بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الأحد، 15 يناير 2012

غبار طهران ضباب لندن وأعاصير واشنطن

PDF طباعة إرسال إلى صديق
خليفة فهيم الجزائري _ صحفي

قد لا يفهم ولن يفهم حتى كبار الساسة وخبرائها ، لا بل و الدهاة أيضا، أضف إليهم الكهنة والمنجمون والعارفون بالبوصلة ، ما هي حقيقة تلك الأوتار والتيارات الكونية، التي يلعب ويسبح في فلكها ثلاثي الجدل والدجل السياسي، واشنطن لندن وطهران ، فالمتتبع والملاحظ عن كثب لملف النزاع الدائم والعكر ، لكثرة ما يسوده من ضباب وغبار وأعاصير بين الثلاثي الدجال قد ينتهي المطاف بالمتتبع لهذا الملف قلت، إلى اكتشاف كنز  لا يفنى من الكذب الخالص المدسوس في رصيد الثلاثي ، كذب يراد به مؤامرة اما المعني بها أو ضد من تحاك والخاسر والمتضرر منها، فمن يكون إن لم يكن العرب ونعمتهم ونقمة  ثروتهم عليهم ولما لا عقيدتهم أيضا ؟
فهل هناك بيننا من يفهم ونحن "الأعمى الأصم الأبكم في الزفة "، كل تلك الزوابع التي تحدثها طهران حولها من حين لأخر ؟ والتي ترفع فيها غبار التحدي ضد من تسميهم بالأعداء أو الشياطين، إذ تصل وككل مرة درجة التحدي في الكثير من الأحيان إلى نقطة التشابك لكن دائما على المستوى الأقل ، المستوى الدبلوماسي فيلجأ الطرفان إلى أسلوب الاستدعاء الطرد والسحب الدبلوماسي والسبب هو " الغش والتمويه " في قواعد اللعبة أو المؤامرة ، خاصة بين طهران و لندن ، وإلا كيف نفسر أفعال هذه الأخيرة التي كانت ولا تزال تتسم ردود أفعالها بتصريحات اقل ما يقال عنها أنها ضبابية وغير واضحة ، حيال ما يهب عليها من غبار الزوابع الذي تحدثه طهران رغم باع الخلافات الطويل المتطور بينهما ، إذ تكتفي لندن الضبابية في كل مرة بتحريك "المروحة" حولها لإبعاد ذلك الغبار مثل إبعاد "الذباب" عن وجه العجوز ، أو هكذا ما تلبث وتحن إلى علاقتها أو الاحتكاك القريب الغير مباشر وغزل الدجل   ، وهذا ما يثير العجب فكيف لدولة عظمى مثل بريطانيا أن تتحمل كل ذلك دون أن تتحرك ساكنة ؟ واعتقد هنا ان الجميع يعرف ويعلم ما بدر وصدر من طهران اتجاه المملكة العظمى التي قد نقول انها تتعامل بصدر وان كشرت عن أنيابها ما تلبث وتبتسم ، ونحن نقول كل مرة ما ستسلم الجرة .
 قد يتعجب البعض لتصرفات الطرفين سواء لكل ما تقوم به طهران من مناورات سياسية هي في الحقيقة استفزازية ، يقابلها غض للبصر تلجأ إليه بريطانيا في هكذا حالات من الزوابع الإيرانية وكأنها تريد ان تحتمي من دخول الغبار إلى عيونها فقط ،  لكن البعض الأخر لا يتعجب ذلك بل يرى أن المملكة تجمع النقاط لطهران وتريد ان تجرها إلى نقطة اللا عودة ، وسكوتها ليس رضا فهي تتحين لها الفرصة ولن يكون ذلك طبعا بدون الأخت الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية ، هذه الأخرى التي ما تتحرك سواء دبلوماسيا أو عسكريا إلا واحدث أعاصير من حولها لكن من يعرف ولن يعرف احد نيتها الحقيقية حيال حرب الساعة المرتقبة التي تشغل العالم هذه الأيام والتي تشبه إلى حد كبير تلك الحرب الإعلامية التي خاضتها الولايات الأمريكية  نفسها ولنفس الأسباب ضد كوريا الشمالية ، وبنفس الأحوال الكونية و توتر التيارات التي تسير و تدور الآن بين طهران وواشنطن بسبب البرنامج النووي الإيراني من جهة،  وكذا محاولة إيران السيطرة على "مضيق هرمز" وقطعه أمام الملاحة الدولية من جهة أخرى،  ويعتبر  "مضيق هرمز" مصدر رزق العالم لذلك تقول أمريكا وحلفائها لإيران " قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق" ما يعني وان صدقت أمريكا في كلامها وأعاصيرها فهي على وشك إعلان الحرب وقيامه ، فهل سيكون هذه المرة ميدانيا عسكريا أو انه سيبقى فقط مجرد لغط وكلام ليس إلا، حرب ما يلبث ويتحول إلى مفاوضات والجلوس إلى الطاولات لاقتسام " الكعكات " لان في المفاوضات وحسب معلوماتي الشحيحة حول قانون او لعبة المفاوضات  يجب على المفاوض ان يملك بين يديه ما يفاوض به على ما هو بيد الخصم،  وإيران تسعى إلى جمع اكبر عدد أو قيمة ثمينة للجلوس إلا المفاوضات لأنها تدرك انه عليها الكثير من الملفات الثقيلة منها البرنامج النووي وتورطها في الصراع الإقليمي والمشاكل الداخلية وخوفها من شبح الربيع العربي الذي أصبحت أمريكا وحلفائها من المتحكمين فيه او المعتمدين عليه لإسقاط أو تغيير الهياكل القديمة ، وبالنهاية ستبقى إيران خصم دائم في المنطقة على طاولة القمار الذي خلقه ويشتهر به رعاة البقر المدمنون المتفننون فيه فمن يلاعبهم غيرها وبالنهاية الأخرى والنهائية التي يفهمها الأعمى الأصم الأبكم أن  لا حرب إلا على العرب ، ولن تضرب إيران  اذا تقرر ضربها إلا بـ "ضربة العجوز لحفيدتها " حسب المثل الشعبي هذا إذا حصل أصلا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق