بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الثلاثاء، 6 مارس 2012

ساحة النزال مع الفرس بقلم : منذر الكاشف

KATEB

الشرق
كانت إيران تخطط منذ زمن طويل أن تكون ساحة النزال العربية الفارسية في اليمن، وقد فشلت، ثم مع قدوم الربيع العربي وتحريك الأوضاع بنجاح في البحرين، استنفرت إيران كل إمكاناتها وجمعت حلفاءها وأصبحت لا تهتم إلا بربيع البحرين، وصار موضوع هذه الجزيرة العربية هدفا لسهام حزب الله وبعض أطراف المليشيات العراقية. وتنطحت قنوات العالم والمنار وسحر وكل الإعلام الإيراني بلغات مختلفة لموضوع البحرين، ظنا من طهران أن هذا البلد يمكن أن يكون ساحة النزال مع العرب الذين لمسوا تخاذل الغرب المفترض أنه حليف وصديق.
وحينها تمكنت دول الخليج بدرع الجزيرة من وأد الفتنة دون الرجوع إلى أحد أو استشارة أحد. وكان ما حصل أن ساحة النزال فشلت من اتخاذ البحرين مركزا لها.
انطلقت الثورة السورية، ومضى نحو عام لكي يكتشف العرب أن الغرب كله من أمريكا إلى أوروبا يراوغ ولايزال يبحث عن صفقات سرية مشبوهة مع إيران للسيطرة على الأوضاع في الوطن العربي.
المعادلة اختلفت في سورية، فهي بعيدة جغرافيا عن إيران وفيها كل المقومات البشرية لتكون صالحة كمنطقة نزال ومركز معركة بين العرب والفرس وفي عقر دار حلفائهم. وفي سورية أيضا انكسر التحالف بين إيران وحركة الإخوان المسلمين، وفي سورية تمادى نظام الأسد بالقتل والإجرام واستفزاز مشاعر المسلمين في صميم عقيدتهم، واستمرت إيران تستميت في دعمه ومساندته بكل الوسائل.
نعم إن سورية اليوم ساحة النزال العربي الإيراني (الفارسي) والغرب يتفرج. وستكون هذه معركة الأمة ومصيرها ضد عدوين: الفرس والروم. تسخن معركة وتبرد أخرى والعكس بالعكس، لكن الأوراق كلها مكشوفة ولم يعد هناك شيء مستور.. ولعل هذه المسألة ما كانت لتنكشف لولا الثورة السورية، لأن كثيرين في أمتنا كانوا مخدوعين بإيران وشعاراتها. اليوم الأمر بين وكل شيء في خارطة المنطقة في مكانه الطبيعي وليكن النزال في سورية سلما أو حربا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق