بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

السبت، 21 يناير 2012

تهديدات طهران بإغلاق «هرمز» للاستهلاك الداخلي لا أكثر بقلم:و لتر روجرز

 
ثمة حقيقة عالمية تحظى بإجماع عام هي ان الحروب لا تنتهي عادة بالطريقة التي توقعها من اطلقوا شرارتها الاولى.
وهذا يعني ببساطة ان على زعماء اسرائيل والولايات المتحدة تأمل هذه الحقيقة التاريخية عند اعدادهم خطط شن حرب على ايران لاشتباههم في برنامجها النووي الذي يقال ان الغرض منه هو صنع اسلحة نووية.
وبدورها، على ايران الكف عن المبالغة في رد فعلها على العقوبات لان من شأن هذا ان يؤدي ربما لاندلاع صراع عسكري في المنطقة بالنهاية.
فمن الواضح ان اصوات طبول الحرب اخذت ترتفع عقب التهديدات التي اطلقتها طهران واعلنت فيها انها سوف تغلق مضيق هرمز الحيوي لمرور النفط اذا ما نفذت الولايات المتحدة والغرب قوانين العقوبات الجديدة، ثم ازدادت هذه الاجواء توترا مع اصدار طهران حكما بالموت على جندي سابق في سلاح البحرية الامريكية بالزعم انه جاسوس لتعلن فيما بعد انها سوف ترفع مستوى تخصيب اليورانيوم في منشأة تقع تحت سطح الارض.
ويحدث كل هذا في وقت يدعو فيه بعض مرشحي الرئاسة الامريكية مثل الجمهوري نيوت غينغريتش وريك سانتوروم - جمهوري ايضا - لتغيير نظام طهران وتوجيه ضربات عسكرية لمنشآتها النووية ثم تقول ادارة اوباما واسرائيل ان كل الخيارات موضوعة على الطاولة في المواجهة مع ايران وتمضيان في تصعيد العمل السري ضدها والتعهد بألا تُصبح قوة نووية.
بيد ان الامثلة على سوء الحسابات للعسكرية كثيرة ومتنوعة، فقد كان هتلر واثقا جدا من استيلاء النازين على مدينة لينينغراد لدرجة انه امر بطبع دعوات حفل الانتصار في احد فنادقها، ولم يتحقق هذا بالطبع.
ولنتأمل ايضا صدمة السوفييت عند رؤيتهم بلادهم وهي تنهار بعد ثلاث سنوات فقط من انسحابهم من افغانستان وكيف شكل هذا اذلالا رهيبا اسهم جدا فيما بعد بنهاية الامبراطورية السوفييتية وتفكك اوصالها. وماذا عن «الضوء في نهاية النفق» الذي تحدث عنه الساسة الامريكيون، وكانوا يعنون به تحقيق انتصار امريكي في فيتنام ولم يتحقق؟

عواقب خطيرة

الواقع هناك الكثير من الامثلة على سوء الحسابات في صراعات الماضي، ولاشك ان النزاع مع ايران يتضمن احتمالات عديدة يمكن ان تترتب عليها عواقب خطيرة. فماذا لو فشلت اسرائيل او الولايات المتحدة في القضاء على برنامج ايران النووي لان ايران حصنته جيدا؟ وماذا عن اعمال التخريب والحرب الالكترونية واحتمال امتداد الصراع من ايران الى المنطقة بل والى المنشآت الامريكية والاسرائيلية في العالم؟
ان علينا ان نتذكر هنا ان ايران لا تمتلك حيزاً كبيرا للمناورة، وهذا ما يفسر موقفها المتشدد الذي تريد ان تعوض به خشيتها من القيام بعمل على الارض، لكن قلقها من انحدار قيمة عملنا يمكن ان يدفعها لوضع يائس تصبح فيه متهورة على نحو خطير.

خداع
غير ان تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز هي مجرد خداع على الارجح لانها غير قانونية ولا مثمرة بل ويمكن لعواقبها ان تدفع حلفاءها كالصين التي تعتمد على النفط الايراني الى مناهضتها.
وفي هذا الاطار، يمكن القول ان من الحماقة تحذير ايران لاحدى حاملات الطائرات الامريكية بألا تعود الى الخليج وذلك لان واشنطن تعتزم نشر ثلاث حاملات طائرات امريكية قبالة السواحل الايرانية، ومن المؤكد ان الايرانيين يدركون ان هذه السنة ستشهد انتخابات الرئاسة الامريكية مما يعني ان رد اوباما على اي استفزاز عسكري ايراني سيضمن له عندئذ اعادة انتخابه.
غير ان الايرانيين ليسوا مجانين ولا اغبياء على الرغم من ميلهم لتعظيم مكانتهم بالعالم من خلال اعتبار انفسهم ورثة للامبراطورية الفارسية القديمة. وهذا ما يدعو علي الفوني المتخصص بشؤون الحرس الثوري الإيراني للاعتقاد بان دمدمة طهران وتهديداتها هي للاستهلاك الداخلي لا اكثر، إذ لما كانت العقوبات الاقتصادية قد اضعفت ايران فعلا، يريد زعماؤها اقناع الرأي العام بان البلاد لاتزال قوية وقادرة على مواجهة الاعداء على الرغم من هجمات الحرب الالكترونية وعمليات الاغتيال الغامضة التي استهدفت العلماء النووين والانفجارات التي لحقت بأحد مصانع الصواريخ في ايران.
تعريب نبيل زلف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق