بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الخميس، 7 يونيو 2012

فاتورة الشيعة العرب في ضل السكوت على جرائم ايران في سوريا! بقلم : علي قاطع الاحوازي


PDF طباعة إرسال إلى صديق
abo_jerah
بات من الواضح جدا مستقبل الوضع السوري في ضل التضحيات الجسيمة التي قدمها و مازال يقدمها هذا الشعب الابي للوصول الى الحرية المنشودة و استعادة كرامته التي هدرت منذ ان اعتلت عائلة ال الاسد سدة الحكم في سورية و صادرت خلال فترة حكمها ابسط حقوق الشعب السوري العريق.
في بداية الثورة الايرانية و بعدها الحرب العراقية الايرانية التي استمرت لثمانية سنين عجاف راح ضحيتها الكثير من الابرياء الذين لاناقة لهم و لا جمل سوى الرضوخ لارادة العقل الكهنوتي في ايران الذي اشعل الحرب بهدف تصدير ثورته و بعدها رفض كل الدعوات للمصالحة التي تقدمت من شتى انحاء العالم و منها دعوات المؤتمر الاسلامي و دعوات الدول الاسلامية و بعدها دعوات المجتمع الدولي و الامم المتحدة الى ان وصل الامر بايران للقناعة بانهم لا يتمكنون على الاستمرار في الحرب لان الذراع العراقي يلوي ذراعهم اين ما توجهوا في جبهات الحرب من قصر شيرين حتى الفاو و اجبرهم ابناء الرافدين على تجرع السم و قبول القرار 598 الصادر من الامم المتحدة في 20 تموز/يوليو 1987 لوقف اطلاق النار بين ايران و العراق.
اهم لغز كان يراودنا في ذلك الحين هو اسباب وقوف النظام السوري مع ايران رغم كل المشتركات الموجودة بين سوريا و العراق لكن بعد مرور السنين كشف لنا هذا الغز و عرفنا الدافع الطائفي الذي جعل من سوريا العرب تبع لنظام طهران الذي لا يهمه اي شي سوى تنفيذ اجندته و خططه الهادفة الى ضرب العرب و تفتيتهم و في النهاية اخذ الدور الريادي في منطقة العرب بعد القضاء على اي قوة عربية يمكنها ان تردع مشروعه التوسعي الذي يستهدف العرب بالدرجة الاولى, هذه التبعية التي وصلت بخنوع و خضوع نظام الاسد الابن الى الدرجة التي فقد خلالها كرامته و سيادته على سورية الوطن و الدولة حيث سمح للامن الايراني ان يصول و يجول في سورية و يحاسب اي مواطن سوري او ضيف في سورية لاتفه الاسباب و كذلك سمح للسلطات الايرانية بالتلاعب بحيثية الدولة السورية حتى وصل الامر الى الحد الذي سمح حتى للطرف الايراني في التمسك بسورية كورقة للتفاوض بها مع الدول الكبرى لارغام  تلك  الدول على قبول المطالب الايرانية القومية و لا ينتهي الامر هنا بل وصل في سورية الى البدالات في الاجهزة الاتصالات السورية التي ترد على اي متصل من الخارج بسورية ان تجيبه البدالة باللغة الفارسية في بلد لغته الرسمية لغة القرآن.
الان و بعد ان اصبح مستقبل الصورة في سورية يكاد ان يكون واضحا وضوح النهار نرى الكثير من اشقائنا الشيعة العرب الذين هم بدراية او بدون دراية يهرولون وراء النظام الايراني الذي يتمسك في موقف الدفاع عن نظام الاسد باي قيمة و لا يتنازل عن هذا الموقف الذي يراه الامل الوحيد لبقاء سورية قاعدة لتمدده باتجاه الاقطار العربية ومحطة ترانزيت لتصدير افكاره و ثورته الى البلاد العربية من المغرب العربي و حتى اليمن.
جميعنا نعرف المكانة المهمة التي تحتلها سورية في قلوب الشيعة العرب من حيث الدين و التاريخ و الدم و الاخوة العربية بالاضافة الى المزارات و اضرحة الامة و ابنائهم و على راس هذه المزارات مزار السيدة زينب التي يحترمه الشيعة كافة و يتعنون لزيارته من الهند و باكستان و ........
السؤال المطروح هو الى اين يرى الشيعة العرب في الاقطار العربية ان مستقبلهم يرتبط بمستقبل الحكومة الايرانية الكهنوتية التي يبغضها ليس غالبية العرب و المسلمين فقط بل و كذلك غالبية ابناء الشعوب في خريطة ما تسمى بايران من عرب الاحواز و الفرس الى الترك الازريين و الكورد و البلوش و التركمان و هولاء كلهم ينسجون الخيوط المتينة لحياكة سجاد على قياس الشعوب على حدا سوى لتاتي هذه السجاد بالربيع المنشود الذي يترغبه ابناء الشعوب المحتلة في ايران.
على الشيعة العرب ان يفصلوا مستقبلهم عن مستقبل النظام الايراني الرجعي الذي لا يتردد للحظة اذا شاء الامر ان يبيعهم بصفقة تخدم امنه القومي الفارسي او تحكم قبضته على اياً من قواعده المهمة في استراتيجية استرجاع الامبراطورية الفارسية التي قضى عليها العرب في صدر الاسلام بدعوى حماية الشيعة و الدفاع عن فلسطين و مناصرة المستضعفين و غيرها من الشعارات الجوفاء, و ليعرف الشيعة العرب ان مكانتهم في المشروع الايراني ما هي الا حصان طروادة لاستغلالهم في تنفيذ البنود التي تستعصي على فيلق القدس و قوات الامن الايرانية و في النهاية يعتبر الجنرالات في اروقة المراكز الاستخباراتية و الامنية في ايران ان كل عربي يعمل لهم على حساب بلده او شعبه ما هو الا منديل رخيص يتخلصون منه بعد ان قضيت حاجتهم و يقذفونه بعيداً.
كذلك عليهم ان لا يتبعوا عناصر ايران و مواليها, خاصة اولئك الذين تنحدر اصولهم للقومية الحاكمة في ايران, لان هولاء لن يبدلوا التزامهم  بطموحهم و حلمهم القومي على حساب العرب, و ما الدين و المذهب عندهم الا وسيلة تقربهم الى غاياتهم الخبيثة.
اما عند المرحلة الراهنة و خاصة على خشبة المسرح السوري الهائج فان الاستمرار في ركاب ايران و النظام السوري لا يخسّر الشيعة العرب اواصر الاخوة و الدم بينهم و بين اشقائهم العرب فقط بل و من الممكن ان يتسبب بوضع حجر اساس لا سامح الله للعداء المستمر بين كل اطياف الشعب السوري الثائر و العربي المناهض للمشروع الصفوي الايراني و بينهم و يجعل منهم العوبة تستغلها ايران للوصول لماربها و قذفها بعد قضاء فترة صلاحيتها و هذا ما سوف يكلفهم الحرمان من زيارة الاماكن المقدسة لديهم في سورية الحبيبة و يقطع تواصلهم مع الاقلية الشيعية في سورية و يمكن ان يضع هذه الاقلية ايضا باحراج جراء المواقف غير المدروسة لاخوتهم من ابناء العرب في الهرولة وراء ايران و محاولة التشبث بالورقة الاسدية الخاسرة.
علي قاطع الاحوازي
2012/06/07

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق