بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

مستقبل العالم العربي بقلم: نوف علي المطيري

رغم كل ما أحدثته ثورات ما يسمى بالربيع العربي من فوضى ونتائج مخيبة للآمال مما ينعكس سلبا على مستقبل العالم العربي..هل ما تزالين مؤمنة بقدرة الشباب والحراك الشعبي على إحداث التغيير في عالمنا العربي كما كنت متفائلة بمقالتك السابقة؟! " الربيع العربي..هل أصبح العالم مختلفا؟" وردني هذا السؤال من إحدى القارئات. في الحقيقة لم أشعر بالاستغراب من سؤال السيدة ومن غضبها من الطوفان الثوري ومن تلك الثورات الشبابية الطائشة وغير المسؤولة – كما تسميها- فغالبية الشعوب عندما انتفضت وقررت الثورة على الظلم والطغيان والمطالبة بالحرية والعدالة كانت تطمح لغداً أفضل خالي من الفقر والبطالة وغياب العدالة الاجتماعية. ولكن بعد مرور عامين على انطلاق ثورات الربيع العربي لم تحدث التغيرات المرجوة ليظل حال الشعوب على ما هو عليه من الفقر وغياب الديمقراطية الحقيقية مع فارق تراجع الاقتصاد وتفاقم البطالة وكثرة الانقسامات السياسية داخل البلدان التي تحررت من الأنظمة القمعية التي كانت تحكمها بالحديد والنار مما جعل الكثيرين يشككون بجدوى الربيع العربي وأن الثورات ما هي إلا نقمة حلت بالأمة العربية وليست نعمة كما كان يتوقع الكثيرون.
لا أتفق مع تلك السيدة ومن يوافقها الرأي حول عدم جدوى الثورات الشعبية ومحاولة اللحاق بالحركات التحررية والديمقراطية التي حدثت في العالم. فمن وجهة نظر المتشائمين أن الحكومات الجديدة خاصة الإسلامية منها ستتحول في نهاية المطاف إلى أنظمة شبيهة بالأنظمة القمعية السابقة وتناسوا أن الربيع العربي ليس ربيع الأنظمة التي جاءت بعد الأنظمة القمعية الاستبدادية بل ربيع الشعوب التي قررت الثورة على مظاهر الظلم والفساد فيكفي الثورات العربية نجاحا أنها أزالت عددا من الطواغيت من على كراسي السلطة بعد أن ظننا أنهم لن يرحلوا عن الحكم إلا بالموت وبعد أن يورثوا السلطة لأفراد من عائلاتهم. فقد وصل الحال ببعضهم إلى التخطيط لتوريث السلطة من بعدهم لأولادهم دون الاهتمام برأي الشعوب. ولكننا في النهاية شهدنا نهاية الطغاة ومصيرهم المأساوي بين قتلى أو في السجون أو هاربين مشردين في أصقاع الأرض فمجرد وعي الشعوب أن هؤلاء ليس لهم قوة إلا قوة الشعوب التي سيطروا عليها لعقود طويلة وحكموها بالحديد والنار فتح المجال أمام الشعوب المضطهدة لتتحرر من مخاوفها ومن العبودية التي كانت تعيش بها لسنوات طويلة والمطالبة بحقوقها الشرعية والإيمان بأن الرئيس ما هو إلا مجرد موظف وضع لخدمة شعبه القادر على الثورة على أي حكومة تتقاعس عن أداء واجباتها تجاه الشعب.
الثورات العربية كغيرها من الثورات التي حدثت في العالم – سواء في العصور الغابرة أو الحالية - ارتكب في بدايتها العديد من الأخطاء ثم عدلت من مسارها لتحقيق أحلام الشعوب في الحياة الكريمة فعلينا أن نتحلى بالصبر وأن لا نيأس من حدوث التغيرات فالطريق طويل أمام الحكومات المنتخبة فقد ورثت تركة ضخمة من الفساد ولا يمكن الحكم على مدى نجاحها أو فشلها في تحقيق الأهداف المنشودة خلال سنتين. ومثلما صبروا على حكم طغاة فترات تجاوزت ثلاثين عاما عليهم منح الحكومات الحالية الفرصة وعدم وضع العراقيل تلو الأخرى أمامها.وكما قال بول سالم مدير مركز "كارنغي" للشرق الأوسط أن المسار لازال في أوله ولا يمكن الحكم على تلك الحكومات من الآن. ويكفي الحكومات الحالية أنها نجحت في الوصول إلى الحكم بانتخابات حرة ونزيهة بددت فيها مهزلة نسبة99% التي كان يفوز بها معظم الحكام الطغاة.
مستقبل العالم العربي الزاخر بالثورات بدأت ملامحه في التشكل وعندما انظر للمشهد العربي عن كثب اشعر بالتفاؤل وأن الأمل مازال موجودا فالسلطة في الدول العربية لم تعد متمركزة في يد أشخاص بعينهم كما في السابق بل في أيدي الشعوب التي قررت عدم الاستكانة والخمول وتقبل الفساد بمختلف أشكاله فالثورات غيرت في طريقة تفكير الكثيرين وجعلت العديد من الشباب يؤمن بأهمية مشاركته في محاربة الفساد وإحداث التغيير لتعود له ثقته في نفسه وفي إمكانية حدوث التغيير وتحقيق الأهداف المنشودة والدفع بعجلة التقدم نحو مستقبل مشرق للأجيال القادمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق