثهم على استخدام الإعلام والحرب النفسية ضد المحيط العربي والإسلامي بغية إقامة دولة إسرائيل وديمومتها على الأراضي الفلسطينية قبل أن يستفيق العرب ويتسلحوا بنفس السلاح.

حرب الكلمة أو الحرب النفسية حقيقة قديمة وهي موجودة منذ أن وجد الصراع البشري ولكنها كمصطلح لم يظهر إلاّ بعد الحرب العالمية الثانية. في الحالة الأحوازية استخدمت إيران الشاه وتلتها الجمهورية الإسلامية شتى أنواع الحرب ضد الأحوازيين نذكر منها؛ تهجير الأحوازيين من أرضهم إلى شمال إيران قسراً والقصف الجوي على منطقة سدة الونج والسبعة (هفت تبه) والشعيبية وجميع المناطق المطلة على نهر(الدز) وكذلك سائر القرى العربية المطلة على نهر(الكرخة) وصولاً إلى الإعدامات بالجملة وتهجير عدد كبير آخر من الأحوازيين إلى دول الخليج العربي والعراق تلتهاهجرات قسرية أخرى إلى المدن الفارسية.

ضف على ذلك مجزرة المحمرة التي راح ضحيتها عدد كبير من الأبرياء ومازالت إيران تفتك بحق الأحوازيين. رافقت هذه الهجمات العسكرية ضد المواطنين العزل حرب نفسية مستمرة تدفقت إلى عظم المواطن العربي في الأحواز حيث وصل الأمر إلى حد أن كلٌ يوصي الأخر؛ (لاتحكي شيء ضد الشاه ،الريح يأخذ صوتنا).

كما تم استخدام قسم كبيرمن شيوخ العشائر للعمل في جهاز الاستخبارات الإيراني (السافاك) وذلك للتعرف على نفسية المواطن العربي وكيفية التعامل معه، الأمر الذي دام حتى بعد ثورة 1979 حيث عملوا ومازال الكثير من أبناء شيوخ العشائر موظفين في الأجهزة الاستخباراتية الإيرانية المختلفة يعملون ضد المواطن الأحوازي بجانب الفرس ومرتزقة أخرين من الشعوب غير الفارسية ويشنون حرب نفسية واسعة الأبعاد نحو الأحوازيين.

يعتقد الخبراء اليوم وبتطور الأدوات الإعلامية أن الحرب النفسية بأنها؛ الاستخدام المدبر لفعاليات معينة معدة للتأثير على أراء وسلوك مجموعة من البشر بهدف تغيير نهج تفكيرهم ولقد بذل (بول لينباجر) وهو من الرواد الذين كتبوا في مجال الحرب النفسية جهوداً واضحة للوصول إلى تعريف جامع شامل للحرب النفسية فقال: إنها استخدام الدعاية ضد العدو مع إجراءات عملية أخرى ذات طبيعة عسكرية واقتصادية أو سياسية بما تتطلبه الدعاية ويضيف ( إنها تطبيق لبعض أجزاء علم النفس لمعاونة المجهودات التي تبذل في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية ).

والان بعد أن تناولنا موجز قصير عما جرى على الشعب العربي الأحوازي وتعريف الحرب النفسية من وجهة نظر أحد أكبر الباحثين في هذا المجال، لابد أن نأتي إلى مفهوم( الرأي العام ) الذي يشكل طرف المعادلة الآخر في هذه الحرب، وهنا تحديداً نتحدث عن (الشعب الأحوازي).

فالرأي العام هو التعبير حول نقطة متنازع عليها بمعنى أنه لايوجد إلاّ إذا وجد رأي عام آخر مقابله، أي حيث ما يكون هناك نزاع ، لأن الرأي العام هو الآراء الفردية الناجمة عن التفاعل حول قضية معينة داخل جماعة معينة .

من هذا الباب ما تريد تحميله إيران على الأحوازيين عبر تعبئة عقولهم من خلال الحرب النفسية: يمكن إجماله؛ إن إيران تريد الأحوازيين باتباع سياستها وآيديولوجيتها وسلوكياتها.

والعمل على توسيع وقيادة عملية التأثير على هذه الجماعة وذلك من خلال أستخدام وسائل التأثير على معنويات وأخلاق الأحوازيين.

تطبق اليوم إيران وتحديداُ في الأحواز نظرية البروفسور (رجيارداكروس) الذي كان يشغل رئاسة الحرب النفسية في بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية، حيث أهم أهداف الحرب النفسية الفارسية ضد الشعب الأحوازي ممكن ترجمتها بالتالي؛ تحطيم قيّم وأخلاقيات الأحوازيين، إرباك نظرتهم السياسية وقتل كافة معتقداتهم ومثلهم التي يؤمنون بها، إعطاؤهم الدروس الجديدة ليؤمنوا بعد ذلك بكل ماتؤمن به الدولة الفارسية، زيادة شقة الخلاف بين فصائل المعارضة الأحوازية من جهة وبين المعارضة والشعب من جهة أخرى، غرس بذور الفرقة بين أبناء الشعب العربي الأحوازي وتوسع دائرة العمالة لصالح الدولة الفارسية.

كما تقود الدولة الفارسية حرب نفسية واسعة النطاق وتعبوية معززة بأكبر وأشد أدوات القمع ضد الشعب الأحوازي بغية ضمان الحصول على تعاون شعبي وثيق مع السلطات الفارسية الأمر الذي اتضح فشله وبات الفرس في هذه الدائره لوحدهم.

لكن مع كل ما حدث من فشل في إدارة الأحواز على يد سلطة الاحتلال، مازالت تتابع هذه السلطة و بذيولها في المجتمع العربي الأحوازي مركزة على قسم الحرب المعززة للمعنويات كونه يختص ويتوجه نحو المدنيين.

ركزت السلطات الإيرانية على بلوغ أهدافها في المجتمع الأحوازي بما يلي: أولاً؛ الاندحارات النفسية التي تجعل المواطن الأحوازي المندحر مستعد نفسياً لقبول أية أمر من قبل السلطات الإيرانية في الأحواز مهما كان نوعه.

ثانياً؛ إقناع المواطن الأحوازي أن الحرب مع إيران انتهت وكذلك المطالبة بالحقوق القومية باتت من الماضي وما على المواطن الأحوازي إلى أن يندمج في المجتمع الفارسي .

إن الحرب النفسية تقوم على أساس إثارة الدوافع التي تختلج في أعماق فكر المواطنين أثناء الحرب والصراع أو عند تعرضهم للمصاعب والتهديد المستمر وهي تسعى إلى تحطيم معنوياتهم وبالتالي تهيأتهم نفسياً لقبول أية فكرة ثم تشجيعهم على تنفيذها ، وأخيراً مساعدتهم على تحقيقها( كمثال يمكن ذكر؛ اغتصاب الأراضي العربية لصالح مشاريع عدة كمشروع قصب السكر والتي تم بمساعدة عدد من العملاء وأيضا الكثير من المواطنين عبر إغرائهم وخداعهم وغسل أدمغتهم قبل ذلك وبالتالي تعاونهم في تسليم الأراضي الزراعية إلى سلطات الاحتلال).

الأساليب الفارسية الأخرى:الدعاية ،الإشاعه ،الضغوط الاقتصادية، الأعمال العسكرية و الأمنية الرادعه، منع تعلم لغة الأم والترغيب بتعلم الفارسية، تحقير المواطن الأحوازي من خلال وصفه بالمتخلف عبر النكت وغيرها، منع الأحوازي من الحصول على شهادات عليا أو فرصة عمل تليق به كإنسان.

تليها طمس المعالم والهوية القومية والوطنية الأحوازية وتبديلها بأخرى فارسية بهدف لجوء الانسان الأحوازي إلى المعالم والرموزالفارسية بغية الإعجاب بماهو فارسي وفي هذا الصدد استخدمت إيران الكثير من الخبراء العرب من دول عربية أخرى بعد أن فشل الكثير من ذيول المخابرات الإيرانية في المجتمع الأحوازي في إنجاز مهمتهم وعمالتهم لصالح طهران (و المثال الذي شاهدته أنا؛ جاء في سنة 2002 شخص يدعى الدكتور يوسف الموسوي " أكاديمي عراقي وناشط سياسي كان آنذاك مقيم لندن و ينتمي إلى المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق كي يقوم بدارسة اجتماعية حول الشعب العربي الأحوازي ومدى اهتمام هذا الشعب برموزه الوطنية والتقاليد العربية، حسب ما أعتقد أن اسم هذا الشخص، اسم متنكر ولكني واثق من هويته العراقية وتحديدا من جنوب العراق.

ركزالموسوي في دراسته وحسب طلب جامعة طهران على اهتمامات المواطن الأحوازي ومفاصل الضعف والقوة في شخصية الإنسان والمجتمع الأحوازي فيما يتعلق بالرموز الوطنية والتقاليد العربية وكيفية تقوية هذه الانتماء و تضعيفه أيضا وكيفية التسريع بعميلة اندماج الأحوازيين في المجتمع الفارسي تحت شعار الابتعاد عن التخلف القبلي وماله من تبعات).

الهدف الرئيس من إعمال هكذا دراسات معمقة ماهو إلا كشف الطرق الحديثة والأقل تكلفة بغية طمس كل الجود العربي في الأحواز. يأتي كل هذا استكمالاً لأقسام الحرب النفسية الأخرى والتي تأخذ أشكالا متعددة. ولكن كيف ينبغي أن يواجه الأحوازيين الحرب النفسية الفارسية الموجهة نحوهم؟

إن المواجهة العملية والناجحة لمجابهة أية حرب نفسية يتعرض لها بلد ما تتطلب استخدام وسائل فاعلة يمكن إجمال أبرزها بمايلي؛ مكافحة نشاط الجماعات المعادية في الداخل أو ما أصطلح على تسميته بالرتل الخامس(حيث ظهر هذا التعبير خلال الحرب الأهلية الاسبانية عندما قال الجنرال "مولا"؛ إن أربعة أرتال تتقدم على مدريد للاستيلاء عليها ولكن هناك رتلاً خامساً كاملاً داخل المدينة له القابلية على إنجاز ما لا يستطيع أي رتل إنجازه ) وفي الحالة الأحوازية مكافحة العملاء.

الرتل الخامس سلاح فعال مهمته تحطيم كيان الأمم من الداخل بإضعافها وتفتيت شملها بالإشاعات والأراجيف لإثارة الفزع بين صفوف المواطنين وإثارة النعرات القبلية والطائفية والفئوية بينهم بغية كسر الإرادة الشعبية ومنع العمل الجماهيري ضد المحتل.

إن مثل هذا النوع ينبغي مواجهته بشدة وصرامة واتخاذ التدابير اللازمة لوقف نشاطه بالتنسيق مع فعاليات وطنية أخرى وفي مقدمتها الإعلام الذي تقع عليه مسوؤلية كبيرة بالكشف عن أهداف العدو أمام الرأي العام المحلي والعالمي كوسيلة من وسائل الدعاية المضادة إضافة إلى اعتماد قضايا أخرى منها؛ وجود منهاج توعية شامل يستهدف تنمية الشعور بالمسؤولية لدى المواطنين مع توضيح دقيق للدورالخطير للمجموعات المعادية وإيضاح وسائلهم وأساليبهم التخريبية.

تحقيق الوحدة الوطنية المتماسكة وقطع الطريق على محاولات زرع بذور الفرقة وقد أثبتت الأحداث في العالم وفي الأحواز إن الشعب المفكك الأواصر يكون خير مرتع للأعداء ومهما كانت تسمياتهم.

اتخاذ تدابير كفوءة لمواجهة الإشاعة من أهمها اطلاع الشعب بشكل صادق على ما يجري بعيداً عن نشر المعلومات غير الدقيقة والمراوغة التي سرعان ما يكتشفها الشعب، وضع سياسة إعلامية وطنية موحدة، التحذير من محاولات إشاعة عوامل الفرقة والتناحر بين أبناء الوطن الواحد والتصدي لمثل تلك المخططات التي تسهل للعدو تحقيق مآربه.

إقامة جسور الثقة بين الشعب والمعارضة الأحوازية في الداخل والخارج وتعميقها والتواصل الحقيقي مع المواطنين، اتخاذ تدابير عملية للاعتماد على علم النفس والاجتماع والسياسة والسوق والقانون لمجابهة ما يخطط له العدو حالياً ومستقبلاً وهذا يتطلب دراية ومعلومات واسعة عن الجانب الآخر (العدو) يمكن استحصالها من خلال مواطني البلد في الخارج والداخل .

أرى أن الدولة الفارسية تطبق مقولة الصهيوني مناحيم بجين نحو الشعب الأحوازي حيث تنهب العقول قبل نهب الأرض ومافيها وماتحتها ولحدا كبيرا حققت أهدافها الخبيثة وتحديداً في هذه النقطة وذلك عبر ذيولها في المجتمع الأحوازي قبل أن نستفيق .

ولكن كل ما حدث لايعني أن الشعب في غيبوبة ولا يعني أن الشعب مسيّر ولا يعني أن الشعب يرغب بما يحدث على أرضه على يد رجالات السلطة الفارسية في الأحواز وفي الجانب الفارسي نرى اليوم أن الدولة الفارسية تهاب صرير القلم وتردد على لسان متحدثيها قول نابليون بونابارت حيث قال: أنني أرهب صرير القلم أكثر من دوي المدافع. الدولة الفارسية اليوم تخشى القلم والمعلومة وما علينا نحن الأحوازيين إلى فضح ممارساتها القمعية واللا انسانية في الداخل وتوجهاتها التوسعية على حسب الدول العربية في الخارج.

* صحافي من الأحواز 


http://www.alquds.com/news/article/view/id/341541

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق