بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الاثنين، 20 فبراير 2012

الاعلام الاحوازي ومقتضيات المهنة الاعلامية بقلم : يوسف يعقوب الاحوازي


yosef_yaqob
كان كثير التأمل في السجن حين كنا نزلاء سجن كارون في الموقف رقم 4 اواسط التسعينيات, فكان يصعد القريولة في الطابق الثالث ويتصفح الجرائد او يقراء الكتب ولا يتسكع كثيرا مع الشباب الذي حوله وكنت ارى فيه وسامة خاصة فرغم عنفوانه كان يتكلم بثقة وطمأنينة الامر الذي دفعني ان اكن له الاحترام وافتح له حسابا خاصا في قلبي علاوة على حساب سجناء الثورة الاحوازية العادلة الرافضة للاحتلال. ثم مرت السنين حتى اصبح نجما اعلاميا ساطعا في سماء الاحواز متألقا في مهنته متحذرا من صعوبة المشوار ولذلك طلب مني قبل ايام ان اكتب له نقدا على عمله وما يدور في ساحة الاعلام فرحت اكتب هذه السطور تلبية لما اراد وله الشكر على ثقته رغم علمه بأني قليل البضاعة في هذا الواد.
كتبت في مرحلة سابقة مقال تحت عنوان "فاز الشعب مقابل التنظيمات ثلاثة لاشئ" تذمر منه بعض الاخوان و وصفوه بالقاسي وكان في ابريل الماضي حين تفجر الغضب الاحوازي بدعوة من التنظيمات الاحوازية و شباب "الفيس بوك" لكي يواكب الربيع العربي, فانتفض الشعب كله ليثبت انه مصمم على اكتساح الاحتلال واستطاع ان يخرج معا" يدا بيد" ويهتف "بصوت واحد" و"يضحى بدمه" من اجل قضيته واستطاع ان يسجل ثلاثة نقاط اساسية عجزعن تحقيقها الساسة الاحوازيون في المنفى  الا وهي" الاجتماع" و"التضحية بالافكار الحزبية" واصدار بيان مشترك یوحی للناظرين ان الاحوازيين" نضجوا" بما فيه الكفاية لتكون كلمتهم واحدة رغم تعدد اللغات!!!!!!!!!!!!!!!!
لاشك اننا في مرحلة مخاض عسير سوف تتولد فيه "الصحوة الاعلامية الاحوازية" والتي تؤدي الى لملمة الشمل الاحوازي المتناثروالمبعثر وتجمعه في خانة واحدة بيد ان الامر يوشك ان يكون من الخيال وقد يئس كثير من اصحاب القلوب الجلدة والنوايا الصادقة من بلورة حقيقة اليد الاحوازية الواحدة غيران هناك من يرى ذلك قريبا لانه "حاجة"بل "حاجة ملحة" لنيل الحرية والبعض يراه "سبيل" بل"السبيل الوحيد" لفك العبودية فشئنا ام ابينا واقع "الوحدة النضالية الاحوازية" ااااااااااااااااااااااااااات ولابد منه وما علينا اصحاب القلم والاعلام الا استقباله برحابة صدر ناهيك عن التمهيد لحضوره والسعي لتسريع قدومه بغية الوصول الى مكانة جليلة في مسيرتنا الثورية تزف بنا الى عروس الحرية انشاءالله تعالى,لذا تذكيرا باهمية الدور الاعلامي الرائد يجب الامعان في النقاط التالية:
اولا:ضرورة تكثف العمل الاعلامي في موضوع "الوحدة"
قد يكون من العجب ان كثير من رواد الاعلام الاحوازیین لا یکترثون لوحدة الصف الاحوازي ولا يتطرقون اليه حتى من باب المجاز!!!!!!!فتجد في هذا الجانب نشاطا اعلاميا ضعيفا يوشك ان يكون غير موجود!!!!!!ولا اريد ان اكون قاسيا ولكن لا اعزي ذلك الى اي دليل غير ان الاعلام الاحوازي برمته لم يعي حتى الان ضرورة "وحدة العمل" الاحوازي ولم ياخذها في محمل الجد!!!!!!!! وهذا ما سبب ان يكون الاعلام الاحوازي موجها الى الخارج دون ان يلتفت الى الوراء!!!!!!فهنا نتسائل هل يجب ان يبقى سلاح الاعلام موجها الى الخارج حصرا ام يجب ان تكون له لفتة الى ما يدور في خلد القضية الاحوازية من تشتت ونفور!!!!!!!!!!!وهل محتوم علينا ان ننقد الاحتلال ونعمل على فضحه ليلا ونهارا ونذكر مسالبه المعروفة سابقا ونتستر على ضعفنا وفشلنا الذريع في ساحة "العمل الجماعي" والذي بدونه لم نصل الى مكان غير خانة الصفر!!!؟ومتى نريد مخاطبة الاحوازيين في" الداخل" و في المهجر على ضرورة "النقد" و"الاصلاح" بغية الوصول الى الوحدة المأمولة والتي بغيرها لم نستطع تحقيق شئ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!
ثانيا:ضرورة تغيير" اللحن" الاعلامي
نجد من قديم الزمان ان الاعلام الاحوازي مهووسا بأظهار العداء للاحتلال وكانت ولا تزال انتقاء الكلمات لدينا والمواصفات التي نصف "الاحتلال" فيها دون المستوى المهني وعادة ما "حادة" و"لاذعة" اكثر من اللازم تصل احيانا الى "الشتم والسباب" تخلوا في كثير من الاحيان من "الدبلوماسية" وتفتقر "للمراوغة" التي يمتلكها رواد الاعلام في العالم فهم عادة ما يوحون للناس بانهم على" حق" دون ان يذكروا "باطل" الخصم او يذكروا مسالبه بلا طائل ولا مبالاة وهذا ما يضفي  "براءة" على ما نقدمه علاوة على حقانيتنا في مسيرتنا النضالية, جل ما نحتاجها لكسب التعاطف الدولي والشعبي اذا كان المغزى من عملنا هو لفت الانتباه واشراك الاخرين في حزننا ومأساتنا والذي بدورها تجعل العالم في صفنا والوقوف معنا ضد الاحتلال,اذن فلنكف ولنغير من لهجتنا التي تنبع من "الحقد والكراهية" ولنستبدلها بلغة "العقل والاقناع" عسى ان نجد من المخاطبين من يرى" بصيرة" في عقلاء الاحوازيين تستحق ان يراهن عليها ويحسبها "وزنة" عند خلط الاوراق!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ثالثا:ضرورة الاكتراث "للأناقة" في الاعلام
قد لا نرى في بعض الخطابات واللقاءات الاحوازية في وسائل الاعلام توجها خاصا للظهور بمنظر"انيق" ويهمل هذا الجانب المهم من قبل  الاعلاميين عادة ما بدون قصد والتفات فنجد ان البعض مثلا لا يلبس الملابس الانيقة في اللقاءات المتلفزة بحيث ان يستخفه المشاهد والبعض احيانا يظهر متوترا بعض الشئ بحيث ان صوته لا يدل على حقه ولذلك لا يستطيع ان يلقي ما يدور في خلده على ذهن المستمع ويحصل على رأيه وهذا مما لا يحمد في العمل الاعلامي يجب  تفاديه عند الظهور في القنوات الفضائية او عند مقابلة الصحافة والاعلام واخذ ساعة قبل اللقاء"بتجهيز الخلفية"وتلميع الصورة" للمشاهد لكي يظهر الاحواز واعلامه بمظهر يليق بشعب عرف بالوعي والنضوج.
واخيرا نجد في التاريخ خطباء ومتكلمين عظام استطاعوا ان يحققوا من خلال البيان البليغ والكلام النافذ المعجزات و ان يفجروا الثورات ويصنعوا الحضارات فلو لا "غاريبالدي"الشهير وخطاباته الهوجاء لم تستطع ايطاليا النهوض من تحت حكم النمساويين ولو لا "جاندارك" وقولها البليغ لم يستطع الفرنسيين التحرر من الاحتلال البريطاني ولو لا" مارتين لوثركينغ" وسحر كلامه لم يستطع الزنوج في اميركا ان يحصلوا على كافة حقوقهم,  وهكذا يصنع التاريخ رجال ونساء ينبغي ان يكون في الاحواز من يتأسى بهم ليضيئ طريق الحرية للسالكين.

يوسف يعقوب الاحوازي

19/02/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق