بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الثلاثاء، 13 مارس 2012

مطر الكلمات ... حكاية من نضال المرأة الأحوازية بقلم : سمر مقرن

samar_almagran
العرب القطرية
يوافق أمس الخميس الثامن من مارس، التاريخ الأهم في حياة كل امرأة، لأنه يوم المرأة العالمي بإقرار من الأمم المتحدة، وقد يكون مناسبة للتذكير بجزء ولو قليل من نضال المرأة، ووجدت لزاماً أن أتناول المرأة الإيرانية، التي أجحف الإعلام العربي في تناول قضيتها، وإن كان هذا التجاهل بسبب عدم انتمائها إلى العالم العربي، فلزاماً أرى التذكير بأن المرأة الإيرانية "مسلمة"، وجزء كبير من تاريخها النضالي تدخل فيه المرأة "الأحوازية" التي كابدت ووقفت في وجه الاحتلال الإيراني لأكثر من ثمانية عقود.
المرأة في الأحواز العربية، تعلمت الصبر والقوة والنضال ليس لحقوقها فحسب، بل لعروبتها المسحوقة، وهويتها الممسوخة، والحصار المفروض عليها ليس من رجل هضم حقوقها وتطالب بها، بل في وجه محتل لا يعرف حينما يقتل أو يعتقل أن يفرق بين رجل أو امرأة، بين شيخ عجوز أو طفل، لذا فإن المرأة الأحوازية وحدها هي التي تناضل دون "هوية" تناضل وتكتب بأسماء مستعارة، لأنها لا تستطيع أن تُفصح عن اسمها الحقيقي، تناضل بالخفاء، لأنها معرضة للقتل والاعتقال حتى لو تم اكتشاف تجمعات نسائية صغيرة! وهي معزولة في محيط لا يعترف بها، لأنها غير قادرة على الاندماج في الحراك النسوي الإيراني، بسبب اختلاف الثقافة، كما أنها غير قادرة على الاندماج مع الحراك النسوي في الخليج العربي، الذي تشترك معه في الثقافة نفسها، والتركيبة القبلية والاجتماعية، بسبب عزلها الإجباري من قِبل الاحتلال الإيراني، لذا فإن نضالها يبقى في نطاق دعم الرجل والوقوف إلى جانبه في نضاله ضد الاحتلال، ولها دور عظيم في دعم المناضلين وتسهيل مهامهم.

أما عن مشاركاتها الاجتماعية والثقافية فإنها تبقى محدودة بسبب فرض الحصار الثقافي على الأحواز العربية بشكل عام. مع ذلك ما زالت تحاول وتجتهد في إبراز قضيتها على المستوى الدولي، فقبل شهر شاركت ثلاث نساء في هولندا بمؤتمر حول حقوق المرأة، وتحدثت بكل شجاعة الناشطة الأحوازية "حوراء أحمد" عن القمع الذي يُعتبر بمثابة السد المنيع أمام تقدم المرأة الأحوازية على الصعيد السياسي والاجتماعي والثقافي. مع هذا، لا بد أن نتذكر أن المرأة الأحوازية أدت بكل جدارة في داخل أسرتها دور المرأة والرجل حينما يُعتقل أو يستشهد، فمسيرتها لا تتوقف وأهدافها لاستعادة هويتها العربية تبقى هدفاً تسعى إليه، لذا لا تقولوا لي لماذا اخترتِ المرأة العربية الأحوازية لمقالك في هذا اليوم وفي هذه المناسبة، ولم تكتبي عن غيرها من النساء.. نعم، هذه المرأة "العربية" تغيب عن الإعلام العربي، ودوري أن أذكركم ونفسي بها وأنقل ولو سطوراً قليلة عنها.

أما الجزء الآخر، فلا أحب أن أمضي دون تذكر المرأة الإيرانية المسلمة، ولعل السيدة "مريم رجوي" نموذجاً للنضال النسوي الحر، الذي وقف بكل جرأة في وجه نظام الملالي، وتحدته بعزيمة وإصرار، وها هي أمامنا تطوف دول العالم لتنقل جزءاً من معاناة المرأة الإيرانية.. لذا أجدني في هذا اليوم كمناسبة، وكل يوم كامرأة، أن أحيي أخواتي جميعاً وأؤكد لهن أن القادم أجمل طالما لدينا نساء بهذه الشجاعة .
09 – 03 – 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق