بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الأربعاء، 13 يونيو 2012

سوريا، وليمة على مائدة القوى الكبرى! بقلم : علي قاطع الاحوازي

abo_jerah كل لحظة تمر على الوضع في سوريا تزيده سوء و تذيق السوريين مرارات و الام. تتكاثر التنديدات و الشجب على الجرائم المفجعة التي ترتكبها المافيا الاسدية في سوريا من جميع انحاء المعمورة, الكثير من الدول و معها جميع المنظمات و المراكزالحقوقية الدولية اتفقت على ان الاسد لابد ان يرحل, جميع الاطراف تتابع بكثب ما يظهر على وسائل الاعلام المرئي و المسموع عسى ان ترى قرارا يحسم الامر تجاه سوريا و يوقف حمام الدم الجاري في مدنها و قراها.

للاسف لا نرى غير المساومات التي تبدو و كانها في عالم غير عالمنا, تقوم بها اطراف لاضمير لها.

بعض الاطراف لا تتخذ قرارا دون ان تحتسب ردة فعل روسيا و الصين, و هذان الدولتان لهما مع امريكا حسابات و ثارات منذ زمن. للروس ثارات حربها مع افغانستان التي هزمت فيها بفضل المساندة الامريكية و بعض الاطراف الاخرى, كذلك صراع القواعد الصاروخية في اروبا الشرقية و دور امريكا في مواقف دول البالقان القريب منها و المناوئ لروسيا, بالاضافة الى ملفات حقوق الانسان و الشيشان التي تثيرها امريكا بين الحين و الاخر.

الصين لها مشاكل مشابهة و منها على سبيل المثال ملف حقوق الانسان الضخم و الاسود و التنمية الاقتصادية الصينية التي تتطور بسرعة و تحاول الولايات المتحدة احتوائها باشكال مختلفة و منها المضايقات الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة على البضائع الصينية و الضغوط التي توجهها الادارة الامريكية على الشريكات و المصانع الصينية التي لا تلتزم بالنسبة المقررة دوليا في درجة تلوث البيئة و اضف الى ذلك قضية التبت في غرب الصين و الاقلية التركية في شمال غربها وقضية جزيرة هونك كونغ و غيرها من الملفات في الجنوب, , كل هذا تستغله امريكا و تعتبره الصين تدخل في شأنها.

هذه الملفات بمثابة اوراق تتلاعب بها الدول الكبرى و تساوم بها لكسب تنازلات من الخصوم, و هذا الامر هو الذي يدفع فاقدين الضمير ان يروا الثورة السورية اسخن ملف لكسب المنافع و لا يوجد تفسير غير هذا لسكوت الدول العظمى على الجرائم التي ترتكبها كل من ايران و مافيا الاسد بحق الشعب السوري الاعزل.

ترى روسيا ومعها الصين ان الوقت قد حان للتمسك بالقضية السورية كفرصة ذهبية لكسب بعض الامتيازات من الرقيب, لا يعيرون للدماء التي تنزف في كل لحظة على وسع سوريا من شمالها الى جنوبها اي اهتمام. الامر مؤلم حقيقتا ان يرى المرء هذه النوعية من البشر. مسكين الشعب العربي الذي وصل به الامر الى هذا الحد, لا قيمة لدمه اذا هدر, ان ترضي الدول الكبرى مطالب و شروط بعضها اهم بكثير من ارادة اي شعب عربي و من دماء الالاف من العرب. هذا ما نراه, صراع على المكاسب التي يجنيها الاطراف الفاعلة في لعبة الامم, هذه اللعبة التي اصبحت فيها قضايا امة العرب اوراق مساومة ليس الا!

اوباما لا يريد ان يحرج روسيا في سوريا لان روسيا تعتبر الاسد من زبائنها القدماء و لا تود فقدانه بسهولة, رغم ان سوريا الجسر الذي من خلاله يهدد النظام الايراني امن المنطقة برمتها و يخلط الكثير من حسابات السياسة الامريكية في الشرق الاوسط, خاصة في لبنان و العراق, حيث تكاد ايران ان تفشل كل الخطط التي رسمتها السياسة الخارجية للولايات المتحدة في العراق و كذلك في توصل القضية الفلسطينية الى بر امان, اذا اضفنا بجانبه مساندة النظام الايراني و فيلق القدس لكل الانشطة الارهابية في المنطقة و العالم. ربما الولايات المتحدة غير جاده تجاه ايران لانها ترى اللعبة الايرانية تخدم مصالحها ايضا لكن في ابعاد لا تراها العين المجردة.

الغريب الذي يدفع و يؤكد هذا الراي هو ليونة اوباما تجاه كل ما تفعله الحكومة الايرانية فانه مازال غير جاد تجاهها و لا يريد ان يصغي الى انين الشعوب في خارطة ما تسمى ايران, ربما لايريد ان تكون يده هي التي ترفع المشرط الذي يعمل جراحة لتاصيل العنصرية و التمييز و القهر الذي يعاني منه الشعوب في ايران خوفا من ان تزيل هذه العملية خريطة ايران من الكرة الارضية, هذه الخريطة التي ساعد سلفه من الساسة الامريكيين بعد الحرب العالمية الثانية في صنعها و زيفوا الكثير من تاريخ و حضارة الشعوب لصالحها كما يؤكد ذلك البرفسور الايراني "ناصر بوربيرار" في بحوثه حول حضارة فارس.

السؤالات المطروحة هي: اليس امة العرب, امة قوية لها كل مقومات الامة العظمى؟اذا كان هذا صحيح فاين دورها و تاثيرها؟, ام ان قياداتها ارتضوا ان يبقوا مشتتين و شعبها مغيب و تلعب بهم الاقدار و تساوم على مستقبلهم الامم الاخرى حتى المترهرطة الواهية منها مثل ايران؟


علي قاطع الاحوازي

13-06-2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق