بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الخميس، 11 أكتوبر 2012

كلمة الخليج-إيران ودبلوماسية العزلة

السياسة منطق أولاً وأخلاق ثانياً، وإلا فهو الفلتان المؤدي إلى متاهة الرأي والقرار .
إيران، الجارة المسلمة في ما يفترض، تنطلق في ردود فعلها الغريبة والمتعجلة من منطلق أنها الوحيدة في المنطقة والعالم، فلا أحد غيرها، ولا نظام أو قانون، ولا تقاليد أو أعراف، وتذهب إيران في تكبرها إلى الذروة فتعترض على مطالبة دولة الإمارات بحقها الثابت والمشروع بجزرها الثلاث، وتقابل تلك المطالبة بتهديدها اللامنطقي بالمرة، مع أن الرشد يقتضي النقيض .
مواطن الإمارات، كما كل إنسان، يستهجن مواقف إيران، خصوصاً حين تحاول تغطية مشكلاتها الداخلية بإطلاق تصريحات تسهم أكثر في عزلتها، وفي تقديمها للعالم ككيان متردد ومهزوز .
الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى جزر إماراتية خالصة، ونحن جميعنا، كما العالم كله، شهود على واقعة احتلالها التي حدثت في وقت قريب، قبل نحو أربعة عقود . جاءت إيران بالقوة في عهد الشاه واحتلت الجزر، وعندما جاء النظام البديل انتقد سلبياً بطبيعة الحال كل تصرفات الشاه على احتلاله الغاشم للجزر .
ماذا تريد إيران من وراء إعلان مواقفها؟ الحقائق لن تتغير، والإمارات متمسكة بحقها في جزرها المحتلة، ولا يضيع حق وراءه مطالب، أما إيران فهي الطرف الأضعف لأنها تخشى مواجهة الحق، كما أنها تخاف الاحتكام إلى محكمة العدل الدولية .
إن التهديد بتخفيض العلاقات وصولاً إلى قطعها في مرحلة لاحقة دليل جديد وصارخ على أن من يقول ذلك فقد الرشد، ويتخبط حتى إزاء قضايا هي محل اتفاق بين الساسة والدول .
والأكيد أن الإمارات صاحبة الحق تنظر إلى هذا التهديد باعتباره برهان ضعف الطرف الآخر ووهن حجته .
لتذهب إيران من عزلة إلى عزلة، ولنستمر في رفع راية العدل والحق . الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى ستعود إلى الإمارات، ومنطق التهديد والوعيد، خارج الحوار المتحضر، هو طابع المكابر ليس أكثر .
الإمارات بسياستها الرشيدة والراشدة لن تسحب يدها الممدودة للحوار وحسن الجوار، فهي سياسة حكيمة، عاقلة وواعية، وإيران المأزومة على غير صعيد، داخلياً وإقليمياً ودولياً، مدعوة إلى سلوك هذا السبيل، سبيل العقلانية، ومراعاة أن تكون لها أفضل العلاقات مع جيرانها لأنها متنفسها الوحيد في ظل ما تعانيه .
الحق والعدل هما الأساس، والفرار منهما لا يعني أبداً أنهما لم يعودا موجودين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق