بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

حزب "الدعوة" دعم دائم للارهاب!بقلم :داود البصري


في ظل لجة الفوضى العراقية القائمة واختلاط الرؤى الطائفية بالوضع السياسي  المريض الذي افرز واقعا سياسيا ملتهبا وعامراً بكل أسباب الاحتقان ثم الانفجار, تسنى لواحد من أعرق الأحزاب والجماعات الارهابية في الشرق الأوسط التسلل الى السلطة تحت واجهة الديمقراطية المزيفة التي منحها الاحتلال الأميركي للعراق من دون توافر الشروط الموضوعية والضمانات الحقيقية لقيام مشروع ديمقراطي صلب وحقيقي يتجاوز تاريخ وشكل القمع التاريخي في العراق, فوجود حزب كحزب الدعوة الاسلامية الذي تأسس بمباركة ودعم من نظام الشاه الايراني الراحل أواخر خمسينيات القرن الماضي ثم تطور ميدانيا بعد مجيء النظام الديني لحكم ايران عام 1979, وخاض معارك دموية وارهابية بدعم وتغطية ايرانية واسعة هو بمثابة دعم للارهاب, فذلك الحزب كان له سبق الصدارة في تخطيط وتنفيذ العمليات الارهابية الانتحارية القذرة في الشرق! وهذا الحزب ضم جماعات وأشخاصا تحولت ممارساتهم الارهابية لتكون مدرسة لكل أجيال الارهاب »القاعدي« اللاحق, كما أن هذا الحزب أنجب من بين صفوفه من الدعاة قيادات ارهابية فاعلة أثبتت حضورها الميداني في تفجيرات بيروت والكويت في ثمانينات القرن الماضي ثم تحولت اليوم لتكون قيادات فاعلة في عصابات الارهاب والتخريب الايرانية في المنطقة, وقضية الدور الارهابي الدولي لحزب »الدعوة« ليست مجرد فبركات ودعايات مغرضة فقط بل إنها حقيقة ميدانية راسخة, فألمانيا مثلا كانت قد أدرجت حزب »الدعوة« ومنذ محاولة اغتيال أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح عام 1985 ضمن قوائم الجماعات الارهابية ولم ترفع اسم الحزب حتى اليوم من تلك القائمة رغم أن نوري المالكي خلال زيارته لبرلين عام 2008 كان قد طلب من المستشارة الألمانية انجيلا ميركل رفع اسم الحزب من قائمة الارهاب الا أنها صمتت ولم تعلق على الطلب الحكومي العراقي,  ومازال حزب »الدعوة« ارهابيا في نظر الألمان وهم كذلك فعلا! وقد حاول السفير العراقي السابق في برلين علاء الهاشمي فعل المستحيل لرفع اسم حزبه الا أنه لم يتمكن, والأسباب والموجبات معروفة, فالألمان لا يمكن رشوتهم أبدا مهما كانت المغريات!
وسأسرد أمام نواظر القراء الكرام شطرا من المعلومات المؤرخة والموثقة لطبيعة وتاريخ ارهاب أهل حزب »الدعوة« الطائفي الفاشي.
بعد نهاية الحرب العراقية - الايرانية في صيف عام 1988 وبطريقة لم يحقق معها النظام الايراني هدفه الرئيسي في قيام الجمهورية الاسلامية على النمط الايراني في العراق, دخلت الأحزاب الطائفية العراقية ك¯»الدعوة« و»المجلس الايراني الأعلى« وبقية التشكيلات الأخرى في أزمة فكرية وبنيوية مريرة, وشهدت يأسا وافلاسا تميز بهروب الكوادر والقيادات نحو منافي اللجوء وانعدام الأمل بالمستقبل وترتيب أوضاع بيتها الداخلي من خلال قرارات تحاول امتصاص الهزيمة المرة, وفي عام 1989 قررت قيادة حزب »الدعوة« التخلي عن أطروحة فقيه ومفكر الحزب الذي كان آية الله كاظم الحائري المقيم في قم وقررت التخلي عنه مما أغضبه وقرر بعدها الرحيل الى بيروت والعيش هناك, الأمر الذي أخاف قيادات »الدعوة« نظرا الى حجم الأسرار التي يحملها حول التنظيم »الدعوي«, فصدر قرار باغتيال الحائري  ولكن المرجع اللبناني الراحل السيد محمد حسين فضل الله علم بأمر الاغتيال فأرسل من يحذر قيادة »الدعوة« من مغبة القيام بتلك الخطوة الحمقاء الأمر الذي دفع الحزب لاعتماد السيد فضل الله كفقيه للحزب بدلا من الحائري الذي أصبح فيما بعد مرشد التيار الصدري!                          
في عام 1993 وبعد اشتداد الخلاف بين النظام الايراني ومرجعية السيد فضل الله وقيام الايرانيين باطلاق جملة من الدعايات الموجهة ضد فضل الله قام بعض رجال الدين العراقيين المرتبطين بايران بالمشاركة في الحملة, وكان من بينهم السيد ياسين الحسيني الذي أقام في دمشق ودبر حزب »الدعوة« خطة لاغتياله عن طريق بلطجي مأجور وكذلك كانت الحال عام 1996 مع الشيخ جلال الدين الصغير الذي طعن بسكين من قبل قتلة استأجرهم حزب »الدعوة« وطمطمت المخابرات السورية تلك الفضيحة!        
 
حزب الدعوة.. والكويت..!                                  
الجميع يعلم أن حزب »الدعوة« كان يقف خلف التفجيرات المروعة التي حدثت في الكويت يوم 12/12/1983 وكان من ضمن المتهمين والمتورطين الهاربين من العدالة الكويتية المدعو أبو مهدي المهندس, وكذلك المدعو هيثم محفوظ عبد الكريم والذي كان متورطا أيضا في محاولة اغتيال الشيخ جابر, رحمه الله, عام 1985, وطبعا المهندس كان قد انتخب لعضوية مجلس النواب العراقي عام 2005 قبل أن يهرب إلى إيران بعد أن قرر الأميركيون اعتقاله ثم عاد لاحقا ليترأس خلايا »فيلق القدس« الحرسي الارهابي الايراني, أما زميله هيثم محفوظ (كربلائي) فهو حاليا قيادي في »فيلق القدس« ويرأس شركة للمجاري في كركوك هي واجهة للفيلق وقد حصل أخيراً على عقد مقاولة هناك بقيمة 330 مليون دولار اميركي, ولحزب »الدعوة« والكويت ثأر قديم لن تمحوه الأيام, بل ينتظر الفرصة المناسبة لاعادة إحياء ذلك الملف الارهابي الساكن حاليا.
بعد احتلال العراق وتدميره استغل حزب »الدعوة« بفكره الانتقامي وعقيدته الفاشية الفرصة ليمارس حملة واسعة من التصفيات الجسدية ضد مخالفيه في جرأة وامتهان للفكر الشيعي العلوي النقي الذي لا يقر أساليب الغدر والقتل, ولكن الخلايا السرية مارست عمليات الاغتيال التي طمست ملفاتها وضاعت كأشياء كثيرة ضائعة في عراق اليوم... سنظل نلاحق ممارسات وملفات حزب »الدعوة« الارهابي خدمة للحقيقة والتاريخ.
 
* كاتب عراقي
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق