بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الخميس، 19 يناير 2012

الأحواز .. الإقليم العربي المنسي

في العشرين من نيسان ( ابريل ) من عام 1925 تم احتلال إقليم الأحواز ( عربستان ) من قبل نظام الإيراني الشاهنشاهي , بعد أن تم استدراج الشيخ خزعل الكعبي حاكم البلاد إلى فخ نصب له من قبل قائد الجيش الإيراني الجنرال زهدي من أجل إجراء مباحثات ,إلا أن الجنرال زهدي قام باعتقال الشيخ خزعل وتم إيداعه سجون طهران مع مجموعة من مرافقيه حتى عام 1936 حيث اغتالت يد الغدر الشيخ خزعل وصحبه .
تقع الأحواز إلى الجنوب الشرقي من العراق وهي تتصل معه اتصالاً طبيعياً عبر السهول الرسوبية وشط العرب بينما يفصلها عن إيران حاجزاً طبيعياً هي سلسلة جبال زاغروس ويحد الأحواز من جهة الشمال والشرق إيران ومن جهة الجنوب شط العرب ومن جهة الغرب العراق , وقد أطلق الفرس على بلاد الأحواز اسم عربستان أي بلاد العرب .
تبلغ مساحة الأحواز 185000 كم مربع ويبلغ عدد سكانها حوالي الخمسة ملايين نسمة غالبيتهم العظمى من العرب رغم محاولة التفريس التي تقوم بها الحكومات الإيرانية المتعاقبة وقد سكن الأحواز عبر التاريخ الأنباط والتدمريون وهي أقوام تنحدر من أصل عربي , ومن القبائل العربية التي سكنت الأحواز بني كعب وبني عامر وبني طرف وبكر وتميم وخالد وكلها قبائل عربية لها امتدادها بالجزيرة العربية والعراق .
يعود تاريخ الأحواز إلى سبعة آلاف عام , وقامت على أرضه الحضارة العيلامية وهي على غرار الحضارات البابلية والآشورية والسومرية في بلاد ما بين النهرين ولا تزال أوابد هذه الحضارة شاخصة إلى يومنا هذا رغم المحاولات المتعددة لطمس تاريخ الأحواز وخاصة ذلك التاريخ المتجانس مع حضارات العراق المتتابعة وهو تاريخ مختلف كل الاختلاف عن حضارة بلاد الفرس مما يبين بوضوح لمن يقرأ التاريخ الانفصال الكامل بين الأحواز وبلاد فارس وعدم أحقية إيران بضم الأحواز إليها وكشف التواطؤ الإيراني الإنكليزي في احتلال الأحواز وهو ذات التواطؤ الذي قام بين فرنسا وتركيا بسلب لواء اسكندرون عن سورية .
كان أول احتلال فارسي على الأحواز في زمن ملكهم قوروش بعد أن قضى على الدولة الآشورية في العراق منطلقاً بعدها للقضاء على الحضارة العيلامية في الجنوب , إلا أن الثورات الأحوازية استمرت بعد الغزو حتى جاء الفتح الإسلامي على يد أبو موسى الأشعري عام 638 ميلادي ( 17 هجري ) وحكم الأحواز أهلها بدءً من أسرة المشعشعين وانتهاءً بأسرة الكعبيين التي كانت آخر حكام الأحواز بالعصر الحديث ,وتعرضت الأحواز مثلها مثل باقي المناطق العربية إلى غزوات الأوربيين كالبرتغاليين والهولنديين والبريطانيين الذين تم حرق سفنهم في الخليج العربي على يد البطل سلمان الكعبي .
وقد تآمر البريطانيون مع الإيرانيين من أجل احتلال الأحواز وتم لهم ذلك كما مر معنا سابقاً .
منذ اليوم الأول قامت الثورات في مواجهة المحتل الإيراني الذي مارس سياسة الأرض المحروقة التي كان يتبعها الاستعمار في ذلك الوقت , فقاموا بتدمير القرى والمدن العربية الأحوازية وتم إعدام الشباب الأحوازي دون أي محاكمة أو فرصة للدفاع عن أنفسهم من أجل إرهاب باقي الأهالي . وحتى الآثار لم تنجو من التدمير والتخريب من أجل طمس هوية الأحواز العربية وإنهاء ارتباطها التاريخي بعروبتها وربطها بالتاريخ الفارسي , فعمدت إلى تزوير التاريخ والادعاء بحقها بالأحواز التي غيرت أسمها إلى الأهواز كما قامت بتغيير أسماء المدن العربية إلى أسماء فارسية فالمحمرة العاصمة التاريخية للأحواز سموها خورمشهر وعبادان إلى آبادان والحوزة إلى الهويزة حتى الأحواز تم تسميتها بخوزستان , كل ذلك ضمن سياسة التفريس المتبعة , ولم تنجو الأسماء الشخصية من التفريس فكل الأسماء العربية تم تحويلها إلى أسماء فارسية ولم يعد من حق أي أسرة أن تسمي أولادها إلا بأسماء فارسية .
ولم تكتفي الحكومات الإيرانية بذلك بل سعت لعملية التهجير للقبائل العربية المقيمة في الأحواز إلى مناطق الشمال الإيراني واستجلاب سكان هذه المناطق إلى الأحواز وإسكانهم فيها كما مارست سياسة التجويع للشباب الأحوازي نتيجة انعدام فرص العمل ومن أجل إجباره على الهجرة نحو الداخل الإيراني وبالتالي يتم إبعادهم عن وطنهم وأهلهم وانتمائهم ولصقهم بمناطق جديدة بعادات وأعراف أخرى ,أو الهجرة خارج البلاد وفقدهم لهويتهم العربية من خلال ارتباطهم بمعيشتهم وهمومهم الخاصة .
ولم يسلم التعليم من التفريس فاللغة الفارسية هي اللغة المعتمدة بالتعليم وحتى هي اللغة الرسمية الوحيدة بالبلاد ( علماً أن الفرس في إيران يشكلون ثلاثة أخماس السكان حيث يتوازع الخمسان الباقيان كل من الأذربيجان والكرد والعرب والأرمن والآشوريين والبلوش ) ومع ذلك فإن التعليم فقط للمرحلة الابتدائية ولا توجد مدارس للتعليم العالي , وإن غاية التعليم الابتدائي هو فقط لفرض اللغة الفارسية على السكان .
لقد مارست السلطات الإيرانية المتعاقبة عملية تجويع الشعب الأحوازي بغية جعله يغادر الأرض وبالتالي تصبح الأرض بلا سكان وتستمر السيطرة عليها , لقد قامت هذه السلطات بسرقة مياه الأحواز فحولت مجاري الأنهار نحو الداخل الإيراني وحرمت الأراضي الأحوازية منها مما جعل الزراعة الأحوازية في تراجع كبير وهي من النشاطات السكانية الأساسية فيها كما تقوم السلطات الإيرانية باستخراج البترول الأحوازي وتصديره والاستفادة من عائداته دون أن يصيب الأحوازيين أي منفعة منه وكأن ما يستخرج من أرضهم ليس ملكاً لهم .
لقد توسم الأحوازيون خيراً بعد قيام الثورة الإسلامية إلا أن آمالهم خابت حيث استمرت إيران تجاه الأحواز بنفس السياسة التي كانت أيام الشاه بل الأمور ساءت عن السابق بسبب الحرب الإيرانية العراقية التي استمرت ثمانية أعوام وقف خلالها الشعب العربي في الأحواز إلى جانب أشقائهم العراقيين .
واليوم ونحن على أبواب الذكرى التاسعة والسبعون لاغتصاب الأحواز لابد لنا نحن العرب أن نمارس دوراً إيجابياً تجاه قضايا أمتنا وأن لا نفرط بحقوقنا سواء كانت هذه الحقوق عند الأعداء مثل فلسطين أو الحقوق الموجودة عند الأصدقاء مثل إيران التي مارست دوراً إيجابياً تجاه الحق العربي وخاصة في فلسطين ويربطها مع بعض الدول العربية علاقات ممتازة يجب استثمارها في استرداد الحق العربي في الأحواز وإعطاء الأخوة الأحوازيين حق تقرير مصيرهم بأنفسهم وهذا ما يلقي على العرب الواجبات التالية :
أولاً : استثمار نفوذهم لدى إيران من أجل حق تقرير المصير للأشقاء الأحوازيين .
ثانياً : في حال عدم الاستجابة من إيران ,اللجوء إلى عرض وتبني القضية الأحوازية في المحافل الدولية والإقليمية والعربية والإسلامية .
ثالثاً : إعادة تدريس التاريخ والجغرافية الأحوازية في المناهج التعليمية العربية .
رابعاً :فتح المدارس والجامعات العربية أمام أبناء الأحواز وبالمجان مع تسهيلات إقامتهم بالبلدان العربية كافة .
خامساً : اللجوء إلى القضاء الدولي من أجل استقلال الأحواز .
سادساً : اعتبار يوم 20/4 من كل عام يوماً للتضامن مع الشعب العربي في الأحواز .
سابعاً : تقديم التسهيلات المادية والفنية اللازمة من أجل إنشاء قناة فضائية وإذاعة أحوازية لكي تقوم بدورها في توعية الشعب الأحوازي ونقل قضاياهم لكافة شعوب الأرض وكذلك نقل معاناتهم من الاحتلال الإيراني .
ثامناً : تبني النضال الأحوازي من قبل الأحزاب السياسية العربية وإنشاء قنوات اتصال مع ممثلي الشعب الأحوازي ,وتبادل النشر الحزبي والمعرفي بينهم .
إن هذه المطالب تشكل الحد الأدنى لنصرة شعبنا العربي في الأحواز وللحفاظ على حقنا العربي في الأرض العربية .
 
 
محمد مروان غازي
دمشق
12/42004
يتقدم المركز الاعلامي للثورة الاحوازية بشكر الجزيل للشقيق محمد مروان غازي علئ مايبذل من جهد لنصرة اهلنا في الاحواز
www.alahwaz.org

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق