بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

السبت، 28 يوليو 2012

القضية الأحوازية بين التفاعل الغربي والتقاعس العربي بقلم:حسن راضی

تطورت القضية الأحوازية يوما بعد يوم بفضل دماء الشهداء و تضحية الأسرى في السجون الفارسية و لوعة عوائلهم من جهة و العمل الدوؤب الذي يقدمه أبناء الأحواز في داخل الوطن و المنافي في سبيل تعريف قضيتهم من جهة أخرى. تكللت تلك الجهود و التضحيات بالنجاح حيث تدرجت القضية الأحوازية إلى أعلى مؤسسات السياسية و الحقوقية و الإنسانية في العالم. على رأس تلك المؤسسات منظمة الأمم المتحدة في جنيف حيث يحضر الأحوازيين فيها بشكل مستمر بدعوة من منظماتها المتعددة في مجال حقوق الانسان للكشف عن ما يجري في الاحواز من قمع و إضطهاد و حرمان. و نتيجة لذلك العمل و الجهود أصدرت منظمة الأم المتحدة عدة بيانات و رفعت عدد من التقارير المهمة في إدانة السلطة الإيرانية بسبب القمع و الاعدامات و السياسات الاجرامية التي تنفذها السلطات الايرانية في الأحواز. و أصدرت منظمات حقوق الإنسان في اروبا و أميركا بيانات إدانة حول الإعدامات المستمرة بحق الأحوازيين الذين لا ذنب لهم الإ المطالبة المشروعة بحقوقهم القومية و الإنسانية.

و على المستوى السياسي أدانت وزارتي الخارجية البريطانية و الإميركية أكثر من مرة, الإعدامات في الأحواز. و أدرجت الوزارة الخارجية البريطانية و دول الكمونولث في تقريرها السنوي, القضية الأحوازية و القمع الذي يتعرض له الاحوازيين على يد النظام الإيراني. و في تطور ملموس تحدث ثمانية من النواب في البرلمان الإتحاد الاروبي عن القضية الاحوازية و ضرورة التحرك لمنع القمع و الإضطهاد في الأحواز. و طالبت المندوبة البريطانية في برلمان الاتحاد الاروبي بإرسال لجنة تقصي الحقائق إلى الأحواز.

كل هذه التطورات و التحركات و التفاعل الغربي لصالح القضية الاحوازية, يعتبر مكسبا سياسيا و دعما معنويا يعمل الناشطين الأحوازيين على تطويره و تفعيله, حتى ينقل النشطاء الأحوازيين هذه الإدانات و الإعتراف بالقمع و الإضطهاد, إلى مرحلة التحرك العملي لصالح القضية الأحوازية و الدعم الملموس للجهود الأحوازية في سبيل إنتزاع حقوقه المسلوبة.

هذا التفاعل الغربي تجاه القضية الأحوازية يوازيه صمت مريب و تقاعس واضح من قبل الدول العربية و مؤسساتها السياسية و الإنسانية و الإعلامية على المستوى الرسمي و الشعبي. رغم المشتركات التاريخية و الجغرافية و الدينية و الثقافية بين الشعب الاحوازي و الشعوب العربية برمتها, بقت القضية الأحوازية على ما يقارب التسعة عقود غائبة و مغيبة في الوطن العربي لا نصير لها يستجيب و لا صوت يندد بالمجازر التي ترتكب بشكل مستمر.

تشكل القضية الأحوازية بمكانتها الجيوبولوتيكية بموقعها المطل على الضفة الشرقية للخليج العربي من شماله حتى جنوبه و بكامل جزره و موانئه, تشكل الحزام الأمني الطبيعي و  السد المنيع للدول العربية و إستقرارها. لا تتمكن الدولة الفارسية من الوصول إلى الدول العربية و العبث بإستقرارها و أمنها بعد تحرير الأحواز, حيث تتشكل ثلاثة أحزمة أمنية منيعة تحول بين الدولة الفارسية من جهة و الدول العربية من جهة أخرى. أول تلك الأحزمة سلسلة جبال زاغروس التي تشكل الحد و الفاصل الطبيعي بين ارض العرب و بلاد فارس. و ثاني تلك الأحزمة الخليج العربي و ثالثها عشرة ملايين عربي أحوازي الذي منتشرة و متوزعة على أكثر من ثلاثة مئة كيلومتر مربع يمتد من شط العرب حتى مضيق باب السلام (مضيق هرمز).

رغم الإنتافضات المتعددة للشعب الأحوازي من أجل إنتزاع حقوقه و سيادته و إرتفاع الأصوات الغربية في المؤسسات المتعددة السياسية و الديبلوماسية و الإنسانية, بقت الدول العربية صامتة تجاه كل المجازر التي ترتكب منذ ما يقارب التسعة عقود من الزمن بحق الشعب العربي في الأحواز. ليس هنالك أي مبرر أو سبب يحول دون تحرك الدول العربية لدعم نضال الشعب الأحوازي, خاصة إن إيران تجاوزت كل الأعراف الدولية منها علاقات حسن الجوار بين الدول, حيث إستخدمت كل إمكانياته السياسية و المالية و الإعلامية للتغلل في الدول العربية و إشاعة الفتن و التخريب و تهديد أمن و إستقرار الدول العربية, و على رأسها دول الخليج العربية.

تنتهج إيران تلك السياسة بدافعين أساسيين, أولهما في إطار السياسية التوسعية الفارسية التي بدءت بإحتلال الأحواز مرورا بإحتلال الجزر الإماراتية الثلاث و العراق و لن تتوقف إلا بتحقيق حلمها و إستراتيجيتها في إحتلال و السيطرة على الدول العربية. و ثاني دوافعها هو صمت الدول العربية تجاه تلك السياسات و التجاوزات و التعديات الايرانية التي وصلت إلى كسر العظم. عدم إتخاذ الدول العربية و الخليجة بوجه خاص لإي إستراتيجية دفاعية شاملة تتخذ من الأحواز عنوانا لإستراتيجيتها, فتحت شهية إيران للتدخل و التوسع, لطالما ليس هنالك رادع يرد الصاع بصاعين.

سنشهد في الفترة المقبلة المزيد من التدخلات الإيرانية لا تختصر على دولة بذاتها, رغم إن الهدف الأكبر للسياسة التوسعية الفارسية هو المملكة العربية السعودية, حيث وصلت اليد الفارسية عبر مليشاتها و أحزابها الصفوية على أبواب مكة المكرمة من كل الجهات (من العراق و البحرين و الكويت و اليمن). و لسان حالهم يقول إن المهدي سيظهر قريبا و يطهر الأرض من العرب و خاصة في مكة المكرمة و المدينة المنورة و لم يرحم مهديهم المزعوم, حتى الموتى في القبور بجوار الرسول محمد (ص). و هم يقتلون و يشنقون كل يوم  بزعم محاربة الله و رسوله لمن يطالب بالحفاظ على عروبته و إسلامه في الأحواز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق