بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الجمعة، 24 فبراير 2012

کارون… طريق الی المجهول بقلم : وليد البوناصر

موقع بروال

ينسابُ كارونُ في الأحواز بعد مسير مضني صارع فيه مسافاتٍ طویلةً ليشطرَ المدينةَ نصفينِ و ليعُطِيَها الناصرية والامانية ليتواصلَ النصفانِ من خلال الجسر الهلالي، جسرالتاريخ الى الحاضر باعتباره أولَ جسر اوصل شمال المدينة بجنوبها. مع السنوات كثرت الجسور و ازداد التواصلُ و كان نهر كارون موطنا و راعيا للجميع و شاهدا على تعايُشِهِم منذ القدم.

لا وجود لتجوال قوارب صيد أو قوارب سياحة في نهر كارون كباقي مثيلاته في العالم كما يتوقع أن يكون، و لا وجود لأماكن سياحية أو فنادق أو مطاعم على شواطئه، بل اتخذت ضفتاهُ مساحة كشارع للتخلص من زحمة السير في المدينة لا يمكن التوقف فيها سوى في نقطة واحدة تسمى المتنزه الساحلي.

فعلى النهر مصانع و مستشفياتٌ كل واحدٍ منها يدفع باتجاه النهر كما يحلو له من القاذورات و اهل المدينة يتفرجون. يستصرخ كارونُ من قد يسمَعُهُ باعتبارهِ مهدداً بالجفاف بعد ما هبت رياح الغدر عليه و تطفوا الجزرُ الواحدةَ تِلو الأخرى من صميمه لتنذر مدى الكارثةِ التي تهدد الدجيلَ و لم يعد قادر على حمل نفسه بعد، فمن ذا الذي يحمله و يحمل معه الجسور و الاحياء القديمة و القرى المحاذية و حقول النخيل او يحمل فقط همَ حسرة النهر بسبب فقدان عذوبته.

على النهر ترسُمُ حقولُ النخيلِ أجملَ لوحات الطبيعة منظرا و أحلاها ثمرا، حيث لكل نخلة حكايات الشموخ و روايات الصمود و من عِندِها تروى قصص لعذوبة كارون المفقودة، ولكن هذه النخلة التي تعد رمزاً للمقاومة على مرالاجيال أصبحت عاجزةً هي الاخرى على حمل سعفاتها بعد ما نُخِرَ الجذع من شدة العطش و اصبحت شَربَةُ ماء من مياه هذا النهر المهضوم أمنیةً بعیدةَ المنالِ بعد ما جردت ملوحَةُ الأغدارِ عذوبَتَهُ.

فودع كارونُ بتنهدات أخرجها كمويجات خفيفة إرتطمت بالضفاف و إتجه الی المحمرةِ الحمراءِ عند بزوغ الحمرة المغربية التي تتصاعد مع الافق بهدوء كالظل امام أنظارالصیادین و المزارعین حیث لا رجعة.
شاهد هذا الفلم الوثائقي من ما وصل اليه نهر كارون في الاونة الاخيرة و ذلك بالضغط على الصورة

Karon



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق