بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

السبت، 27 أبريل 2013

عندما كُشف دجل الملالي ، كما كُشفت عورة مرشدهم بقلم: احمد زرقاني

كثيرة هي الأمثال و المقولات التي تدل علي ان من شب علي شئ شاب عليه ، و لا
يخفي علي المطالع الكريم بأن معظم الدراسات الحديثة المتخصصة بعلم الاجتماع تؤكّد بأن عقلية الفرد و توجهاته الفكرية غالبا ما تكون هي ذاتها الافكار و التوجهات الفكرية التي تم توجيهه اليها في صباه ، و باستثناء البعض من ذوي العقليات المتفتحة و المتنورة ممن يمتلكون المقوّمات النفسية و الفكرية التي تؤهلهم للبحث عن الانسب و الافضل لمجتمعاتهم ، نكاد نري بأن السواد الاعظم من الناس حتي و ان وصلت درجاتهم العلمية الي السماء ، فإنهم يستخدمون هذه الدرجات و العلوم في سبيل اثبات و دعم ما نشأوا عليه في صباهم  بقصد او بدون قصد من عقائد و توجهات فكرية بدلا من ان يستخدموها من اجل الوصول الي الفكر الأصح أو الانسب ( نقول الانسب ، لانّه حتي الآن لا يوجد تعريف متّفق عليه للصحيح بين الناس ). و انوّه هنا بانني لا اعيب هذا النهج في التفكير او ادّعي بانني اتبع غيره ذلك لانه يعتبر من الصفات الغالبة في الطبيعة البشرية وفق ما توصلت اليه الابحاث الاجتماعية و هو من الصفات التي فطرنا الله و اياكم عليها .

من اهم المؤسسات التي تسعي التيارات السياسية المعارضة او الحكومية السيطرة عليها في الدول الحديثة هي المؤسسات و الوزارات المعنية بالاجيال القادمة و علي راسها وزارة التعليم ، تلك الوزارة التي تضمن استمرارية الفكر السياسي للجهات المشرفة عليها في الاجيال القادمة . ذكرت التيارات الحكومية و المعارضة ، لانه عادة ما يكون التنافس من اجل السيطرة علي وزارة التعليم  في البلدان المتحضرة و الديموقراطية بين تلك الجهات،  و تصبح المنافسة مع مرور الايام شريفة ثم ترتقي  الي ان تصبح رقابية و بهدف واحد الا و هو مصلحة  الوطن و المواطن  ، الا اننا نواجه دجلاً من نوع آخر في جمهورية الشراذم الفرس او ما يسمي بإيران ، فبعد ان وصل ملالي الدجل الي الحكم ( و ابدأ من عصر الملالي لانه لم يكن لدينا مدارس ايام ناعم الخُلُق بشهادة الفرس أنفسهم شاه ايران ) ، تم وضع مناهج تعليمية ، قد لا تكون مبنية علي الدجل شكلياً و خارجياً و انّما تحتوي علي دجل منقطع النظير في الاوساط التعليمية من حيث المضمون .
يقول الرصافي :
و ما كتب التاريخ في كل ما رَوَت
لقرائها الّا حديثٌ مُلَفّقُ
نظرنا لأمر الحاضرين فرابنا
فكيف بأمر الغبرين نُصَدّقُ
يبدو لي بأنّ صديقنا الرصافي قد قضي بضع سنين في مدارس الاحتلال الفارسي ليخرج الينا بهذين البيتين و ذلك لأنني أتصوّر بانه لا يمكن لشخص ان يفهم المعني الحقيقي  للتلفيق و التزوير حتي يدرس بضع سنوات في شعبة ( علوم انساني / الدراسات الأدبية ) في مدارس الاحتلال الفارسي و ان يقرأ كتب التاريخ التي تصوّر لنا الفرس ناكحي اخواتهم و آكلي الجنزو ( و هي نوع مقرف من الحشرات التي تأكلها الكائنات الفارسية ) ، بأنهم أرقي الامم و واضعي اسس اعرق الحضارات علي مدي التاريخ .
و انطلاقاً من هذا الأمر ، كان لزاماً علي وزارة تعليم الدجل في الدولة الفارسية أن تزوّر كُتُب الجغرافيا  باعتبارها امتداد للتاريخ المزوّر الذي درّسونا إياه ، و ما اطلاق تسمية عربستان علي المملكة العربية السعودية الا استكمال لتبديل التسميات التاريخية للمدن التي اغتصبوها بالقوة منا و من الشعوب الغير فارسية ، ناهيكم عن تدريس العلوم الفكرية التي اكل عليها الزمان و شرب ، من قبيل المنطق القديم الذي يصوّرونه لنا بأنه ارقي اسس الفكر فقط لكونه يدعم نظرياتهم و توجهاتهم الفكرية النتنة العفنة .
اما عن كتب الدين في نظام الدجل التعليمي في ايران ، فإنني لن أخوض فيه بتاتاً ، رحم الله فرسان الهيكل و رحم الله سحرهم و دجلهم مقارنة بدجل ملالي الفرس و مناهجهم الدينية التي يعلّمونها لابنائنا في مدارسهم .
اخوتي في الانسانية و الوطن ، ان الحرب التي يشنّها علينا الفرس قائمة علي كل الجبهات العسكرية و الاقتصادية و الثقافية و الدينية ، الا ان اخطر تلك الجبهات هي الجبهة التعليمية التي من شأنها ان تهدم اسس الثقافة و الفكر و الابداع في اوساط الشباب الاحوازي مستقبلاً مما يحتّم أمر هزيمتنا علي جميع الاصعدة و الجبهات ، و لا يخفي علي أي منا بأننا لن نستطيع ان نقف بوجه هذه الحملة الشعواء التي تُشن علي الثقافة و الفكر الاحوازي ما لم نقم بتحصينه جيداً و ببث روح الثقافة العربية و حب المطالعة و اكتساب العلم بأي طريقة تناسب الظروف المعيشية و الشخصية التي نمر بها ، فمن يقدر علي ارسال ابناءه الي المدارس الغير فارسية خارج الوطن فليرسل ، و من لم يستطع فالكتب العربية باتت منتشرة علي الانترنت و بات تنزيل اي كتاب غير خاضع للرقابة الحكومية الفارسية أسهل من تنزيل ملف موسيقي ، و من لم يستطع لعدم توفّر الانترنت فالقنوات التلفزيونية الثقافية التي تبث الافلام الوثائقية باتت موجودة علي جميع الاقمار و تبث البرامج التي تتناول جميع المواضيع ، و من لم يستطع لعدم توفّر التلفاز او جهاز الاستقبال ، فالمجالس العشائرية و الجلسات الثقافية تتوفّر في كل المدن و القري التي تعاني من شح في ما سبق ذكره ، و الهدف مما ذكرت ، ليس حثاً علي القيام بالامور السالفة بحذافيرها انما هي امثلة علي ما يمكننا القيام به من اجل رفع المستوي الثقافي و الفكري للفرد الاحوازي حماية للأجيال القادمة من ابناء الوطن ، و نهايةً اشكر الله الذي كشف  دجل نظام الملالي كما كشف مؤخرة مرشده المقبور اثناء اقتياد جثته الي الحفرة التي رُمي فيها .

احمد زرقاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق