بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الخميس، 23 فبراير 2012

المحلل السياسي الكويتي يوسف الجلاهمة لـ « الوطن »:: إيران وإعلامها داعم رئيس لأحداث العنف والتخريب في البحرين

yosef_aljalhma


أجـرى الحـوار – وليد صبري

أكد رئيس تحرير صحيفة «الرأي» الكويتية والمحلل السياسي يوسف الجلاهمة أن “الدعم الإعلامي والسياسي للحكومة الإيرانية للأحداث الأخيرة في البحرين واضح للجميع، وهذا يمكن ملاحظته ومتابعته من وسائل الإعلام بكل أشكالها، إضافة إلى المواقف السياسية للساسة الإيرانيين والعسكريين”. وأضاف في حوار لـ “الوطن” أن “إصلاحات جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة شكلت عائقاً كبيراً أمام مخططات المعارضة”، مؤكداً أن “ البعض كان يعمل تحت الأرض ويترصد خروج المعارضة للاحتجاج حتى يعلن عن مطالبه “الغريبة” التي تجاوزت سقف الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية ووصلت إلى تغيير النظام”. وأشار الجلاهمة إلى أن “الحكومة البحرينية تنتهج حواراً عقلانياً في مواجهة المعارضين”، مشيداً “بدعوة خادم الحرمين لدول الخليج بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد”، لافتاً إلى أن “مجلس التعاون الخليجي بحاجة إلى التطوير نحو منظومة تضم جيشاً وعملة وسياسة موحدة”. وشدد الجلاهمة على “ضرورة مشاركة دول مجلس التعاون الخليجي في المفاوضات الخاصة بالملف النووي الإيراني التي تتم بين دول الغرب وطهران”، مؤكداً “ضرورة وضع “النووي الإيراني” تحت المراقبة الدولية للتأكد من سلميته”. وأوضح أن “مضيق هرمز ممر مائي عالمي لا يمكن أن يوضع تحت رحمة التهديدات الإيرانية”، مشيراً إلى أن “الانتخابات في الكويت انعكاس لرغبة الشارع والمواطن”، مشيداً بقرار أمير الكويت بحل مجلس الأمة وقبول استقالة حكومة الشيخ ناصر المحمد الصباح وتعيين حكومة جديدة برئاسة الشيخ جابر المبارك الصباح”. وأضاف أن “دول الربيع العربي هي تلك الدول التي وصل حكامها على ظهور الدبابات وليس بالحوار”. وخلص الجلاهمة إلى أن “الأوضاع في سوريا وصلت إلى مرحلة خطيرة”، مشيراً إلى أن “الشعب يموت والدولة تضعف والحياة في طريقها إلى أن تتوقف”. وفيما يتعلق باليمن، أكد الجلاهمة أن “المبادرة الخليجية وضعت البلاد على طريق الشفاء من أحداثه”، وبشأن مصر بعد 25 يناير، ذكر الجلاهمة أن “على كل فئات المجتمع أن تهدأ وتدرك أن الدول أعمارها ليست بالأيام بل بالسنين، وتستوعب أن بلادهم تستحق التضحية”... وإلى نص الحوار: ^ كيف تقيّمون انتخابات الكويت؟ وكيف ترون قرار أمير الكويت بقبول أستقالة رئيس الوزراء السابق سمو الشيخ ناصر المحمد الصباح، وتكليف سمو الشيخ جابر المبارك الصباح تشكيل الحكومة الجديدة، وحل البرلمان، والدعوة إلى انتخابات جديدة، خاصة وأن معظم المحللين اعتبر القرارات نزعاً لفتيل الأزمة التي حدقت بالبلاد؟ - الانتخابات في الكويت يمكن أن تعرف نتائجها أو مؤشرات نتائجها من الوضع العام للدولة وما هو مطروح على الساحة، وهكذا يمكن ملاحظته في كل انتخابات في الكويت، فكثيراً ما كان للقضايا المحلية والتي تشغل الساحة أساس كبير في اختيار الأشخاص، وبشكل عام الانتخابات في الكويت انعكاس لما يرغب به الشارع أو المواطن من أماني وطموحات، لذلك كان قرار سمو الأمير بحل المجلس وقبول أستقالة رئيس الوزراء وتشكيل حكومة جديدة كلها أمور تصب فيما كان يطالب به الشارع الكويتي بعد أن لاحظ أنه لا مجال للتعاون بين السلطتين، فكان أن تدخل الشارع في إدارة هذا الصراع، وهو ما جعل سمو الأمير يتخذ قراره. الدفع نحو تدويل الأزمة ^ كيف تقيّمون الإصلاحات التي يقوم بها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في البحرين، خاصة بعد تشكيل لجنة تقصي الحقائق والتعديلات الدستورية الأخيرة؟، وما تحليلكم لتعنت المعارضة البحرينية في عدم الاستجابة للإصلاحات والدفع نحو تدويل الأزمة بدفع مثيري الشغب نحو الشارع وقيامهم بسد الطرقات والاعتداء على أفراد الأمن وإلقاء المولوتوف والقنابل الحارقة للضغط على الحكومة والقيادة؟ - من الواضح أن المعارضة البحرينية يمكن الآن تقسيمها لنوعين، معارضة رشيدة قابلة للتعاون لما فيه مصلحة البحرين واستقراره، ومعارضة أخرى وهى التي سحب منها البساط نتيجة الإصلاحات التي قام بها جلالة الملك حمد بن عيسى حفظه الله، وهذه الإصلاحات شكّلت لهم عائقاً كبيراً و سداً في وجه تحقيق مخططات وطموحات لا يمكن لأي سياسي بسيط أن يعرف أهدافها، والمؤشرات كثيرة، ولكن ما هو الحل في التعامل مع مثل هذا النوع من المعارضة؟، وأعتقد أن السبيل الأفضل لمثل هذه المعارضة هو الاستمرار في دعوتهم للحوار العقلاني، وكل هذا سيؤدي إلى كشف حقيقة هذا المعارض، وبالتالي تتضح حقيقتهم وأهدافهم، وأما المعارضة البناءة فهي مطلوبة وموجودة ولها من يمثلها من أبناء الشعب البحريني وهم كثر، وأعتقد أن الحكومة يجب أن تعطي لهم دور كبير من خلال التعاون البناء لما فيه خير البحرين وشعبها وتتقبل الحكومة منهم كما يتقبلوا هم منها. ^ المراقبون للشأن البحريني اعتبروا الاحتجاجات طائفية وليست لها علاقة بالربيع العربي الذي شهدته بعض الدول العربية، ما تعليقكم على ذلك؟ - الاحتجاجات في البحرين مرت بنوعين من الظروف، الأول: الاحتجاجات التي قادتها المعارضة بكل أطيافها لتحقيق إصلاحات اقتصادية واجتماعية لأبناء الشعب البحريني، ولكن سحب البساط من تحت المعارضة من كان ينتظر مثل هذه الظروف للتحرك، والذي كان دائماً يعمل تحت الأرض، حيث أنه وجد الفرصة للعمل فوقها، وهكذا كان ظهوره العلني ومطالبه الغريبة والتي فُصِلت فيها المعارضة البحرينية لطائفتين، إضافة لتطوير مطالبه من الإصلاحات إلى تغيير النظام، كل هذا كشف أن الأمر خرج من سيطرة المعارضة في البحرين التي كانت ولا تزال موجودة منذ أن تأسست البحرين وهي شريكة في الحكم وإدارة البلد إلى جهة أخرى تدعي المعارضة ترغب بالحكم وقلب النظام . أما الربيع العربي فهو للدول التي وصل حكامها على ظهور الدبابات وليس بالتشاور والاختيار الحر. إيران وراء التخريب ^ هل تعتقدون أن إيران تدعم الاحتجاجات الطائفية بالمنطقة، خاصة في المنطقة الشرقية بالسعودية والبحرين؟ وكيف يمكن مواجهة ذلك؟ - لا يمكن أن ننكر الدعم الإعلامي والسياسي للحكومة الإيرانية للأحداث الأخيرة في البحرين، وهذا يمكن ملاحظته ومتابعته من وسائل الإعلام بكل أشكالها إضافة إلى المواقف السياسية للساسة الإيرانيين والعسكريين، أما مواجهة ذلك فيكون بإصلاح أوضاع من هم في بلادنا والتحاور معهم ومعرفة مطالبهم وتحقيق ما يمكن تحقيقه واحتوائهم، أما العلاقات الإيرانية الخليجية فمطلوب فتح حوارات كبيرة مع إيران ومن جوانب عدة، فلا يمكن لدولة أن تعيش بمعزل عن العالم، ولا يمكن لدولة أن تعادي الجميع، ولذلك فإن فتح الحوار مع الساسة الإيرانية أمر حيوي، ومن المؤكد كما إن هناك متشددين، فلديهم معتدلين. ^ كيف تقيّمون التهديدات الإيرانية لدول الخليج، خاصة بعد التلويح الإيراني بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة العالمية؟ - كما ذكرت إيران لا يمكن أن تشكّل تهديداً على العالم، ولكن هذه أمور سياسية وتصريحات إعلامية، مضيق هرمز مضيق عالمي لا يمكن أن يوضع تحت رحمة التهديدات الإيرانية، كما إن المسؤولين الإيرانيين لهم عدة تصريحات تؤكد عدم رغبتهم إغلاق مضيق هرمز. ^ هناك دعوات تطرح حالياً حول ضرورة مشاركة دول مجلس التعاون الخليجي في مفاوضات الملف النووي الإيراني، خاصة وأن دول الخليج الأكثر تعرضاً لأية أخطار قد تنجم عن النووي الإيراني.. ما تعليقكم على ذلك؟ - إذا كان هناك مشاركة إيجابية من دول المجلس فهذا أمر ضروري، خصوصاً فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني والمساعدة على وضع هذا الملف تحت بند المراقبة الدولية والتأكد من الاستخدام السلمي له، حتى لو ساعدت دول المجلس إيران في دفع ميزانيات خاصة لتعديل هذا البرنامج وتطويره ليكون أكثر سِلماً وأمناً. جيش خليجي قوي ^ كيف تقيّمون دعوة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى انضمام دول مجلس التعاون في كيان واحد؟، وهل يمكن من خلال تلك الخطوة تأسيس جيش خليجي قوي ومتكامل لحماية دول مجلس التعاون من التهديدات الإقليمية والدولية؟ - الاتحادات الدولية أصبحت أمراً ضرورياً في الوقت الحالي، ومجلس التعاون أصبح الآن بحاجة لتطوير الصيغة الحالية له بما يتناسب مع المتغيرات العالمية السياسية والاقتصادية والأمنية، وأصبح ضروري وجود تنمية اقتصادية مشتركة وعملة واحدة، وجيش موحد، وسياسة خارجية موحدة، كل هذه الأمور لا تلغي الخصوصية لكل دولة من حيث الإدارة السياسية، فالدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين وهي عامة وعلى القادة دراستها وتطبيق ما يمكن منها في القطاعات المختلفة دون الخوف من خسارة مكتسبات سياسية هنا أو هناك. ^ كيف ترون الأوضاع في سوريا ؟ وهل تعتقدون أن دعم إيران للنظام السوري يسهم في بقائه؟ وكيف تقيّمون عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا ؟ - الأوضاع في سوريا وصلت لمرحلة خطيرة، خصوصاً وأن الشعب السوري هو المتضرر الأول لما يحدث هناك، وهذا الضرر سواء كان بسبب تعنت النظام أو المساعدات الخارجية له سواء من إيران أوغيرها، أو حتى من ضعف أداء الجامعة العربية، المهم أن نعرف أن هناك شعب يموت ودولة عربية تضعف من جميع النواحي والحياة بها توقفت، ما هو مستقبلها؟ لا أعرف، ولكن القاعدة تقول الشعب دائماً هو الباقي . ^ ما تقييمكم للأوضاع في اليمن؟ وهل ترون أن المبادرة الخليجية حلت الأزمة في البلاد؟ - اليمن في الطريق للشفاء من أحداثه، والمبادرة الخليجية كانت إيجابية ونتائجها واضحة، وهو ما يمكن أن نلاحظه في المستقبل القريب إذا صفيت النيات. ^ وكيف ترون مصر بعد ثورة 25 يناير؟ - مصر بعد ثورة 25 يناير وإلى اليوم بحاجة إلى أن يهدأ الجميع ويعرفوا أن الدول أعمارها ليست بالأيام، بل بالسنين ولا يمكن أن يصلح شأن مصر كله في 12 شهراً، لا بد من الهدوء والعمل على تشكيل حكومة ومجلس شعب واختيار رئيس وبذلك يستطيع الجميع أن ينقل مصر من مرحلة ما قبل ثورة 25 يناير إلى ما بعد الثورة، ولا يفكر كل شخص شارك في الثورة أن له حصة من الكعكة، مصر تستأهل من يضحي من أجلها لتكن الحصة الكبرى لشعب مصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق