بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012

إيران و«أوهام» الدولة الكبرى؟! بقلم: ميرفت سيوفي

الشرق: لا تُقدّم دليلاً واحداً كدولة كبرى لها مكانتها في المنطقة سوى ما يفعله حزبها
في لبنان بالضغط على إسرائيل عسكرياً لتحسين شروط التفاوض النووي والعقوبات التي كبّدت لإيران انهيار اقتصادها حتى الآن، ومع هذا تعتبر إيران التي لم تطلق طلقة واحدة على إسرائيل أنها رأس ما يُسمّى بخديعة «المقاومة»!!
ثمة كلام جديد صدر بالأمس عن رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني أكد فيه أن «إيران كانت في السابق تعرف كقوة إقليمية مرتبطة بالولايات المتحدة، لكنها أصبحت اليوم قوة ذات مكانة لا يمكن لأيٍ من القوى العالمية أن تتجاهل دورها بالمنطقة»، عملياً لم تقدّم إيران للمنطقة عموماً والشرق الأوسط خصوصاً سوى التخريب والإرهاب وزعزعة استقرار الدول عبر الخلايا النائمة كخلايا «القاعدة» التي يجد الكثير من رؤوسها ملاذاً آمناً للمفارقة في إيران تحديداً، ولا تستطيع إيران أن تدّعي أنها قدمت ما يفيد العالم وأمنه وسلامته بل العكس تماماً جلّ ما انصرف إليه جهد ومال وإمكانات هذه الدولة إلى صناعة القنابل النووية، ليس لدخول النادي النووي بل لوضع يدها على العالم الإسلامي «السُنّي» تحديداً عبر التفوّق في السلاح وامتلاك أنواعه القاتلة!!
وهذا ليس كلامنا بل كلام لاريجاني ـ لأن رأينا بإيران ومشروعها للمنطقة أسوأ من هذا بكثير ـ فقد ادّعى لاريجاني خلال الجلسة العلنية لمجلس الشورى الإسلامي، صباح أمس الأربعاء، «أن المنطقة تشهد اليوم ظاهرة جديدة في مسيرة مناهضة الاستعمار خلال العقدين الماضيين حيث تحولت هذه الظاهرة إلى بوصلة التحولات في الشرق الأوسط، والظاهرة هي مثلث إيران وحزب الله والمقاومة الفلسطينية الذي أصبح رأس الحربة في مناهضة الاستعمار في العقد الأخير»، طبعاً لا نعرف عن أي استعمار يتحدّث لاريجاني إلا أنه استخدم مصطلحاً استهلكته قبله منذ الخمسينات والستينات كلّ القيادات التي ادّعت «الاشتراكية» وخدمت مصالح الاتحاد السوڤياتي السابق، ولكن اللافت في كلام لاريجاني ثلاث نقاط، الأولى: سقوط «سوريا» كنظام من شهادته، هي المرة الأولى التي لا يأتي فيها مسؤول إيراني من وزن لاريجاني على ذكر الممانعة والنظام السوري وبشار الأسد، كأن لاريجاني أيقن أن الحليف الذي جعل إيران ترتع في منطقة ينتظر فقط إعلان سقوطه الرسمي وفي أية لحظة.
والأمر الثاني: حاجة إيران إلى الادّعاء أن الورقة الفلسطينية ما زال باستطاعتها الحديث عنها وكأن حماس ما زالت دمية في يد طهران ولكن الحقيقة أن الورقة الفلسطينية خرجت من اليد الإيرانية نهائياً سواء عبر هدنة حماس مع إسرائيل، والثانية عبر إعلان فلسطين دولة بصفة مراقب غير عضو، وهذا أمر يبرّر الارتباك الإيراني حول الصورة الفلسطينية التي تحررت من القبضة الإيرانية.
والأمر الثالث: وهذا ما لم يبقَ لإيران سواه وهو الكارت الذي ستخسره لأنه سيصبح كارتاً محروقاً بمجرد سقوط النظام السوري، هذا اذا لم تنفجر في وجهه قنبلة كبرى إن صحّ تورّطه في مقتل الشبان الطرابلسيين في كمين ارتدى فيه جماعة حزب الله زي جيش النظام السوري ونفذوا العملية أو سلموا هؤلاء عبر أحد عملائهم في الشمال اللبناني!!
عن أي حربة يتحدث لاريجاني، ولّى زمان الخداع والنفاق، حزب الله أوراقه مكشوفة ووجهه مكشوف وساقاه مكشوفتان أيضاً كامرأة سيئة السمعة، هو حزب يلفظ أنفاسه الأخيرة على جبل من الصواريخ التي لا ندري أي لحظة قد تتفجر في مخازنها، أبأهل قرية جنوبية أو أهل مبنى سكني في مكان ما من أمكنة تخزينها معيداً بذلك تجربة الفلسطينيين في اتخاذ اللبنانيين دروعاً ورهائن وسواتر بشرية يحتمون خلفها، ونهاية حزب الله ستكون أسوأ بكثير من نهاية منظمة التحرير التي غادرت لبنان مرحّلة بموجب اتفاق دولي، فأين سيُرحّل حزب الله بعدما حوّل شركاءنا في الوطن أبناء الطائفة الشيعيّة إلى دروع بشرية مفخخة في وجه الشعب اللبناني!!
إيران كانت دولة كبرى، وتحوّلت على يد علي الخامنئي وأحمدي نجاد إلى دولة من ورق تبتهج بما تسميه «اصطياد» طائرة أميركية بدون طيار، فيما اقتصادها وصل إلى الحضيض وشعبها بلغ حافة الفقر، وهي ترغب في شراء ذمم شعوب أخرى ليبيعوا لها مصائر أوطانهم!!
انتهت الحكاية المريضة للسيطرة الإيرانية في المنطقة، ونحن الآن نتفرج على المشهد للديو الذي قدّمه بطلا فيلم الممانعة الطويل في لبنان ومشهدهما الطويل الذي سيسقط في نهايته بطلا الفيلم بشار الأسد وحسن نصرالله في هاوية اسمها «أسفل سافلين» وبئس المصير!!
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق