بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الأربعاء، 7 مارس 2012

تحت ضجيج الخلاف الأمريكي الإيراني حملات قمع متتالية ومتوالية ضد المواطنين الأحوازيين

خاص:ابو حمزة الأحوازي

وجهة نظر لموقع عربستان الأحوازي

لاشك أنَّ كل متابع لما تنشره الأجهزة الإعلامية والدعائية حول النزاع الأمريكي ـ الفارسي يتلمس ذلك الضجيج المتفاقم من مفردات الخلافات أو الإختلافات السياسية بين الطرفين، وكلا الطرفين يصرّان على موضوع محدد هو الملف النووي، وضرورة "تنازل" إيران عن مشروعها التسليحي، في حين أن إيران في كل تصريحاتها العلنية تركز على أن مشروعها مشروعاً سلميا، لذلك هي ماضية في مراكمة خطواتها، تحت بصر وسمع الـواجهات السياسية الأمريكية، على مختلف مستوياتها الرسمية وغير الرسمية، والسؤال الذي يشخص لدى المجموع المراقب، يتمحور حول الوجهة التي ستأخذها عمليات الشد والجذب بين هذا الطرف أو ذاك، في حين أنَّ العقل السياسي لا يأخذ بنظر الإعتبار الممارسات العملية التي تقوم بها، يومياً السلطة الإيرانية الإحتلالية الباغية، بمختلف أجهزتها القمعية والدبلوماسية .
وإذا شئنا إنتزاع أنفسنا حملة الضجيج المستعرة لمشكلة النزاع بين الطرفين، وإنصرفنا إلى تركيز الأنظار على الوقائع اليومية، بخصوص الواقع العربي الأحوازي، فإننا نتلمس بشكل مستمر تركيز السلطة الفارسية الصفوية على هذا الشأن، وتسعى لتكريس واقع الإستيطان والتهجير والإعتقالات والمطاردة والإعدام بحق المواطنين الأحوازيين، من دون أنْ نشاهد أية ردود فعل دولية : أجنبية أو عربية، بذريعة الخلاف الأمريكي ـ الإيراني، وكأنَّ هذا الخلاف يراد منه أن يكون الدخان الذي يستر الممارسات القمعية، ومما زاد الطين بلة رؤية بعض الأطراف العربية: المسمّاة وطنية وقومية وتقدمية ودينية تعلن عن تضامنها ومناصرتها للطرف الإيراني من دون أن تنبس بكلمة نقدية ولو مخففة لممارسات الطغيان الإيراني الإحتلالي ضد شعبنا العربي الأحوازي، إلا الإستثناء الخجول منها، فأية جريمة سياسية ترتكبها هذه الجهات"العربية" بحق وطننا وشعبنا؟ ! .
هناك معطيات عملية يقوم بها المحتلون الإيرانيون غدت واضحة جداً على المستوى الإعلامي والعملي، فحملة الإعتقالات السياسية المعتادة تضاعف فعلها في مثل هذه الاجواء في الأحواز وقراه ومدنه المقاومة، لاسيما خلال الشهرين الماضيين وما تزال، وهي في تزايد كبير، ضد الوطنيين والمواطنين العاديين في الأحواز، حيث إستشهد ثلاثة منهم تحت التعذيب البشع واللاإنساني، وكان موقعنا: عربستان الأحوازي قد نشر صورهم وتاريخ إعتقالهم والأسباب التي لم يكن بينها سبباً وجيهاً واحداً يقتضي تصفيتهم، وهم شبان لا تتجاوز أعمارهم العشرين عاما.
ويترافق مع هذا التحرك الإجرامي المسعور لسلطة الإحتلال الإيرانية الباغية، وفي محاولات محمومة ومتسارعة، بغية إستيعاب كل التطورات السياسية في الداخل الإيراني وفي المحيط العربي وما تنطوي عليه من تناقضات قد تتفجر هنا او هناك، وكان آخر مظاهرها قيام وزير الإطلاعات الايراني بزيارة الى المملكة العربية السعودية، بشكل مفاجيء ودون سابق انذار، فيما نشر موقع"تابناك" لصاحبه ـ المدعو محسن رضائي أحد أعمدة الحاسات الأمنية الإستشعارية ـ خبراً قصيراً جداً تضمن نقطتين ربما كشفتا النقاب عن الخلفيات المحتملة التي تشرح وتبين أسباب الزيارة، نورد ترجمتها الى العربية كما يلي :
((المعلومات المؤكدة تفيد بأن المملكة العربية السعودية أقدمت في الفترة الأخيرة على التعاون الوثيق مع الأجهزة الأمنية الأمريكية والصهيونية ضد ايران، النظام والدولة .
ويشار الى أن رئيس المؤسسة الأمنية الايرانية(الإطلاعات) المدعو مصلحي قد سافر الى المملكة العربية السعودية، وكانت من أهداف تلك الزيارة هي تقديم مصلحي لوثائق هامة وخطيرة للمسؤولين الأمنيين في السعودية، كانت فحوى تلك الوثائق خاصة عن جهات ((إرهابية)) ومطلوبة لايران التي زارت المملكة مؤخرا ـ المقصود بمسؤولين من حركة النضال العربي لتحرير الأحواز وظهورهم في استوديو قناة وصال الفضائية ـ هي جهات لا يجب ان تستقبلها المملكة)) .
ولخصها بأنها كانت حول الإلحاح في عدم استقبال ما أسماه الموقع الأمني بـ"الارهابيين"الأحوازيين وذلك في إشارة الى زيارة الاخ أبو اياد رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز: "حزم" والسيد حبيب الإسيود مؤخرا الى المملكة العربية السعودية، والطلب من السلطات السعودية ضرورة إغلاق قناة"وصال" أو الحد من بث برامج خاصة بالأحواز ومنع إستضافة الشخصيات الوطنية الأحوازية المقاومة بإصرار للمشروع الإحتلالي في الأحواز.
هاتان النقطتان ينبغي أخذها في إطار الإفتراضات المحتملة، أما الإفتراض الآخر، فهو إحتمال توسيطها مع الولايات المتحدة التي نرجيء الحديث عنها وتبيان أهدافها، لاسيما وإنها تنسجم مع السياسية الإيرانية التي تسعى لتنفيذ المطالب السياسية الأمريكية وسط غبار التناقضات الأمريكية الإيرانية التي كان أحد مظاهرها القريبة المسلك الإيراني في معاونة أمريكا في إحتلالها للعراق وأفغانستان، فيما كانت "إيران غيت" مثاله الأسبق، ثم فضيحة"عوفر غيت" التي كشفت عن تعامل أكثر من مائتي شركة إسرائيلية مع إيران، التي أصبحت مثالها اللاحق .
في أية حال نحن نأخذ هاتين النقطين في المرحلة الراهنة بنظر الاعتبار لأسباب متعددة وتفسيرات متباينة، فقد خلت سياستهم من لغة التهديد السياسي والوعيد الإعلامي حول النهج "الوهابي" المرذول حسب وجهة نظر الفرس الطائفية، تاركة ً تلك المهمة السياسية والطائفية القذرة إلى صنائعهم الدعائية، فالسلطات الفارسية تعرف بأنها يجب عليها تقديم تنازلات ملموسة تريدها السلطات السعودية التي تتلمس أذى إيران في عقر دارهم، وفي أماكن أخرى، عبر تحريك ايران المجموعات الطائفية التابعة لها في المملكة، لذلك نحن لا نستبعد بأنهم ـ قد ـ يكونون وافقوا على بعض الشروط الايرانية، وربما من بينها، الحد من تحرك القوى الوطنية الأحوازية، أو عدم تقديم أي دعم لها، لذلك ينبغي على القيادات الوطنية الأحوازية أخذ الحيطة والحذر من ذلك الأمر، رغم أنه ليس هناك من سابقة سعودية على هذا الصعيد .
1)إنَّ من المهام الحيوية والضرورية جداً قيام القوى الوطنية الطليعية الأحوازية برصد التحركات الأمنية الفارسية ضد الحركة الوطنية الأحوازية، والنشاط الأمني الفارسي لجهة القمع الداخلي والدبلوماسي والسياسي الخارجي التي تترافق مع النشاط السياسي الأحوازي بمستواه الإعلامي والكفاحي، وتبرز مدى تأثيراتها الملموسة والمتصاعدة من حيث الشـمول والسـعة والمؤثرات في السـاحتين : العربية والعالمية .
وبهذه المناسبة، وإنطلاقاً من شعورنا بالمسؤولية القومية والدينية، نود تقديم نصيحة لإخواننا في المملكة العربية السعودية تتلخص بضرورة عدم التهاون مع المخططات استراتيجية الإيرانية ومخططاتها وأطماعها في المنطقة العربية ومدى ديماغوجيتها وتضليلاتها السياسية الدعائية، فالكذب والمخاتلة والتقية ديدن الفرس الدائم، وضرورة عدم إرتباكهم السياسي في نطاق خوض الصراع السياسي ضد الرؤية السياسية الفارسية العدوانية التي دأب على الإعلان بغير ما تبطن وتخطط له في السر، فالفرس: سلطة وملالي ماضون بمخططاتهم السياسية القذرة ومنغمسون في دعايات الطائفية النجسة، ولعل مواقفهم في اليمن والبحرين والعراق وسوريا ولبنان هي أوسع مما تعرف وأشهر مما يتكتم حولها، لذلك يمكننا القول التحذيري بأنًّ التنازلات المحتملة التي يرجون أن تكون تنازلات "ترقيعية" سرعان ما يكتشفون بأنهم الخاسر الاكبر في هذه اللعبة السياسية التي أتقن مهارتها ملالي طهران، لذلك ينبغي على السلطات السعودية التمسك بمناهج صبرهم والتركيز الحازم على وعيهم السياسي والفكري والديني في الصراع .
2)إنّ شعوب أقطار دول الخليج العربي تتلمس كلها المخططات الصفوية الطائفية والفارسية العنصرية، وموقفهم هذا على هذا الصعيد، سيشد أزر السلطات السياسية، ويوطد موقفها على الصعد كافة، إنَّ الرؤية السياسية الحاذقة عند الشعوب الخليجية العربية ستعمق قناعاتهم السياسية بالملموس المناويء لهذه الهجمة الفارسية العدوانية، وتبرهن عبر صلابة دعمها لسلطاتهم الحاكمة للإستخلاص بأنّ الصراع مع الفرس هو صراع حقيقي وليس أمراً هامشياً أو ثانوياً، ليس في الحاضر فقط، بل صراع على الماضي والمستقبل أيضاً .
وتنطوي دروس هذه المرحلة السياسية في هذه الفترة الزمنية على حقيقة توجيه رسالة سياسية وعملية للفرس بقدرتنا على تحمل المصاعب ومواصلة الطريق في إقناع أهلنا العرب، كل العرب، بهدف ترسيخ ضرورة إنتهاج طريق واضح في الصراع يفضي حتماً إلى التخلص النهائي من شرور الفرس نهائياً، وذلك يستلزم بالضرورة تكاتف جهود كل شعوب أقطار الوطن العربي، فليس هناك محتل خير ورحيم ومحتل آخر شرير ومجرم، وتكاتف هذه الجهود يتقدمه دعم القوى الوطنية الأحوازية المؤمنة في خوضها الصراع ضد ايران التي تخطط لإذلال العرب والمسلمين، فهم في الجبهة الأمامية في حدة هذا الصراع .
07 – 03 – 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق