بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الأربعاء، 14 مارس 2012

العقوبات تلحق أضرارا كارثية بتجارة إيران بقلم : سيميون كير من دبي



الاقتصادية الالكترونية
السوق الإيرانية في ميناء خصب العماني على مضيق هرمز مهجورة. قبل أربعة أشهر كانت هذه الشبكة من المراكز التجارية المؤلفة من طابق واحد، التي تبعد 100 كيلو متر فقط عن البر الإيراني، مركزاً يعج بالنشاط التجاري مع إيران.
وفي أواخر العام الماضي حدّت العقوبات الأمريكية المشددة من مقدرة إيران على الوصول إلى التمويل الدولي، وقيدت قدرتها على تحويل صادراتها من النفط الخام إلى عملة صعبة. ومنذ ذلك الوقت انهار الريال الإيراني.
وتسبب انخفاض قيمة الريال بنسبة 60 في المائة مقابل الدولار في أسواق العملة غير الرسمية في تراجع الطلب الإيراني على البضائع. وبالنسبة للتجار في ميناء خصب الواقع في شبه جزيرة موسندم، كان الأثر كارثياً. إذ يقول محمد شريف، وهو تاجر هندي في البضائع الاستهلاكية، إن عمله هبط إلى خُمس ما كان عليه قبل أربعة أشهر.
ويقول تاجر عُماني يأمل في بيع أجهزة تلفزيون من دبي إلى عملاء في ايران: ''كان هذا المكان يعج بالنشاط، لكن انظر إليه الآن. من يستطيع أن يقول ما الذي سيحدث إذا نشبت حرب؟''.
ويعتبر سوق خصب برهاناً حياً على الآثار المضاعفة التي تخلفها العقوبات الأمريكية على التجارة الإيرانية، إلى جانب التردي الأوسع في العلاقات القائمة منذ قرون بين الخليج وإيران وسط القلق الناشئ عن برنامج الجمهورية الإسلامية النووي. ولا تقتصر هذه المشاكل على خصب، ذلك أن التجار في دبي وغيرها من البلدان في الخليج متضررون من العقوبات ومن ضعف الريال.
وقد توقفت البنوك العالمية عن تمويل التجارة الإيرانية لأن العقوبات تهدد بوقف التعامل مع أية مؤسسة لا تقوم بأعمال التحري الكافية عن نظيراتها الإيرانية.
وقال فرهد علوي، وهو محام يتخذ من واشنطن مقراً له: ''من الواضح أن العقوبات لم توقف حركة التجارة الدولية إلى إيران بشكل كامل، لكنها فعلت الكثير للحد منها''. ويقول مصرفيون إن إيران التي تسعى جاهدة للقيام بمعاملاتها التجارية بالدولار، تؤيد الآن اتفاقيات المقايضة والمعاملات التي تتم بغير الدولار.
وبحسب العلوي: ''القيود التي فرضتها العقوبات المشددة على البنوك الإيرانية تدفع إيران إلى إيجاد ترتيبات بديلة للمدفوعات''.
وتقايض إيران حالياً النفط الخام بسلع مع الصين وروسيا. وأكدت هذا الأسبوع أنها أتفقت مع الهند على استخدام الروبية بدلاً من الدولار في المعاملات الثنائية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن أحمد سبحاني، مدير عام الشؤون الآسيوية في وزارة الخارجية الإيرانية، قوله يوم السبت: ''ستكون المعاملات التجارية بين إيران والهند بالروبية، وفقاً للاتفاقيات المبرمة بين حكومتي البلدين''.
وتحدثت تركيا أيضاً عن زيادة حادة في عمليات تسجيل الشركات من جانب الشركات المدعومة إيرانيا في العام الماضي.
في هذه الأثناء، تتراجع التجارة بين ايران من جهة ودبي وعُمان من جهة أخرى بسرعة بسبب انخفاض الطلب على البضائع الاستهلاكية.
ويقول تجار في دبي إن انخفاض قيمة العملة يلحق بهم ضرراً شديداً. ''العملة منهارة''، كما يقول محمد رضا من مقدمة قاربه الراسي في مرفأ شرم دبي.
وارتفعت قيمة عمليات إعادة التصدير - البضائع التي يتم شحنها عن طريق دبي – إلى ايران بنسبة 22 في المائة بين الربع الثاني والثالث من عام 2011، حسب إحصائيات صادرة عن دبي. ويمكن أن يعكس هذا حقيقة إمكانية تغيير مانيفستات أو بيانات السفن في دبي لتجنب الانتقادات الدولية. وسينعكس الأثر الناجم عن انهيار الريال عندما يتم نشر الإحصائيات الخاصة بالربعين التاليين، كما يقول المسؤولون.
وتسبب التذبذب في العملة الإيرانية، الناجم عن المحاولات التي تبذلها الحكومة من حين لآخر لدعم الريال، في حال من الفوضى الشديدة. فقد أوقف ممول يتخذ من دبي مقراً له تمويل التجارة في السلع البيضاء عبر مضيق هرمز إلى ايران لأن تذبذب الريال أجبره على الخروج من العمل، كما قال مسؤول في ميناء خصب.
في هذه الأثناء، ليست التجارة مع إيران فقط معرضة للتهديد في دبي، بل الدور الذي لعبته المدينة باعتبارها نافذة الإيرانيين على العالم.
ويقول مغتربون إيرانيون إنهم يشعرون أنهم مرحب بهم بدرجة أقل في المدينة التي يمكن أن تتوخى الحذر من الإيرانيين باعتبارها جزءاً من الإمارات.
وبدأ الإيرانيون بنقل شركاتهم إلى أماكن أكثر ترحيباً بهم، كتركيا، حيث يقول المقيمون والزوار، من التجار إلى الطلبة، إن الحصول على تأشيرات بدأ يصبح صعباً.
ويقول رجل أعمال: ''في كل مرة نتقدم فيها بطلب الحصول على تأشيرة، هناك جواب واحد: لا، ولا نستطيع مناقشته، لأنه مبني على أسباب تتعلق بالأمن الوطني. لقد أصبح البقاء هنا أكثر صعوبة''.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق