بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الأحد، 30 ديسمبر 2012

إيران‏..‏ خيارات صعبة تربك‏'‏ نظام الملالي‏'!‏ بقلم:رشا عبدالوهاب

دائما ما تسير إيران في مسار عكسي لما يريده العالم‏,‏ تتجاوز الخطوط الحمراء‏,‏
وتراوغ أعداءها وتدعم أصدقاءها في محور الشر بكل ما أوتيت من قوة وسلاح‏.‏
 وما بين استكمال برنامجها النووي المثير للجدل والتخلي عنه, ودق إسرائيل لطبول الحرب ومخاوف من السيناريوهات المترتبة عليها, والعقوبات والمفاوضات, يظل دائما مساران تختار إيران أن تسلك أحدهما بينما يتبع العالم سياسة المسارين لإجبارها علي التخلي عن كابوسه إيران النووية.
 2012  كان عاما مميزا بالنسبة للضغوط الدولية علي إيران حيث أتت العقوبات الاقتصادية المفروضة علي قطاعها النفطي والبنكي ثمارها, وهو ما أجبر طهران علي الرضوخ والجلوس علي مائدة المفاوضات مع القوي الكبري مرتين الأولي في أسطنبول والثانية في بغداد, إلا أنها رفضت الاستجابة لمطالب الغرب المتمثلة بشكل أساسي في وقف تخصيب اليورانيوم وفتح منشأتها النووية خاصة مفاعلي بارشين وفوردو أمام التفتيش الدولي. وبالتالي لم ينجح مسار المفاوضات وفشلت مجموعة5+1 في إقناع طهران بقبول جولة محادثات ثالثة في جينف.
وصول مفاوضات بغداد إلي طريق مسدود لم يحقق مطلب إيران الملح المتمثل في رفع العقوبات, خاصة أن المسار الدبلوماسي جاء قبل أسابيع قليلة من فرض الاتحاد الأوروبي حزمتين من العقوبات المشددة بدأ سريان الأولي منها في يوليو الماضي والثانية في أكتوبر.
هذه العقوبات نفسها هي التي جعلت نظام الملالي يترنح ويتحسب من قيام ثورة جديدة ربيع فارسي في إيران علي طريقة الثورات العربية يطيح به بعد33 عاما من الإطاحة بالشاه. تشديد العقوبات كلف إيران خسائر تقدر بحوالي001 مليون دولار يوميا بعد أن تراجعت صادراتها من البترول إلي أكثر من43% وفي هبوط سعر الريال إلي النصف تقريبا, وهو ما أدي إلي اندلاع اضطرابات اجتماعية تم وأدها بسرعة إلا أنها قابلة للاشتعال في أي لحظة, وأن يغير التاريخ مساره ويطيح بالنظام الإيراني الحالي.
الأزمة الاقتصادية دفعت البرلمان الايراني أن يستدعي الرئيس مرتين لمساءلته لأول مرة في تاريخ نظام الملالي بسبب سوء الإدارة الاقتصادية للبلاد ليعترف لأول مرة أمام شعبه بتأثير العقوبات الغربية.
وبالرغم من عام العزلة الذي عاشته إيران إلا أنه واصلت الإعلان من وقت لأخر عن إنجازات نووية وعسكرية جديدة أهم ما يميزها أنها صنع في إيران. وكما ذكر تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران اقتربت من صنع سلاح نووي بعد إنتاجها 43 كجم من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%. كما قامت طهران بتصنيع منظومة صاروخية للأهداف بعيدة المدي مماثلة لصواريخأس 300 التي كانت تستوردها من روسيا وأنظمة جديدة من الطائرات بدون طيار والتي انفجرت إحداها داخل المجال الجوي الإسرائيلي.
الإصرار الإيراني علي تحدي العالم كان له مرده داخل إسرائيل وتصاعدت حدة الحرب الكلامية والتصريحات الاستفزازية من الجانبين حول قدرة كل منهما علي ردع الأخر عبر الآلة العسكرية. فقد سيطرت لغة التهديد والوعيد علي الخطاب السياسي الإسرائيلي وتوالت التحذيرات من سيناريوهات اتساع نطاق الحرب لتشمل المنطقة بأسرها. لكن هذه النغمة تراجعت منذ شهرين بسبب الأزمة التي أثارتها بين واشنطن وتل أبيب, وبعد أن حدد بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الخطوط الحمراء لإيران وهي إنتاج قنبلة نووية.
إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ركزت بشكل أساسي علي منع إسرائيل من عمل عسكري أحادي الجانب وتوصلت إلي نهج إستراتيجي يعتمد علي سياسة المسارين العقوبات والمفاوضات مع عدم استبعاد خيار الاحتواء والردع لإيران نووية. وترجمت هذا النهج هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية بإعلان انفتاح واشنطن علي محادثات ثنائية مع طهران شرط الجدية.
وفي المحصلة النهائية فإن صراعات إيران داخليا وخارجيا ربما ترسم ملامحها بشكل أكثر وضوحا الأيام القليلة المقبلة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية في إسرائيل والانتخابات الرئاسية الإيرانية وانتهاء عصر نجاد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق