
وهدف إيران قصير الأمد هو أن تصدق الشعوب العربية، التي نقر بأنها مستضعفة ومقهورة من أنظمتها، إن الملالي في طهران و هم ملائكة الرحمة، الذين يتنزلون على هذه الشعوب بالمن والسلوى والحقوق ورغد وكرامة العيش. ثم، إذا صدقت هذه الشعوب وابتلعت الطعم حان وقت الهدف طويل الأمد ليقفز الإيرانيون، مرتكنين إلى قوميتهم الفارسية وليس إلى (شيعيتهم) ليبسطوا نفوذهم على هذه الشعوب، التي ما انفكوا في كثير من دهاليز أدبياتهم وثقافتهم الباطنية، يعتبرونها محل ثأرهم التاريخي من عرب القادسية، الذين أسقطوا، أيام المجد العربي، دولة وحضارة فارس.
ولا يقل لي أحد إنك مصاب بداء (ذات التاريخ) ورهاب المؤامرة، فأنا وكل قارئ لأفق التاريخ ومتغيرات ومنعطفات أحداثه على مر القرون، يعلم أن حروب البشرية دوما كانت حروب قوميات تمتطي الدين لتبلغ غاياتها في الاستحواذ على المقدرات وبسط النفوذ السياسي والفوز بالأرض والثروات. ومن يعلم متغيرا تاريخيا يتنافى مع هذا (الثابت) التاريخي البشري فليأتنا به لنعيد النظر فيما نذهب إليه من طموحات الأجندة القومية الفارسية وسوء نواياها إذا ما طالعنا هذه النوايا من الزاوية العربية القومية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق