بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

السیاسة فن الممکن بقلم:ابراهيـــم مهــدي الفاخـــر

السياسة فن الممكن هكذا يرى الكثير من لهم باع طويل فيها و من تمرسوها عمليا.لذلك يحاول رجال السياسة قبل الحديث عن أي مشروع سياسي، وضع خياراتهم الممكنة على الطاولة و بعدها اختيار الأفضل منها حسب اعتقادهم. حتى يجنبوا بلادهم المخاطر و المتاعب و في نفس الوقت يحققوا لها اكبر قدر ممكن من المكتسبات و المنجزات. باعتبار الانسان السياسي يتعامل مع واقع و حقائق على الأرض بعيدا عن الأمور الغيبية و الأحلام المشروعة.و القوى السياسية الأحوازية في المهجر -التنظيمات و الافراد -باعتبارها تمارس عملا سياسيا من المفترض أن تقرأ الواقع الأحوازي و تتمحصه و بعدها تضع الخيارات الممكنة حتى تختار الأنسب منها للقضية الأحوازية في الوقت الراهن.لا أحد ينكر الحاجة الى التنسيق و العمل المشترك بين القوى الأحوازية و على رأسها التنظيمات، و لا احد يتجاهل ضرورة وجود مظلة وطنية تجمع الكل و تعبر عن الكل، و لكن في نفس الوقت على أصحاب القرار في الساحة الأحوازية أن يدركوا جيدا حالة التوتر و التشنج الموجودة بين من لهم تأثير على مسير القضية الأحوازية و ايضا القطيعة السياسية التي فرضت نفسها عليهم منذ فترات.قبل الدخول في تفاصيل الممكن و غير الممكن في الوقت الراهن – و استنادا للواقع و الحقائق الموضوعية -، كثيرا ما تُسمع أصوات في الساحة الأحوازية تنادي بالوحدة الوطنية. فهذا المصطلح  -  الوحدة الوطنية – تم استخدامه في غير محله بطريقة غير واعية باعتبار أن الوحدة الوطنية تعني وحدة الشعب و تماسكه و احتفاظه بنسيجه الاجتماعي و تطلعه الى العيش المشترك، و وحدة الأرض و عدم تقسيمها.القضية الأحوازية قد تعاني من مشكلة تخص الوحدة الوطنية و لكن هذه المشكلة تأتي في إطار عدم وجود شعور وطني مشترك و لحمة اجتماعية يشترك فيها الشعب الأحوازي في الشمال (عيلام  و المحمرة و عبادان..)  و الشعب الأحوازي في الجنوب (أبوشهر و جرون...) ناهيك عن أن الأرض الأحوازية مقسمة الى عدة أجزاء. و يأتي ما ذُكر أعلاه نتيجة للاحتلال الفارسي و الأجدر معالجته سياسيا قبل فوات الأوان.اما الوحدة الوطنية التي يقصدها بعض من الساسة الأحوازيين فهي بين القوى السياسية الأحوازية. فالمفهوم الأقرب الى الواقع الذي يقصدونه هو تشكيل مظلة وطنية، هذا فقط من باب لفت الانتباه إلى تصحيح مصطلح أستخدم في غير محله.اما الساحة السياسية الأحوازية ومن خلال قراءة سياسية للواقع، أخذة بعين الاعتبار التجارب السابقة، تحتاج أولا الى خطوات عملية لتهدئة التوترات و المشاحنات بين الجهات الفاعلة و بعد إتمام هذه المرحلة و إنجازها، تحتاج كمرحلة ثانية الى تنسيق سياسي جزئي ليس بالضرورة ان يشمل كل الجهات السياسية. و في حال تخطت القضية الأحوازية هاتين المرحلتين تستطيع القوى السياسية الأحوازية ان تعمل لإنجاز بعض الخطوات السياسية الجماعية كالاندماج أو المظلة الواحدة، فهذه تعتبر مرحلة متقدمة على مرحلة التنسيق الجزئي.من المتعارف عليه سياسيا يتصرف الانسان السياسي حسب الظروف و استنادا لمعطيات ملموسة و لا يقفز فوق المراحل و يحرقها. لذلك أن طرح مشاريع تستند فقط لحاجاتنا السياسية و تعبر فقط عن حسن نية و اهتمام لا تكفي لنجاحها. من المفترض ان تستقرئ هذه المشاريع الواقع الأحوازي و تأخذ بعين الاعتبار الظروف و المعطيات الخاصة به حتى تحقق ما ترنو اليه و من الحنكة السياسية أن نستفيد من التجارب السابقة فالكاهل الأحوازي مُثقل..  
 

ابراهيـــم مهــدي الفاخـــر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق