بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الاثنين، 9 يوليو 2012

بترول الخليج يهرب من.. قبضة إيران بقلم:عباس الطرابيلى


يعجبني أن تخطط الدول لعشرات من السنين، تحسباً للمستقبل المجهول..
ولأن الحصة الاكبر من بترول العالم تخرج من منطقة الخليج العربي حيث بترول العراق ثم الكويت والمنطقة الشرقية من السعودية ثم قطر ودولة الامارات كان لابد من تفكير جدي فيما لو فكرت إيران في قطع الطريق علي هذا البترول..

حتي لا يخرج من مضيق هرمز إلي العالم الخارجي..
ولقد زادت مخاطر حرمان العالم من بترول الخليج منذ وضعت إيران «الشاهنشاهية» يديها علي جزر دولة الامارات «أبو موسي وطنب الكبري وطنب الصغري» لأن هذا الاحتلال وضع أقدام إيران في وسط مياه الخليج، واقتربت اكثر من أراضي دولة الامارات.. ولأن إيران تمتلك أيضا وتتحكم في الملاحة عبر مضيق هرمز، مع سلطنة عمان، جاء تفكير دولة الامارات ومنذ سنوات بعيدة للخروج بانتاجها من البترول من عنق الزجاجة عن مضيق هرمز.. وذلك بانشاء خط أنابيب لنقل انتاجها من البترول من الخليج العربي، إلي بحر العرب ومن ثم المحيط الهندي..
<< وأتذكر أن فكرة هذا الخط نشأت - في أبوظبي - منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي.. وكانت تبدو فكرة خيالية بسبب طول المسافة من حقول الانتاج في حبشان ومربان إلي ميناء الفجيرة علي بحر العرب، ومن ثم إلي المحيط الهندي بحكم ان اليابان والشرق الاقصي هما أكثر مستوردي هذا البترول وفي صمت وإصرار عجيبين بدأ تنفيذ هذا المشروع العملاق.. وكان الرأي أن هذا الطول يجب ألا يعوق التنفيذ.. خصوصاً وان الشرق الاوسط سبق أن شهد خطين للأنابيب.. الاكبر هو خط التابلاين لنقل بترول السعودية إلي ساحل البحر المتوسط وكان ذلك في منتصف الاربعينيات وبتكنولوجيا زمان، والثاني هو خط نقل البترول من شمال العراق إلي - أيضا - ساحل البحر المتوسط.. وكان من أهداف هذين الخطين الهروب من مشاكل العبور في قناة السويس ورسومها.. وتحرير هذا البترول من أي مشاكل مستقبلية..
ثم جاء القرار العراقي - منذ سنوات - بمد خط لنقل بترولها من شمال العراق إلي البحر المتوسط عبر الاراضي السورية ثم التركية..
<< وجاء قرار دولة الامارات بانشاء خط بترولها إلي بحر العرب مواكباً لمشاكل تصعيد إيران لتهديداتها باغلاق مضيق هرمز وجاء هذا المشروع عملاقاً ليسمح بنقل 15 مليون برميل يومياً - أي حوالي نصف إنتاج دول الاوبيك كلها - أي جاء التخطيط له لكي يسمح بانشاء خطوط فرعية تصب فيه.. سواء من البترول السعودي أو الكويتي أو القطري.. خصوصاً وان السعودية وهي اكبر دولة مصدرة للبترول فيها اكبر حقل للبترول في العالم.. وبالتالي فان خط الانابيب الاماراتي يبعد بترول الخليج العربي عن قبضة إيران.. رغم ان اغلاق إيران للملاحة في هذا المضيق يجئ عقاباً للعالم المستورد فيما لو قرر حرمان إيران من تصدير بترولها الذي يوفر لها 95 مليار دولار سنوياً.. فترد إيران لحرمان دول الخليج من هذه العائدات من ناحية.. وحرمان العالم من البترول الرخيص لأن بترول الخليج يوفر الحصة الاكبر من بترول الاوبيك للدول المستوردة..
<< وإيران، نعم يمكنها منع خروج ناقلات البترول من هرمز.. وهي بذلك تملك أسطولاً بحرياً حربياً قوياً، هو الأقوي في دول المنطقة.. ولكن هل تسمح أمريكا والدول الكبري المستوردة لإيران بهذه الخطوة الخطيرة، التي تضع المنطقة علي أبواب حرب اقليمية.. قد تتحول وبسرعة إلي حرب عالمية شاملة.. ويجئ الموقف الإيراني ليس فقط لمعاقبة امريكا والغرب ولكن ايضا لمنع أمريكا أو إسرائيل من توجيه ضربة عسكرية وربما نووية أيضا لإيران ولمشروعها النووي.. أي تحتفظ إيران في يديها بهذا البترول الخليجي رهينة لديها لحماية أمنها القومي وحتي تتحول إلي قوة اقليمية عملاقة..
<< ولا خلاف أن المشروع الامني الإيراني هو الذي حرك وانشأ فكرة مجلس التعاون الخليجي.. وبالتالي إنشاء قوة عسكرية خليجية قوية تدافع عن دول الخليج العربية.. وهذا وراء تحول دول المجلس إلي أكبر مستورد للأسلحة وبالذات للسعودية والكويت والامارات، وإذا كان الفكر العسكري لدول مجلس التعاون يقوم علي الاعتماد علي الطيران والدفاع الجوي..فان ايران تعتمد علي الصواريخ طويلة ومتوسطة المدي سواء لمواجهة أي ضربة امريكية أو اسرائيلية.
<< من هنا يجئ خط انابيب الامارات ليخرج البترول الخليجي من قبضة إيران، والتهديد بحرمان دول الخليج من عائدات هذا البترول، التي هي 90٪ من الدخل القومي لهذه الدول ولا استبعد - قريباً - دخول دول خليجية اخري لاستخدام هذا الخط سواء كان البترول السعودي أو الكويتي والقطري أما البترول العراقي، فقد عرف طريقه إلي البحر المتوسط عبر تركيا..
علي كل حال سوف تستمر معركة البترول متزامنة مع معركة إيران.. ومع هذا المعبر الخطير: مضيق هرمز.. وإذا نشبت أي حرب اقليمية في المنطقة فانما ستكون بسبب هذا البترول الذي سيظل عصب الحياة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق