بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الخميس، 17 نوفمبر 2011

التعريف بكتاب جديد عنوانه : بلاد الرافدين وعيلام

موقع عربستان الأحوازي


حبل الكذب قصير وإن طال . . . والتزوير لابد له من نهاية


نتذكر هذه الحكم التاريخية بمناسبة صدور الكتاب الهام المعنون:"بلاد الرافدين وعيلام" ... العلاقات الحضارية في التاريخ القديم الذي ألفه الدكتور العربي العراقي نصّار سليمان السعدون ليكشف من خلاله أبعاد العلاقات الحضارية والوشائج الكثيرة والكثيفة التي جمعها التاريخ القديم في سياق علمي معروف وموثوق بين الحضارتين لبلاد الرافدين وعيلام .




والكتاب الذي نتحدث عنه صدر في سوريا عن دار إنانة للطباعة والنشر التي مقرها في العاصمة دمشق العام 2010 لكي يرد علمياً على محاولات تزوير التاريخ الذي أتقنه الفرس الذين تعود جذورهم الى كونهم مجرد مرتزقة اِستجلبوا للمنطقة ـ كما يقول البروفيسور الايراني الدكتور ناصر بوربيرارـ من جبال قفقاس. والكتاب يسلط الأضواء على العلاقة الجدلية بين الحضارتين الرافدية والعيلامية الساميتين التي نشأتا قبل اكثر من ألفي عام من مجيء الفرس الى هذه المنطقة، والذين حاولوا الادعاء بأنهم آريين أصحاب ((حضارة)) آرية نشأت في المنطقة العربية، في حين يدرك الجميع أن حكاية الآرية هي مستوردة في منتصف العشرينات من القرن الماضي وتأثراً بالفلسفة الألمانية الهتلرية التي كانت تزعم أن عرقها صافٍ، وغير مختلط بأي أعراق أخرى .




ولم يجد الفرس أفضل من هذه الأكذوبة للتغطية على واقعهم الذي إستجلبوا من أجله من شمال آسيا كمرتزقة في سبيل زجهم بالقوات اليهودية التي نزعت نحو العدوان على حضارة وادي الرافدين . وبالتساند بين الفرس (لملوم) واليهود في تلك العهود فقد لعب هؤلاء المرتزقة القوة الشرسة، كما هو ديدن المغول، ضد سكان وادي الرافدين. كما برهن على تلك الحقيقة الباحث الايراني الحصيف الدكتور ناصر بوربيرار الذي أجزم بأن الحضارة الفارسية لا تتعدى الشؤون العدوانية العسكرية، والرمح القاتل، والذي اضافوا له في هذه الفترة الخبث والحقد الفارسي المعهود، وفق كل اثباتاته العلمية عبر الآثار الفارسية في تخت جمشيد وغيرها، التي لم تحتوِ إلا على اثار الرمح والسيف، وكل الكتابات التي احتوتها تلك الاثار كانت مكتوبة باللغة (الآرامية) وهي لغة العيلاميين وبلاد الرافدين السامية في تلك العهد القديمة، أي أن ((الحضارة الفارسية)) التي يتغنى بها هؤلاء القوم لم تكن قد احتوت على ((اللغة)) و (العمران)) الذاتي كتمييزهم وابداعهم مقارنة بباقي الحضارات التي سبقتهم او التي عاصرتهم او حتى التي جاءت من بعدهم.
والكتاب يتحدث عن العلاقات بين الحضارتين : بلاد الرافدين وعيلام في الزمن الذي ضمه الألف الثالث قبل الميلاد معتمدا على الوثائق والحفريات والاوابد التاريخية، متطرقاً الى مقدمة جغرافية ومبررات التسمية (الأحواز) وطرق المواصلات والمناخ والانهار وصولاً الى مناقشة وتسليط الأوضاء على سكان بلاد عيلام الأحوازية على وجه الخصوص.




وقد ذكر جدول تعاصر الملوك العراقيين القدماء مع حكام عيلام الأحوازيين، كسرجون الأكدي وريموش ومانشتوسو ونرام ـ سين، وشارـ كالي ـ شلي، كما تطرق الى عصر سلالة أور الثانية وعصر كوديا وفترة الإحتلال الكوتي والعلاقة مع بلاد عيلام .




وقد ركز الفصل الرابع على سبيل المثال على الجوانب الحضارية لعلاقات بلاد الرافدين مع بلاد عيلام من حيث الصلات الفنية كالفخار والأختام الاسطوانية والنحت والتأثير الثقافي والكتابة واللغة والتأثيرات الدينية والقانونية والاقتصادية، كما جاء في الكتاب ملحق اسماء المدن العيلامية القديمة المذكورة في النصوص المسمارية العراقية عبر عصور حضارية مختلفة، علاوة على الصور والاشكال وقائمة المراجع .




ومن الناحية الجغرافية فقد امتدت بلاد عيلام في أوج توسعها من كرمانشاه في الشمال الغربي الى طريق خراسان الكبير القادم من بغداد في الشمال، وتمثل سلسلة جبال زاجروس الحدود الشمالية ـ الشرقية لبلاد عيلام ـ وفي الجنوب يشكل الساحل الشرقي للخليج العربي حدوداً لعيلام، في حين أن مرتفعات بختياري تشكل الحدود الشرقية لها. أما في الجهة الغربية فقد كانت الحدود هي الأكثر تغييراً حيث أن الثقل الاساسي في العراق القديم كان هو الرئيس في تحديد امتداد بلاد عيلام أو تقلصها وتراجعها احيانا الى المرتفعات الشرقية، حيث يكون سهل عيلام ضمن أراضي بلاد بابل في جنوب بلاد الرافدين .




والكتاب في أية حال لا غنى لأي عامل في الشأن الوطني الأحوازي من المهتمين بالأبعاد الثقافية من قراءته بامعان كبير، وهو يتكون من 345 صفحة، فيه من المعلومات الدقيقة التي تزيح أكاذيب الفرس بشكل كامل عن الحضارة العيلامية وعلاقتها بالحضارة الرافدين وأساسهما الفكر السامي المختلف نوعاً وكماً عن مزاعم والمفاهيم الآرية التي تطرق بعضها الكتب الدينية الزائفة لليهود عنها .




والكتاب على العموم هو نظرة متفحصة لما ينطبق تاريخياً على الجغرافية الأحوازية الراهنة التي تشير الأثار التاريخية الى معالمها الاساسية وما يستقطنه كل ذلك من اختلاف نوعي وكمي مع الإحتلال الفارسي البغيض .







16 – 11 – 2011


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق