بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الخميس، 19 يناير 2012

هل الأحوازيون هم عرب آريون..!!؟؟

هل الأحوازيون هم عرب آريون..!!؟؟كانت ايران و منذ عهود طويلة وتحت سلالات مختلفة عبر التاريخ تسمى ب " بلاد فارس" كما وكان يسموها قياداتهم عادة " المماليك المحروسة". وكانت حدود فارس" بجزم الراء والسين" لم تتجاوز حدود محافظة فارس الموجودة اليوم وعاصمتها شيراز في جنوب ايران الفعلية وان كانت بلاد فارس قد توسعت تحت ظل كثير من الملوك منهم من غير الفرس.

 
استبدل اسم " بلاد فارس" الى ايران بشكل رسمي سنة 1936حيث اكمل رضاشاه سيطرته على الأقاليم غير الفارسية بقوة السلاح و ضمها عسكريا الى بلاد فارس بدعم من الغرب "بريطانيا" لاسباب و دوافع لا يسعنا الدخول في تفاصيلها الآن، كما وتغيرت اسماء الأقاليم وكثير من المدن غير الفارسية الى أسماء فارسية وهذا شمل مدن الإقليم العربي المحتل ايضا حيث استبدل اسم الأحواز" أو ماكان ايضا يعرف بـ الأهواز أو عربستان" استبدل الى محافظة خوزستان بعد قطع اوصال الإقليم وضمها الى اقاليم اخرى مجاورة. وتم ذلك بعد اسقاط الحكم العربي المستقل آنذاك و اختطاف اخر امراءه و هوالشيخ خزعل الكعبي في سنة 1925 بعملية قرصنة اشبه بـ انقلاب عسكري و القضاء عليه و على الحكم العربي نهائيا في سنة .1936.
و استكمل مشوار رضاشاه العنصري لضم الأحواز الى ايران وتغيير اسماء مدنها استكمل بسياسة تفريس شملت تغيير اسماء مدن احوازية عربية اخرى الى الفارسية منها مدينة المحمرة التي تغيرت الى خرمشهر و مدينة الفلاحية الى شادغان و الخفاجية الى سوسنجرد ومدن كبرى وصغرى وقرى عديدة اخرى. وشملت هذه السياسة اقاليم غير فارسية اخرى في ايران الحالية ايضا. .
ان الإسم هذا" ايران" وتعميمه على كل الأقاليم في ايران يتنافى كليا مع الواقع العرقي و الديمغرافي و يتناقض ايضا مع الحقائق الـتأريخية للشعوب المتواجدة في" ايران" و ذلك بالدلائل التالية:
اولا: اسم " ايران" هو مأخوذ من اصل لكلمة اري او العنصر الآري بمعني ان سكان ايران هم من العنصر الاري و ذلك يتناقض مع وجود الشعوب المتواجده ضمن خريطة ايران و مع انحدارهم العنصري والقومي وكـ مثال الشعب العربي الأحوازي هو "عربي سامي ", وكمثال آخر الشعبين الآذري والبلوشي الذين يشكلون الأكثرية من سكان ايران ولا توجد مشتركات عرقية بينهما وبين العنصر الاري لا من حيث التاريخ و لا من حيث الثقافة و اللغة و التقاليد.
ثانيا : الحكومات المتعاقبة التي حكمت ايران منذ الربع الاول من القرن الماضي لا تتعامل مع تلك الشعوب كـ إيرانيين من حيث المواطنة بل يتعاملوا معهم كدخلاء اجانب او كمواطنين من الدرجة الثانية والسبب في ذلك وذنبهم الوحيد هو,انهم ليس فرس. و حرمان ابناء هذه الشعوب من كل حقوق المواطنة وان كانت مفروضة عليهم واضح لأي زائر يدخل ايران اليوم وقبل هذا و لا يحق لهم ان يشغلوا مناصب وان يعطوا مسؤوليات مهمة في البلد مثل حقيبة وزارية او حتي مدير مركز او إدارةٍ ما الا اذا نكر هويته وتخلى عن كل ما يربطه بعرقه وشعبه وثقافته وذاب في العنصر الآري وارتدى لباسه ونكر نفسه وهذا مطلوب ان يثبته للجميع من خلال ممارساته وحياته اليومية و ربما يحتاج ليجتاز مراحل صعبة ولاعوام طويلة لكي يثبت تمسكه الحقيقي بتلك الثقافة الدخيله عليه و احيانا يلزمه ان يثبت ذلك بالعمل ضد ابناء جلدته حتى يثبت اخلاصه للعنصر الآري الحاكم .
ونرى في الدستور الايراني والذي اقرته الجمهورية الإسلامية بعد استقرارها وهي تتبنى الإسلام منهجا لحكمها يذكر بصراحة ان لمن يريد ان يصبح رئيسا في البلاد لابد وان يكون شيعي المذهب و ايراني الأصل و.....( فصل 9 بند 115 من الدستور الايراني) و المقصود هنا من الإيراني الأصل هو ان يكون بالمعنى اللغوي آري وبالتعريف السياسي ان يكون قد انتها من كل انتمائاته القومية و المذهبية وقد اثبت ذوبانه في العنصر الفارسية و تخلا عن مذهبه السني او ... وبالطريقة التي اشرنا اليها أعلاه، مما يعني انه لا يمكن لعربي أو كردي او بلوشي أو أي غير فارسي آخر ان يحصل على هذا المنصب اذا كان قد احتفظ بهويته القومية ولو عمل كل ما يمكن عمله لخدمة النظام الحاكم .
ثالثا: وجود الشعوب في ايران وترابطها المطلوب لم يأتي نتيجة لانتخابات او استفتاء لتلك الشعوب ادلت فيه رأيها لهذا الترابط بل كان وما يزال نتيجة لانضمام تلك المناطق و الأقاليم التي تضم شعوب غير فاسية ومحاذيه لبلاد فارس بقوة السلاح وبشكل قسرى و بمؤامرات وتعاملات دولية في ظروف خاصة بحقب ماضية حيث كانت كثير من تلك الإنضمامات تنسجم مع مصالح المستعمرين وخاصة الغرب المستعمر والدول الأقليمية وليس منسجما مع مصلحة الشعوب الرازحة لهذا الإنضمام حيث اصبحت الشعوب غير الآرية أو بالأحرى غير الفارسية في سجن كبير يسمى ايران. فـ اقليم الأحواز مثلا ينسلخ من محيطه العربي الطبيعي لينضم الى ايران وتصبح المنطقة العربية منقسمة الى اكثر من 24 قسما منها دولا ومنها شعوب مستعمرة و الاكراد يتشتتون وينقسمون الى اكثر من اربعة اجزاء و كل هذه الأجزاء محتلة و البلوش والآذريين والتركمان وغيرهم ينقسمون ايضا وينضم قسما من اوطانهم الى ايران الحالية ويعاملون ومثل ما اشرنا كمواطنين من الدرجة الثانية. وجميع هذه الشعوب وغيرها في ايران تحرم من ابسط الحقوق القومية و الانسانية كالتعليم بلغة الام, ناهيك عن سياسة تفريسهم بطرق شوفينية و محاولة ذوبانهم في البوتقة الفارسية بمصادرة اراضيهم و بناء مستوطنات فارسية في عمق مدنهم من اجل تغيير ديمغرافية لمناطقهم و تهجيرهم التدريجي الى العمق الفارسي لانصهارهم في المجتمع الفارسي.
رابعا: لنأخذ نموذج الأحواز مثلا من الشعوب المقهورة في ايران ، فـ للأحواز تأريخه المتميز عن تاريخ بلاد فارس حيث مر الاحواز وفي فترة غير قصيرة من مسيرته التأريخية بسلطة ذاتيه وبإستقرار وهدوء وكان الأحواز حاضن لاقدم الحضارات العربية والسامية على حد سواء ولمدة تتجاوز الـ خمسة آلاف عام وعلى رأسها حضارة عيلام السامية وبعدها مملكة ميسان العربية. و كانت الاحواز و نتيجة للصراعات القائمة انذاك بينها و بين البابليون و الاشوريون وبسبب الغزو المتبادل بينهم اتى بالضعف والتمزق وبالنهاية الأنهيارالداخلي في البنية و العسكر وهذا ما هيأ الى سقوط ممالك العيلاميين و ممالك بين النهرين في العراق على يد رعاة مهاجرين من شمال القوقاز"تعلموا المهن و الصناعة من العلاميين بعد سيطرتهم على ارض عيلام و ارض بين النهرين", و هم الاريين الذين اتخذوا من هضبات جبال زاجروس و غيرها مقرا ابتدائيا لهم حتى تبدلوا الى قوة غازية و سيطروا على مناطق عيلام و بعد ذلك على مناطق البابليين و الاشوريين. و في زمن احتلال عيلام و ارض بين النهرين من قبل الاخمينيين, نشئت مملكة ميسان التي كان الجزء الشرقي منها في الاحواز و الجزء الغربي في جنوب العراق و كانت تلك المملكة مستقلة تماما و هذا ان دل على شئ يدل على عدم سيطرة الاخمينيين على المنطقة أي الأحواز حاليا و ان كانت اسميا تحت سيطرتهم حيث كانت المنطقة تمر بانتفاضات و تمرد على اعطاء الجزية الى ملوك الاخمينيين و لا يستطيعوا الاخمنييون السيطرة على الوضع و اخماد تلك الانتفاضات و التمرد الا بجر الجيوش الى المنطقة و هذا ما يكلفهم كثيرا فاكتفوا بالسيطرة اسميا فقط هناك. و عرفت ميسان قديما باسم " كرخينا" المشتق من اسم "خاراكس" و هي المدينة التي بناها الاسكندر الكبير في عام 324 ق م عند ملتقى نهر كارون بنهر دجلة العوراء اي " شط العرب الحالي" و هناك شبه اجماع عند الباحثين و الكتاب ان مدينة ميسان او خاراكس هي مدينة المحمرة الحالية في الاحواز. و الجدير بالذكر ان المنطقة الجنوبية من الاحواز اي مناطق الحويزة و البستين و الخفاجية.... كانت تسمى ب " دست ميسان أي دجة ميسان" و بعد سيطرة البهلويين على الاحواز غيروا اسمها و في اطار سياسة التفريس الى"دشت ميشان" و بعد مجئ الخميني المدعي بحكم الله و الاسلام الى ايران في عام 1979 اتخذ نفس الأسلوب العنصري وتغير اسم المنطقة من دشت ميشان الى دشت آزادغان" .
ولم تكن في زمن الخلافة الاسلامية اي حتى سقوط الخلافة العباسية على يد المغول وجود او نفوذ للفرس في الاحواز حيث كانوا هم اي الفرس تحت نفوذ و سلطان العرب. و بعد انهيار الخلافة العباسية في عام 1258 قامت هناك مشيخات و حكومات عدة و اهمها المشعشعين عام 1436 و اتخذوا من مدينة الحويزة عاصمة لهم حيث تعدت حدودها الاحواز و بسطوا نفوذهم على قسم كبير من جنوب العراق و الكويت و منطقة القطيف و الاحساء في السعودية حتى الجهة الغربية من الخليج العربي وصولا الى البحرين و ضمت ايضا اراضي ماوراء الجبال مثل كرمان و مدن عدة من اراضي ايران الحالية و استمرت حكومتهم حتى منتصف القرن السابع عشر. و الجدير بالذكر ان في بلاد فارس كانت حكومة الصفويين و برغم اعتناقهم للمذهب الشيعي على حدا سوى لم تكن علاقاتهم طيبة بسبب نزعة الفرس التوسعية و كانت حكومة المشعشعين من اكثر الحكومات قوة و استقرار في المنطقة وكانت تتصدى باستمرار لكل محاولات الصفويين في التدخل في الاحواز ولم تأذن للصفويين بالعبور من الاحواز نحو العراق في حرب الصفويين مع العثمانيين الدموي في زمن شاه اسماعيل الصفويي و سلطان سليم العثماني. و بعد المشعشعين حكم الكعبيين على الأحواز والذين ظهروا في زمن الزنديين في ايران و بقوة فائقة في منطقة الخليج و صانت سيادة الاحواز و استقلاله و برغم الصراع المستمر بين البرتغاليين و الفرس و العثمانيين و البريطانيين على السيطرة على تلك المنطقة, لكن شجاعة امراء كعب و حنكتهم السياسية حالت دون وصول اليد الاجنبية الى الاحوازحيث يتحالفوا مع البرتغاليين تارة و مع الانجليز تارة اخرى حفاظا على استقلال بلدهم و خاصة في زمن شيخ سلمان الكعبي الملقب بشيخ سلمان الكبير حيث وصلت شهرته الى اوربا نتيجة صراعه الدامي مع الانجليز فكان شيخ سلمان يمتلك حينها اسطولا حربيا كبيرا يتشكل من عشرة سفن كبيرة وسبعين سفينة صغيرة .
بهذا السرد الوجيز لتأريخ الاحواز لا نقصد نكران وجود الفرس أو نكران هويتهم في المنطقة ولا حتى الادعاء ان ليست للفرس و على مدى الـتأريخ وجود او سيطرة على الاحوازفي مرحلة ما من تأريخ الأحواز و خاصة مع وجود النزعة الشوفينية التوسعية و الحقد الدفين على العرب بشكل عام عند اغلب الفرس قديما و حاضرا و وجود الثروات الطبيعية في الاحواز مثل النفط و... و موقعه الاستراتيجي في المنطقة وهذه كانت اهم الاسباب و الدوافع لاطماع القوى الاجنبية و منها الفرس و المحاولة المستمرة و المستمية للسيطرة عليه , فهناك عواصف و احداث سياسية او عسكرية تهب و تصيب بلد ما فتقلع هذه الحكومة او الدولة من جذورها احيانا دون اختيار او تدخل شعوب تلك البلدان في ذلك التغييرسلبيا كان او ايجابيا و انعكاسه على حياتهم و مستقبلهم. و الأحواز و الشعب الاحوازي بالتاكيد ليس خارجا من هذه القاعدة.
حيث تعرضت سيادة الاحوازو على مدى تأريخه لغزوات و احتلالات عدة و اهمها و احدثها سنة 1925 والتي استمرت الى يومنا هذا على يد الفرس. فوجود الفرس في الاحواز مهما طال عمر احتلالهم فهو غير شرعي و لا يعني ان تلك الارض و الشعب ايرانيتين على الاطلاق. فالجزائر بقت الجزائر و رحل الاحتلال عنها و لم تصبح يوما ما فرنسيةً, برغم طول فترة الاحتلال و ادعاءات المحتل"بكسر التاء" بذلك البلد و تزوير الحقائق التاريخية و النيل من ثقافتهم و لغتهم و بعد 149 عاما من الاحتلال خرج الفرنسي من ارض الجزائر المليون شهيد مهزوما معتذرا . فتغيير اسم الأحواز الى خوزستان لا يغير شيء في هوية الأحواز العربية ولا يغير شيء في نية المستعمر وهاهي الجزائر التي سماها المستعمر الجيريا ومصر التي سميت ايجيبت وبوتسوانا التي سميت بوشلاند و الحقائق على الارض موجودة وثابته بأهلها وبتمسكهم بأرضهم وإذا امكن اخفاء الحقيقة على العالم لفترة ما اليوم اصبح صعبا على المستعمرين ذلك مع صغر العالم وتحوله الى قرية صغيرة بفضل تكنولوجية المواصلات المتطورة وهذا ما ادخل ايران في مأزق حيث تدعي ايران انها منسجمة والتظاهرات تعم مدنها وقراها وكل عواصم العالم للشعوب المقهورة وصوتهم اصبح يدوي في مراكز الأمم المتحدة وغيرها وستستسلم ايران الى ما تريده الشعوب بالنهاية وهذه حتمية تاريخية ولا يمكن تغييرها والحفاظ على امبراطورية دينية شوفينية متخلفة اكثر من هذا مثل لم تتمكن الكليسا من الحفاظ على قدرتها وسقطت بالنهاية واصبحت الأفكار المتخلفة التي تحملها على رفوف بعض رجالها المتزمتين فقط.
ابو هيام الأحوازي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق