بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

السبت، 30 يونيو 2012

الساقطون تحت بقايا الأحذية الفارسية بقلم :سمر المقرن


سمر المقرنحب الوطن فطرة إنسانية ينتج عنها سلوكيات سوية، هذه السلوكيات تُترجم على أرض الواقع ويتوجها صدق الولاء بالأفعال والأقوال والرؤية الفاحصة الناقدة لأي زلل أو تراجع أو إخفاق، وهنا يندرج هذا النقد تحت ممارسة المواطنة، وهذا هو الأمر الطبيعي للممارسة السوية التي يدفعها ويُحركها حب الوطن وأن يكون أجمل وأكمل الأوطان. والغريب أن دعاة البلبلة من شواذ الفطرة يروجون بأشكال مختلفة فيلقبون على من يحب وطنه بـ”البوق” أما كاره أرضه وناسه فيصفوه بالبطل المناضل!
حب الوطن ليس أغنية، ولا علم مرفوع، هو ترنيمة عشق تتنفس في صدر الإنسان منذ أن يبث الله – عز وجل- فيه الروح وهو جنين في أحشاء أمه، حب الوطن هو الحدود التي تبعث لكل إنسان العزة والكرامة، والذي من أجله أهدت الأمهات أبنائهن إلى الشهادة، ومن أجله امتلأت المقابر بآلاف الشبان، وها هي دول  ليست ببعيدة عنا، كمثال يستقر في نفس كل منا على قيمة الوطن، الذي سُلب بأيدي حفنة خائنة من أبنائه، باعوه ببخس الأثمان، فصارت هذه الدول جُرحاً عربياً يلوح لنا كل يوم بالمهانة وانحطاط الكرامة العربية، وصورة متحركة في داخل كل منا ترتسم له يوميا لتذكره بضعفه.
“الوطن” شيء لا تصفه الكلمات، وحبه يحتاج لمبتكري اللغة لاستخراج واستنطاق الحروف من أفواهنا، هو حب أبدي لا يعيش أي إنسان بدونه، فالحكمة الإلهية جعلت للإنسان القدرة أن يعيش بلا أم أو أب، لكن بلا وطن فهذا شيء مستحيل. وله تعالى الحكمة في خلق الأمراض، وأن جعل الفطرة لدى البعض – تنحرف- وتميل وتشذ في ولائها إلى خارج الوطن، وهذه الحكمة تندرج في خلقه للشر مقابل الخير! وإن كان الجرح العربي لا زال ينزف ممن باعوا دولهم، فها هو التاريخ يعيد نفسه لنجد من يشذ عن الفطرة السوية ليبيع وطنه باسم الطائفية النتنة التي تُفرز قيحاً كريهاً على أرض الوطن، هذا القيح الكريه لن يتذوق طعمه إلا صاحبه، فالوطن أكبر وأعظم من مذهب يحمل – شواذه- بقايا تاريخية مقززة، يُفرغها أهلها على أوطاننا التي علمتنا الحب وعلمتنا الفرح، وعلمتنا أن المذهب والاعتقاد ملك للشخص نفسه، أما الوطن فهو للجميع، ومن يبحث عن عمامة “أعجمية” تحكمه لتدوسه كما تدوس شعبها، فليذهب إلى هناك، ويحمل معه طائفيته، وكرهه، وأمراضه، وانحرافاته، وينعم بالسقوط تحت بقايا الأحذية الفارسية التي لا تراه كعربي إلا كائناً أحقر من الذبابة، فهؤلاء الشواذ لا يعجبهم وطن الكرامة، ولا يريدوا لأنفسهم العزة والرفعة، يريدون الخراب وأفعالهم الغادرة تُفصح عن نواياهم. من يُمارس العقوق على أمه لا يستحق حضنها، ومن يمارس العقوق على وطنه لا يستحق حدوده، ولا أن تبقى أقدامه النجسة تُدنس طهاراته!
الولاء الخارجي ليس جريمة وطنية فحسب، بل هي جريمة في حق كل كائن حي يعيش على أرض الوطن، من إنسان وحيوان ونبات وحتى الجماد يئن من جريمة عقوق الوطن. و إن كان لكل داء دواء فإن هذا المرض لا علاج له.. حفظ الله أوطاننا من شواذ الفطرة السوية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق