بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الاثنين، 20 فبراير 2012

المقاطعة.. إختبار لصدق المناضل و محك لإنسانية الإنسان بقلم: حسن راضي

hassan-radhi08.08


كنت قبل أيام عند أحد الأخوة الأحوازيين لتناول الطعام مع عوائلنا, فوجدنا في بيته بعض المؤكولات ( البضاعة) الإيرانية التي يشريها و يتناولها بشكل يومي, إستغربت الأمر و قد فتحنا حوارا عن الموضوع و أسباب وجود البضاعة الإيرانية في بيت أحوازي يناضل و يعمل من أجل تحرير الأحواز. فكانت أجوبته و تبريراته أكثر إستغرابا, فوجدتها بعيدة كل البعد عن المواقف الوطنية خاصة عند المناضلين أو الناشطين الأحوازيين. فتناقشنا عن ضرورة المقاطعة التامة لكل شيئ يأتي من إيران في المحلات الإيرانية أو غيرها, لان الأمر يتعلق بالموقف الوطني و النضالي, حيث مقاطعة البضاعة الإيرانية هو نضال و مقاومة بحد ذاته و شراء البضاعة الإيرانية اين ما وجدت فهو يعني دعم الإقتصاد و التجار الإيرانيين (الفرس).
فان النضال الأحوازي لا يختصر على العمل السياسي أو الإعلامي و العسكري فحسب بل هو حلقة كاملة و مترابطة من الأعمال و المواقف في كل حياتنا و تصرفاتنا اليومية, فالإخلال بجزء ولو يسير من تلك الحلقة الكاملة يعد تناقضا كبيرا لا بل مضرا و مدمرا لكل المسيرة النضالية على مستوى مجموعات أو أشخاص. فمن السذاجة أن نتمسك بطريق أو بمواقف معينة و نهمل البعض منها من أجل اللذات الآنية أو بحجة إن المبلغ الذي أدفعه لشراء البضاعة الإيرانية أو المبلغ الذي ادفعه في دخولي إلى مطعم ايراني (فارسي) يعد زهيدا و لا يقدم و لا يؤخر بالاقتصاد الإيراني, فاذا كان الجميع يفكر بهذه الطريقة فيصبح الشعب كله دون مبدأ و دون موقف وطني ثابت و دون محرمات و حدود تلزمه و تحدد تعامله مع العدو. و تصبح اللامبالاة تجاه عدونا و قاتل شبابنا و تجاه من يساند العدو و يؤيد سياساته سمة المناضلين و هذا يعد تناقضا مفضوحا بين الممارسة و الادعاء.
هنا يتسائل البعض أو غير المؤيد لضرورة مقاطعة البضاعة الإيرانية و التجار و المطاعم الإيرانية عن ضرورة المقاطعة الشاملة, فالجواب هو كالآتي:
أولا: إيران كدولة و نظام و المؤسسات التابعة لها أو تلك التي تدور في فلكها و عقليتها المتزمته مثل المعارضة الفارسية, تعتبر عدوا لشعبنا, لانهم يحتلون وطننا و ينهبون ثرواتنا و يدمرون كل شيئ و يعتقلون و يعذبون و يعدمون شبابنا بشكل يومي و مستمر. فكيف نبرر التعامل مع العدو  ولو في مجال التجارة و الاقتصاد, فهو بهذا يستقوي على شعبنا و على ايدينا نحن ( المناضلين)!.
ثانيا: المناضل الأحوازي يجب أن يكون نموذجا و أسوة للأخرين لا بل يجب ان يكون معلما بالعمل و الممارسة و ليس فقط بالكلام و إلا يصبح ذو شخصية مزدوجة و منافقا, عمله يناقض أقواله. و الشعب الأحوازي بحاجة ماسة إلى مناضلين حقيقين أصحاب مبادء قول و فعل و جاهزين للتضحية ليس فقط باللذات و المؤكولات الايرانية فحسب, فهذا يجب أن يكون أضعف الإيمان, بل يجب أن يكون مستعدا للتضحية بالروح و بالغالي و النفيس من أجل الأحواز. و لسنا بحاجة الى أناس سياسيين يتبعون مصالحهم الشخصية و لذاتهم الآنية و الأدهى في الأمر اذا كانت تلك المصالح و اللذات مع العدو الفارسي أو مع اتباعه فكرا و سياسة و نهجا و ممارسة. ثم إن المناضل أو المواطن الأحوازي إن لم يستطع ترويض نفسه بمقاطعة الفرس و العلاقة بهم و مقاطعة بضاعتهم و محلاتهم, فكيف نتوقع من هذا المواطن الأحوازي أن يضحي بروحه من أجل الأحواز الغالية. بكلام آخر إن الأحوازي الذي لم يستطع ترويض نفسه مقابل اللذات الآنية فأنه قد أثبت فشله في إستعداده للتضية من أجل الأحواز. و عليه أن يعيد النظر بهذا الأمر و يحاول أن يبتعد عن تلك الأمور و يكون نموذجا و أسوة للأخرين لطالما وضع نفسه و وقته في خدمة الأحواز قضية و شعبا.
ثالثا: أهمية المقاطعة, فلا يمكن أبدا أن يكون أحوازيا مناضلا, يعمل و يناضل من أجل شعبه و يهمل مقاطعة العدو. و هنا يجب أن تكون المقاطعة بكل أشكالها الثقافية و الاجتماعية و الفكرية و الاقتصادية و ليس فقط المقاطعة السياسية. بمعني آخر يجب أن نقاطع الفرس أنفسهم و العلاقة بهم و نرفض التزاوج و التعاطي و التعامل معهم في كل مفاصل الحياة اليومية. و يجب أن نقاطع و نرفض الأفكار و الاطروحات و التظيمات و المؤسسات الفارسية, و من يتفق معهم من الأحوازيين, لانها تهدف إلى مصلحة تناقض مصلحتنا الأحوازية, لا و بل في أكثر الأحيان ضد الشعب الأحوازي و تطلعاته المشروعة. و يجب أن نقاطع الأدب و الشعر و الاسماء  و اللغة الفارسية و التعاطي بها, أي نرفض التحدث بها في ما بيننا أو مع أطفالنا و عوائلنا و أصدقائنا. لان من أهم أهداف الدولة الفارسية هو إستهداف هويتنا و لغتنا و ثقافتنا العربية عن طريق الغزو الثقافي و فرض اللغة و الثقافة و التفكير الفارسي, فمن هنا تأتي الردة الفعل الطبيعية في مقاطعة الثقافة و كل شيئ يدور في فلكها حفاظا على هويتنا و لغتنا العربية الأحوازية. هنا اريد أستثني استخدام اللغة الفارسية لخدمة الأحواز عند الضرورة. و يجب أن نقاطع التجار و المحلات و البضاعة الفارسية و نحارب الإقتصاد الفارسي (الإيراني) بكل ما أؤتينا من قوة من أجل تدميره, فهنالك و على ارض الأحواز الطاهرة سقطوا المئات لا بل الالاف من الشهداء الأحوازيين في سبيل تدمير الإقتصاد الإيراني الذي يشكل العمود الفقري للدولة الفارسية و بتلك الأموال التي يساهم البعض بتزويدها, يشتري و يصنع العدو سلاحه ليقتل شبابنا المناضلين. فهل من المعقول أن يتعامل و يشتري المناضل الأحوازي في داخل الوطن و في المنفى البضاعة الفارسية و هنالك الالاف من المحلات و المطاعم و البضاعة المتنوعة و من جميع انحاء العالم. و النقطة المهمة في المقاطعة, إنها تشكل سلاحا مؤثرا في الصراع و ثني الطرف في أعادة مواقفه و أفعاله, فكثير من الشعوب التي تناضل من أجل حقوقها جربت هذا الطريق و كسبت مواقف و ردود إيجابية على قضاياها, حيث إن الإقتصاد يشكل القطب الأهم في المعادلات السياسية و الصراع بين الدول و الشعوب و أثبت جدواه في معالجة الكثير من القضايا المهمة.
رابعا: و ردا على التسائل حول ما ذنب المواطنين الايرانين ( الفرس) و خاصة أؤلئك الذين يعارضون النظام الايراني أو ليس لهم صلة و علاقة به و بعيدين عن السياسية و مواقفها, فالجواب هو يكمن في إن الإيرانيين (الفرس) معظمهم  يحملون الحقد و الكراهية و العنصرية ضد الأحوازيين العرب خاصة اذا عرفوا بان ذلك الأحوازي متمسك بأحوازيته و عروبته و يرفض الدولة الإيرانية و سياساتها و يعمل من أجل تحرير الأحواز أو حتى لكسب حقوقه القومية في إطار إيران المزعومة.
التوصيات:
- علينا جميعا كأحوازيين نعمل من أجل تحرير وطننا أن نعيد النظر بمواقفنا و نقوم بإتخاذ قرارات مدعومة بإرادة وطنية و إيمان بالقضية الأحوازية و النصر المحتوم, أن نقاطع البضاعة و المحلات و التجار و المطاعم الايرانية و العلاقة بهم بكل أنواعها السياسية و الاجتماعية و الثقافية و الادبية و الاقتصادية و .... و هذا يعد نضالا و مقاومة و جزء لا يتجزء من عملنا و مواقفنا الوطنية, لا بل هو يعتبر محكا حقيقيا لإخلاصنا و اختبارا لمصداقيتنا الوطنية. و علي الأحوازي المسؤول أن يراقب عائلته و مشترياتهم اللا تكون إيرانية و يلتزمون بمكانة المناضل و تضحياته إن كان من العائلة أو من المجتمع الأحوازي و هذا يعزز مكانة العائلة و إحترامها في المجتمع و تضعها في موقع المسؤولية و الحرص على القضية الأحوازية.
- ضرورة مقاطعة الاحوازي الذي يشتري البضاعة الايرانية أو له علاقة بالفرس و مؤسساتهم مهما كانت شكلها بعد نصيحته ثم تحذيره من خلال تذكيره بسلبيات تلك العلاقة و العملية, واضعين امام عينيه الاحواز و احتلالها و شهداءها و ضرورة تحريرها, ان أستمر بعمله بكل وعي و عناد يجب قطع العلاقة معه, لانه بذلك العمل يصبح مضرا بالمسيرة التحررية من خلال لاإباليته أو عناده الغير المببرين. ليكون معزولا من المجتمع الأحوازي حتى يعيد النظر بمواقفه تجاه العلاقة بالفرس و بضاعتهم. لأن الوطن و الشعب بعد الله فوق الجميع و يجب تكون مواقفنا الوطنية بعيدة عن المجاملات و عن مشاعرنا و عواطفنا و صداقاتنا, لا بل يجب ان تكون صداقاتنا و علاقتنا و كل تصرفاتنا على أساس الوطن و الوطنية بالممارسة و ليس بالادعاء. لان الوطن لا يتحرر بالادعاءات بل يتحرر بالمواقف و التضحيات الصغيرة و الكبرة معا, و من لا يضحي بالقليل لا يضحي بالكثير.
- أرى من الضروري جدا أن تقوم التنظيمات الأحوازية بتوصية أعضائها و تقوم بمراقبتهم و معاقبة كل من له علاقة بالمؤسسات الإيرانية (الفارسية) بكل أشكالها. و يجب أن يكون أعضاء التنظيمات الأحوازية في مقدمة المقاطعين للمحلات و المطاعم الإيرانية و بضاعتها أينما وجدت, حتى يكن له المواطن العادي كل الاحترام و التقدير على تمسكه بالمبادء الثابتة  و يصبح نموذجا يقتدى به و ليس مورد استهزاء لا سمح الله ان تناقضت أفعاله و سلوكه مع منهج و مبادء التنظيم الذي ينتمي اليه.
بالنتيجة النهاية إن أي عمل يؤدي إلى ربح التجار أو الشركات الإيرانية من قبل الأحوازيين فهو يرتقي إلى الخيانة بدم الشهداء و الطعن بالقضية الأحوازية من خلال دعم و تقوية الإقتصاد الإيراني ولو بفلس واحد. و العلاقة السياسية و الاجتماعية و بكل أشكالها مع الدولة الفارسية و مؤسساتها و كياناتها و ان كانت معارضة للنظام الايراني تضع الشخص أو المجموعة مؤيدة لجرائم العدو بحق الشعب العربي الأحوازي.

20-02-2012


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق