بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الاثنين، 29 أكتوبر 2012

إيران ... من الفرات الى النيل !!؟ بقلم: إبراهيم مهدي الفاخر

بعد أحداث11  أيلول و الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، بمساعدة إيرانية. اتضحت
السياسة الفارسية أكثر من السابق حيال العرب و المسلمين بمعناها السلبي و العدائي، حيث أعلنت إيران و من خلال قنواتها الرسمية عن المساعدات التي قدمتها للقوات الأمريكية ضد أفغانستان الجارة المسلمة. و لم تقف السياسة الفارسية عند هذا الحد و إنما كانت مشاركتها في احتلال العراق و إثارتها للحرب الطائفية بين شعبه أكثر عدوانية و أكثر وقاحة من تلك المساعدات التي قدمتها لأمريكا ضد أفغانستان. بعد أن تخلصت إيران من الجارتين أفغانستان و العراق و تمددت داخلهما، اتجه النشاط الإيراني داخل الدول العربية على حساب السيادة و الأمن القومي و تدخلت في التفاصيل اليومية لحياة المواطن العربي.أصبحت القضية الفلسطينية أكثر ارتهانا من السابق عند إيران و أصبحت بعض الحركات الفلسطينية تتحرك بأوامر إيرانية حيث افتقدت القضية الفلسطينية بعض قدسيتها عند المسلمين و أصبحت ورقة رابحة بيد الفرس يلوحون بها متى ما شاءوا. أما لبنان فباتت ساحة خصبة للمشروع الفارسي بفعل عناصر حزب) الله ( و حركة أمل. وانتقل حلفاء إيران من موقع المعارضة إلى موقع الحاكم الفعلي للبنان و هذا يعد انتصارا آخر لصالح المحور الإيراني. وبدون الدخول في تفاصيل العبث الإيراني في الشأن اليمني و الكويتي و المغربي، حيث بات عبثها يتصدر أخبار القنوات و الجرائد اليومية. كل هذه الأحداث تعكس مدى الاكتساح الإيراني للساحة العربية و تغلغله فيها و مدى تأثيره على الكثير من القرارات و الأفعال السياسية.إلى أن جاءت أحداث الربيع العربي فحاولت الدولة الفارسية أن تركب الموجة و تمتطي الثورات العربية لصالح مشروعها. و سعت جاهدة أن توهم الشارع العربي بأنها داعمة و مساندة لثوراته من خلال بعض تصريحاتها الهزيلة. لم تكتف إيران بهذا القدر من العهر السياسي و إنما أوعزت لعملائها في البحرين لأثارة الشغب و الاضطرابات و زعزعة الأمن و الاستقرار. فرفع صور خامنئي رأس الهرم في السلطة السياسية الإيرانية خلال الاضطرابات في البحرين خير دليل على وجود مشروع إيراني خبيث يستهدف البحرين. ورغم هذا جندت إيران جميع قنواتها الإعلامية و توابعها في الوطن العربي لإيهام العالم بوجود ثورة في البحرين على غرار تونس و مصر. كل هذه التصرفات السياسية تحدث على مرأى و مسمع الأنظمة و لا تحتاج إلى مجهر سياسي أو استخباراتي لكشفها. هذه الأحداث و الوقائع تدلل على نجاح المشروع الفارسي المجوسي المبني على الطائفية في الوطن العربي و تبرهن على الضعف و الوهن اللذين وصلت اليهما الدول العربية. حيث انحصر دور الدول العربية شيئا فشيئا و أصبحت غالبيتها عاجزة عن صيانة أمنها داخل حدودها السياسية. مع كل هذه التجاوزات للدولة الفارسية و تماديها بحق الدول العربية، مازال نفر غير قليل من العرب يدافع عن إيران و أفعالها المشينة و ينعتها بالمقاومة و الممانعة.إلى أن اشتعلت الثورة السورية فأصبحت نقطة مفصلية في تاريخ المنطقة. أعلنت إيران الدولة الفارسية و صاحبة الفكر الصفوي عن دعمها لمافيا الأسد ضد الشعب السوري و نفذت بالأفعال قبل الأقوال هذه السياسة العدوانية تجاه الشعب العربي السوري. و أمدت المافيا الأسدية بالسلاح و العتاد و دعمتها اقتصاديا و لوجستيا و سندتها سياسيا و إعلاميا. أما الأنظمة العربية لم ترتق إلى أدنى مستويات المسؤولية تجاه الشعب السوري و الثورة السورية. و كانت مواقفها و قراراتها تنم عن ضعف و تردد دائما. و في غالب الأحيان تأتي متأخرة في اتخاذ قراراتها و من بعد الدول الغربية و تركيا. هذا واقع تعيشه الأمة العربية، حيث يمكن للإنسان المراقب أن يرى و بعين مجردة أن الشعار الذي أطلقته إسرائيل من النيل إلى الفرات حققته إيران حتى و إن لم تلتزم به فزادت عليه بعض الشيء من الجرائم و الانتهاكات و تمددت أكثر من الحلم الصهيوني. و لكنْ هناك سؤال يُطرح، متى تملك الأنظمة العربية إرادة سياسية كي تتخذ قرارات بمستوى دعم الثورة السورية عسكريا و دعم القضية الأحوازية و تقليم أطراف إيران في الوطن العربي حفاظا لأمنها القومي و مصالحها السياسية؟
ah_ah@live.no

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق