بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الجمعة، 5 أبريل 2013

إيران تتجسس على الخليج... لماذا ؟

 نزار عبداللطيف بنجابي
ما قامت به مجموعة التجسس التي ألقت سلطات الأمن السعودية القبض عليها يعتبر عملاً إجرامياً وجريمةً نكراء لا يقرها الإسلام.
ما قام به رجال الأمن السعودي بالقبض عليهم عمل مهم يشكرون عليه ويؤجرون، لأن العمل الذي قامت به مجموعة من الأفراد من شبكة التجسس «عمل إجرامي» لا يرضى به أي مسلم.
أي إنسان لا يرضى أن يقوم بأي عمل مثل ما اقترفه هؤلاء من تجسس على الأمة، «إن أي مسلم لا يرضى أن يكون عوناً للأعداء على أمته، وإنما يجب أن يكون عوناً للأمة على أعدائها».
أن يتحول المسلم فيكون عدواً للأمة وظهيراً لعدوها وينقل أسرارها ويفشيها، فهذه جريمة نكراء لا يقرها أي دين.

الصاعقة هي أن غالبية الجواسيس - مع الأسف - سعوديون يتخابرون لمصلحة الدولة المتآمرة «إيران»، النيروز يزهر سلاماً على أكراد تركيا الذين يستفيدون من الجيوسياسي العربي للثأر من ظلم التاريخ.
تتزايد الأدلة على الدور الإيراني لإثارة القلاقل في المنطقة العربية عموماً، والخليج خصوصاً،
واستغلال طهران تدهور الأوضاع الأمنية في بعض الدول العربية بعد «الربيع العربي» لبث نفوذها من خلال قدر أكبر من جواسيسها في المنطقة.
لقد كثر خلال الفترة الأخيرة القبض على خلايا للتجسس، كان آخرها القبض على 18 جاسوساً يعملون لمصلحة إيران في المملكة العربية السعودية،
إذ أعلنت أكثر من دولة عربية ضبط خلايا تجسس إيرانية على أراضيها، فقد أعلنت اليمن الكشف عن ست شبكات تجسس خلال العام الماضي،
وقامت بضبط شحنة أسلحة إيرانية في المياه الإقليمية اليمنية على السفينة «جيهان 1»، وحذرت الحكومة اليمنية بأنها لن تسمح لأي طرف باستغلال أراضيها لتكون مكاناً للحروب بالوكالة.
كما أعلنت الإمارات العام الماضي إلقاء القبض على خلية تضم مواطنين من دول عربية عدة تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية. وأعلنت قطر القبض على
أربعة بحرينيين ضمن خلية تنتمي لإيران كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد منشآت حيوية، كما كانت بصمات إيران واضحة في عمليات تفجير في كل من العراق وسورية.
جواسيس ملالي طهران
زياد محمد الغامدي

لا يمكن تفادي الخيانة، ولن نستطيع تجنب غدر البعض وإن اجتهدنا في ذلك، فنفوس البشر ليست سواسية، وتاريخ البشر مليء بحوادث الغدر
والخيانة التي تروى. كما ويثبت التاريخ أن ضمائر البعض عرضة للبيع والشراء، وبثمن بخس، كرخص قدر البائع لنفسه وعرضه ووطنه. قاتل الله
أيادي الشر التي تأتمر بأوامر العدو الأزلي المتربص، الذي لو استطاع لأشعل بلادنا بمن فيها، لكنه ومهما مكر وتآمر سينهزم كما انهزم دائما وعبر
مئات السنين الماضية، ومعه ستنهزم عناصره المتواجدة في المنطقة والعالم، والذين يعلمون في قرارة أنفسهم أنهم لن يستطيعوا الإضرار
ببلادنا قيد أنمله، لكنها صغارة النفس ودناءة الضمير المسيطرة على هذه العناصر الوضيعة. ملالي طهران تنصلوا من عبيدهم بعد أن دفعوا الأموال
وقدموا الوعود وصكوك الغفران والرحمة والوعود بالجنة، هم هكذا المجرمون دائما، ما أن يفتضح أمرهم يتنصلون من بعضهم بعضا،
هكذا وكأن شيئا لم يكن، بئس البائع والمشتري، وبئس بضاعة الخيانة والغدر واللؤم.
ومما يثير الدهشة فعلا تسارع البعض وعبر خطب الجمعة في الدفاع عن هؤلاء الجواسيس، علاوة على البيانات التي صدرت والتي استنكرت اتهام
عناصر التجسس المعروفين بالتجسس والتخابر. والحقيقة أن هناك احتمالين، أحلاهما مر، لإصدار مثل هذه التصريحات والبيانات المثيرة
للاشمئزاز. الاحتمال الأول جهل من صدرت منه هذه التصريحات والبيانات بحقيقة أمر هذه الشبكة وبطبيعة النشاط الإيراني الملتوي في تحقيق
الأجندة التوسعية والإرهابية في دول الخليج العربي والمنطقة والعالم. والاحتمال الثاني، أن يكون مطلق هذه الخطب والتصريحات يحاول إبعاد
شبه معينة عن نفسه الله أعلم بها. وفي كلتا الحالتين فإن المتأثر الأول هو المتلقي لهذه الخطب والبيانات والمغلوب على أمره والمسيطر على تفكيره
ومشاعره وعواطفه. منذ اندلاع الثورة الخمينية والأجندة معروفة ومعلنة ومشاهدة، محاولة اغتيال أمير الكويت الراحل، انتهاك حرمة الأماكن
المقدسة وفي ذروة الحج، دعم الجماعات الإرهابية وإيوائها وتدريبها ومن ثم إطلاقها كالكلاب المسعورة، قرصنة بحرية بائسة، وما زالت أحداث
مسلسل الإرهاب قائمة وبأشكال مختلفة، ومثالها ما يحدث في العراق وسورية ولبنان واليمن والقرن الإفريقي وأمريكا اللاتينية، وما خفي أعظم.
والملاحظ أن عناصر إيران في العالم بأحجام مختلفة، بعضهم بأصول تقدر بالمليارات كمصرف ستاندرد تشارترد، وديفيد كوين تاجر البواخر ومهرب
النفط الإيراني الذي افتضح أمره أخيرا، وبعضهم مسلح بأحدث التقنيات القاتلة كجماعة الحوثي الإرهابية في اليمن وعصابة حزب الله التي يتزعمها
حسن نصر الله في لبنان، وللأسف هناك بوادر لعصابات بدأت تتكون في مصر، ولعل ما سيسهل على إيران ذلك وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى
سدة الحكم والتي طالما تغزلت بالثورة الخمينية والتي لا تألو جهدا في التقرب لهؤلاء الملالي في كل مناسبة تتاح لهم.
خطر إيران على الخليج العربي والمنطقة، بل وعلى الحضارة الإنسانية حقيقة يجب التعامل معها بحزم؛ فدول الخليج العربي مستهدفة استهدافا
مباشرا من ملالي طهران وجواسيسهم، وتخيلات هؤلاء الملالي بالسيطرة على المنطقة تدفعهم لتجنيد الجواسيس لنقل المعلومات، كما وتدفعهم
إلى إطلاق العناصر الإرهابية لإحداث الفوضى والتخريب، بل حتى الهجمات الإلكترونية على الشركات والمصارف في العالم مصدرها طهران، كما صرح
بذلك مسؤول أمني أمريكي قبل أشهر عدة. نحن هنا لا نتكلم عن دولة يمكن التفاوض معها، بل نتكلم عن طغمة استولت على دولة وسخرت
إمكاناتها النفطية وأموالها وعوائدها لتحقيق أجندة خفية وغامضة، ولا يمكن فهمها أبدا، إنه الجنون بذاته. وهذا الجنون سيزيد وسيصل إلى ذروته متى
ما شغل الملالي مفاعلهم النووي لإنتاج أسلحة نووية ليهددوا به العالم والإنسانية جمعاء. لا بد أن يجتمع عقلاء العالم لحسم جنون وبغاء هؤلاء
الملالي الإيرانيين، فعقارب الساعة تمضي، والوقت ليس من صالح الحضارة الإنسانية المتقدمة، فتوقعات الرئيس الأمريكي نفسه تشير إلى أن إيران قد تشغل مفاعلها النووي في غضون سنة.
أسرة واحدة... وطن واحد!
فوزي صادق
لم يكن اعتناق أهل المنطقة الشرقية خوفاً أو وجلاً عندما وصلتهم رسالة من النبي «صلى الله عليه وآله وصحبه الكرام» إلى أميرهم حينذاك المنذر
بن ساوى، أمير بلاد البحرين، وهو مسمى سابق للمنطقة الشرقية وجزيرة أوال، إذ كان المنذر يقطن بأطراف إحدى القرى من الأحساء، ويحكم ما دون
القرين «الكويت» شمالاً، حتى حدود البريمي «الإمارات» جنوباً، إلى الشاطئ، حتى جزيرة أوال «البحرين»،
وكان مسمى البلاد أيام فجر الإسلام بالبحرين، كما عرفها المؤرخون وذكرها البخاري، ومن ثم عرفت بالأحساء.
وقد ذكر إن بها أول مسجد أقيمت به ثاني جمعة بالإسلام، وهو مسجد «جواثا» بالأحساء، وكذلك ذكر المؤرخون بعظمة خراج البحرين المرسل إلي
بيت مال المسلمين، إذ كان يعادل خراج نصف بيت المال. لقد دخلوا الإسلام بورقة تملؤها بضع كلمات، لكن هذا إذا دل فإنما يدل على ثقافتهم
وعقليتهم وطيبة قلوبهم، ورجاحة وبعد تفكيرهم، ولم يتعنتوا ويصروا على البقاء فوق آثار عبادة أجدادهم، وقد عاش أهل المنطقة 14 قرناً، بحب
وسلام، مع اختلاف مذاهبهم ونحلهم وأفكارهم. ففي الأحساء يوجد الشيعة الإمامية، والسنة الشافعية، والمالكية، والحنبلية، وغيرهم، وهم إخوة
متحابون، ومتفاهمون، ومتصالحون، ومتجاورون بالسكن والعمل، فترى جدران بيوتهم متلاصقة، كتلاصق قلوبهم، وسعف نخيلهم متعانقة تتمايل
مع رياح المحبة والوئام التي تهب من مدنهم وقراهم. وهذا ما هو عليه الحال بزماننا هذا، ولله الحمد والمنة، وفي عهد القيادة الحكيمة بالمملكة
العربية السعودية، تجد أهل المنطقة لم يبرحوا إيمانهم وحبهم لأخوتهم ووطنهم بالمصالحة والمفاهمة، والعيش بذكاء اجتماعي مع اختلاف
المذهب، وهذا لا خلاف ولا غبار عليه، وهو الإسلام الحقيقي وجوهر الإنسانية الحقة، إذ لا عيب في أن أختلف معك مادمنا نحترم ونحب بعضنا
البعض، ولا يقصي أحدنا الآخر، وهذا السلوك لم نأخذه من بعيد، بل ما ورثناه وتعلمناه من سيد الخلق ومعلم البشرية، النبي العظيم محمد بن
عبدالله «صلى الله عليه وآله وصحبه الكرام»، إذ لم يكن خلاف لديه بأن يجاور يهودياً أو نصرانياً، ويعوده في مرضه، ويسأل عنه في حله وسفره،
فما بالك بمن يشاركك الدين والوطن والرزق والقبلة والهواء، ويلازم كتفك بالصفا والمروة، ويتدافع معك بالطواف ويدرس ويعمل معك!
الحمد لله على وجود تلك الأرواح الجميلة والطيبة، فكل أهل المنطقة إخوة بالعرق والنفس، فلم يولد أحد من كمأة، فكلهم أبناء «الضاد»، وكلهم أكلوا
الأقط والتمر، وكلهم شربوا من عيون واحدة، وتجاوروا بالسكنى والقبور.
إن حدثت هنا أو هناك بعض الإشكالات والمواجهات الفردية، والشخصية،
فهي كوقوع حصحصة فوق جبل كبير أشم، وهو جبل الحب والتفاهم والإخوة والمصالحة، من أجل دين واحد ووطن واحد، فهنيئاً لهذه الأرض
الطيبة أنتم، وهنيئاً لكم هذا الوطن الجميل، ولعن الله كل من يريد بنا سوءاً، ولنكن جداراً منيعاً أمام كل الظروف المعاكسة، وليحمي الله وطني بأهله
الطيبين. حتى باليت الواحد يوجد اختلاف، وحتى أنا أختلف مع نفسي، وحتى أنت تختلف مع زوجتك، وهذا أمر طبيعي، والكل يعبد الله نحو قبلة
واحدة بتكبيرة واحدة، مع وجود الاختلاف الجميل المحتوي لا المنفر، فأنا أجمع بصلاتي، وأنت تفصل، وكلنا نعبد الله الواحد القهار.
في بيتنا عبدالله ومحمد، وكذلك في بيتك، فيا له من اختلاف جميل... ولنعتبر أنفسنا ومصيرنا كقلم الرصاص، تبرينا عثراتنا وظروفنا،
لنكتب مستقبلاً بخط أجمل وتفكير أفضل... فلنبتسم لأرواحنا وللوطن، ولنؤمن مستقبل أولادنا.
المؤشر الاعلامى : فؤاد المشيخص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق