بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الأحد، 30 ديسمبر 2012

التصعيد العربي لمصلحتنا ام لمصلحة الحكومات العربية بقلم : احمد زرقاني

نظرا للتطوّرات التي شهدتها المنطقة و مازالت تشهدها يومياً ، و تعبيراً عن حرب
ضروس تدور في أعماقي حول الاوضاع الراهنة للأمة العربية ، و تكاثر التيّارات السياسية التي خلطت الاوراق علي الانسان العربي البسيط و ما تبقي من الانسان العربي الأحوازي ، رأيت أن أكتب هذه السطور ، علي أمل توضيح بعض النقاط لإخوتي الاحوازيين .
بعد تسعون عاما من احتلال وطننا ، و حوالي أربعون عاما من احتلال الجزر الاماراتية ، و مضي ما يقارب العشرة أعوام علي الاحتلال الفارسي الغير مباشر للعراق ، و بعد مضي ما يقارب العامين منذ بدء المجازر التي ترتكب علي يد عميل الملالي في سوريا ، استيقظ الحكام العرب فجأة و قرروا و بكل براءة و بدافع العروبة و النخوة الانسانية ، أن يضغطوا علي نظام طهران !
قد يبدو الكلام كوميدياً بالنسبة لبعض القراّء ، الا انني اؤكد لكم بأن تعابير وجهي أثناء كتابة  ما سلف ، هي مزيج بين تجهّم وجه مقتدي الصدر و القلق المرتسم علي وجه بان كي مون.
الدول العربية و الخليجية خصوصا و بمقوماتها الاقتصادية المدعومة بالصناعة النفطية و ميزانياتها العسكرية و الاستخباراتية و أيضاً تحالفاتها مع القوي الاقليمية و الدولية ، لو أرادت الاطاحة بالنظام الايراني ، لما أخذ منها الأمر أكثر من اسبوع واحد ، في ظل ما تشهده الحكومة الايرانية و الشعوب المحتلة ضمن ما يسمي بايران ، من أزمات اقتصادية و اجتماعية و سياسية .
بل انها لو أرادت فقط اشغال النظام الايراني بنفسه و منعه من التدخل في الشؤون العربية ، لأخذ الأمر منها أقل من يومً واحد .
نحن الأحوازيين خصوصاً و العرب عموماً، نعطي للنظام الايراني أكثر من ما يستحق ، و نصوّره علي انّه خطر مهوّل قادر علي ابتلاع الامة العربية من المحيط الي الخليج ، و لا اعني بهذا الكلام اي انتقاصٍ للخطر الايراني الفعلي الا انني اراه معدوماً اذا ما تمّت مواجهته بيدٍ من حديد من قبل الحكام العرب.
بيد ان بعض الحكام ، مشغولون بصنع شماعة جديدة يعلّقون عليها خيباتهم المتتالية بعد أن قضوا كلّ هذه السنين ، يخوّفون الشعوب تارة باسرائيل ، و تارة بالسوفييت و تارة بالأمريكان ! و لا يتوانون باستخدام اي ورقة تشتت انتباه المواطن العربي المتطلّع الي الحرية التي كفلها له دينه منذ ١٤٠٠ سنة أو الممارسة الديموقراطية التي كفلتها له الشرائع الدولية الحديثة. اكتب ما اكتب و كلّي خوف أن تصبح قضيّة شعبي هي الاخري كبش فداء يتّخذه الزعماء العرب من أجل اطالة أمد بقائهم علي كرسي الحكم ، خصوصاً و انني و منذ ولدت ، ما رأيت من مواقفهم تجاه شعبنا الأحوازي الا ما يدني له الجبين ، فناهيك عن حذف تاريخ الاحواز من معظم مناهجهم التعليمية و سكوتهم طوال هذه السنين عما يحصل لشعبنا الأحوازي ، و تسليم المناضلين للسلطات الايرانية ليلاقوا حتفهم ، و الاغتيالات الّتي تمّت لنشطاء سياسيين تحت اشراف بعض الحكومات المتعاونة مع ايران ، و عدم سماحهم لأي نشاطات تنظيمية أو حزبية للناشطين الاحوازيين في دولهم ، وصل الأمر ببعض الحكومات الي معاملة الايرانيين الفرس معاملة أفضل من المعاملة التي يتلاقاها المواطن الأحوازي الباحث عن لقمة العيش ، و منح الجنسيّات الخليجية للفرس علي حساب الأحوازيين !
بعد كل هذه السنين ، و كل هذه الممارسات من قبل هذه الحكومات ، يحق لي أن أتسائل عمّا يدور ببال بعض الحكومات العربية، و عما اذا كان المقصد من وراء بوادر التصعيد ، هو العداء لايران فقط ، أم دعما للشعب الاحوازي و الشعوب المحتلة ضمن ما يسمي بايران ، ام أجندة خاصة تصب في مصلحة هؤلاء القوم فقط وان كانت كذلك فهي حرب علي الرغم من كونها تصب في مصلحتنا الا ان لا ناقة لنا فيها و لا جمل ، و اننا لا نتعدي كوننا كبش فداء من أجل ضمان مصالح دول او اشخاص ، كانت لبعضهم اليد في ما ارتكب بحق شعبنا .
كتبت هذه السطور و كلي مني بأن أكون علي خطأ و ان النخوة العربية قد عادت من جديد للحكام العرب في ظل الثورة السورية و بوادر الثورة العراقية و ان يكون الغرض من هذا التصعيد في الخطاب الخليجي-العربي ضد الحكومة الايرانية ، هو مصلحة الشعوب المحتلة و المضطهدة من قبل نظام الملالي.

احمد زرقاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق