بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الجمعة، 5 أبريل 2013

أسماء ومفاهيم ((الاحواز)) في الوطن العربي وسيرورة الثورة نحو التوحد والتكامل

بسم الله الرحمن الرحيم
موقع عربستان الأحوازي
لقد نشأت الامبراطورية العربية الاسلامية على وجود الامة العربية وصيرورتها كثقافة
وتعاليم ورسالة على أساسٍ ثقافيٍ وحضاري، وفي هذا الاطار اِكتسبت الأمة العربية خصائصها التاريخية والجغرافية، اسماء ومفاهيم نجدها مشتركة في العديد من المناطق وفي مختلف المواقع. فالعراق كان يطلق على بلاد الرافدين، والعراق الآخر يطلق على بلاد الأحوازـ توأم العراق التاريخي كما قال عنه الكاتب العربي السوري الدكتور خالد المسالمة ـ وهذا شأنه فيما يتعلق بأسماء "طيبة والفيحاء والاحواز"، فمثلما تجد أسماء ((الاحواز)) منتشرة في مشرق الوطن العربي وحول البصرة فاننا نجد هذا الاسم يتكرر كمفهوم في الوطن التونسي، ولعل الصورة المرفقة التي اِلتقطناها جرّاء تواجدنا في (مؤتمر منتدى الارض) والمشاركة ايضا في (المنتدى الاجتماعي العاليم الذي شارك فيه أكثر من 80 الف مشارك عربي وأجنبي)، فكانت الصورة الملفتة للنظر ونحن في محطات القطار الرئيسة في العاصمة تونس، تبين اتجاهات السفر من والى العاصمة التونسية وصولا للاحواز، اي المدن المحيطة بها ـ اي بالعاصمة تونس ـ اذن هذا الاسم ((الأحواز))، والمفهوم الجغرافي الدال عليه هو مترسخ في اللغة العربية منذ الأزل ويعبر عن حقيقة جغرافية وتاريخية توصّل اليها العلماء اللغويون والكتاب الادبيون والمؤرخون الى اسم ((الاحواز)) بغية توضيح علاقة الجزء بالكل . وهو ما نستطيع الافتراض معه بأن الكل : هو التونس، والاحواز هو الجزء.
وان الاحواز التي تقع في شرق الوطن العربي، أي أحوازنا المحتلة ايرانياً منذ العام 1925 وحول البصرة هي الاخرى تعبر عن علاقة الجزء بالكل، والكل هنا هو : ((الوطن العربي))، اما الجزء فهي المناطق التي تنبع خصائصها التاريخية وتعبر عن مفاهيمها الجغرافية تلك الاسماء . ولذلك يمكن القول ان ((الاحواز العربي)) ومنذ نشوء الامبراطورية العباسية او قبل ذلك بمدة طويلة كانت ترتبط بالوطن العربي، وانها كانت مرتبطة بالخلافة العباسية كولاية تابعة في تلك الآونة بولاية البصرة المرتبطة بالامبراطورية العربية الاسلامية العباسية، ولعل (معركة ذي قار) التي لعب فيها الاحوازيون العرب وقبائلها وعلى رأسها قبائل بني شيبان ضد الغزو الفارسي، هو ما قد أصّل هذا المفهوم.
 

نعم جاءت التطورات لتعمّق الفرز "القطري" أي الجزء عن الكل القومي في الوطن العربي وذلك لأسباب تتعلق بالسياسة الامبريالية الغربية التي اِستحوذت على المنطقة العربية بشكل عام، ولعب مقص مصالحها طولاً وعرضاً في تشتيت هذه الجغرافية بدلا من جعلها وحدة وطنية واجتماعية تتوجه بكل قوتها ضد الاستعمار الأجنبي الموحد، مثلما كان حاصلا في التجربة الاندونيسية التي واجهت فيها أكثر من 3000 مقاطعة وجزيرة . . . واجهت الاستعمار الهولندي، لذلك اتسمت حركتها بالعمل الوحدوي ولم تعرف للبعد الانفصالي الجغرافي شأنا في تطوراتها التاريخية على العكس مما حدث في الوطن العربي عندما تمّت تجزئة الاقطار العربية وألحقت بانواع شتى من الاحتلالات الاجنبية .
 

اذن ((الاحواز)) كمفهوم وتعبير سياسي مرتبط أشد الارتباط بالوطن العربي، فالوطن العربي له قوة مضافة و((الاحواز)) تتقوى بوطنها العربي رغم الظروف الصعبة والمعاكسة في هذه المرحلة التاريخية من ناحية، ورغم مزاعم البعض حول ايجاد أساطير ومفاهيم حول قزمية الوجود القطري وعدم ارتباطه بالكل القومي، من ناحية أخرى .
 

ان الصورة المرفقة تدعونا للتدقيق بآفاق التطورات انطلاقا من وحدة المشاعر والتصورات الخاصة بأفق التقارب والانتماء والاندماج في الوطن العربي من اجل بلورة مفهومه اللامركزي على جميع الصعد ومن اجل تحرر كل قطر على أسس مستقلة ونيل السيادة الكاملة غير المنقوصة وتحقيق الاستقلال الناجز وانجاز حق تقرير المصير بالنسبة للمناطق المحتلة كمقدمة لابد منها لتجميع كل اجزاء الوطن العربي على أسس مبدئية وعملية وفكرية وسياسية وهذا الطريق هو الذي يفضي للتحرر الفعلي ودون ذلك سنتخبط في ممارساتنا القاصرة .
 

وعليه فان في تونس الخضراء مفهوم ((الأحواز)) تعني المدن والقرى المحيطة بها، وكانت تسمية (الأحواز) في قطرنا العربي المحتل له الدلالة ذاتها منذ آلاف السنين كـ(أحواز البصرة) حينما كانت تاريخيا مرتبطة بوادي الرافدين، لذلك جاءت التسمية : ((الأحواز)) وليست : (ا ل أ ه و ا ز) الفارسية التي عُجمّت بسبب طول فترة الاحتلال الفارسي لها قبل ظهور الاسلام، كما هو حال البلدان العربية المرتبطة ببلاد الشام كالأدرن ولبنان وسوريا وفلسطين، التي كانت تاريخيا تعرف ببلاد الشام، ولكنها القطرية التي فرضها الاستعمار الاجنبي فأصبحت الاردن ولبنان وسوريا وفلسطين.
 
وأخيراً من المهم ذكره بأن التصحيح اللغوي والمفاهيمي كان قد تكرس وتم تثبيته على يد اللغويين والمؤرخين العرب بعد نزول القرآن الكريم الذي أعطى للغة العربية بعدا لغويا ومفاهيميا وعلميا وحضاريا واسعاً .



04 – 04 – 2013
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق