بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الاثنين، 15 أبريل 2013

الانتفاضة النيسانية في الأحواز و التحدي المستمر بقلم: حسن راضي

الانتفاضة النيسانية في الأحواز و التحدي المستمر   بقلم: حسن راضي أنتفض الشعب العربي الأحوازي في الخامس عشر من نيسان لعام 2005 و كانت هذه الانتفاضة استمرارا للانتفاضات و الثورات الأحوازية منذ عام 1925 ضد الإحتلال الفارسي و سياساته الاستيطانية التي تستهدف الأرض و الإنسان الأحوازيين بغية تغير التاريخ و الحاضر  و مستقبل الشعب العربي الأحوازي. بعد ما فشلت الدولة الفارسية و لفترة ثمانية
عقود في كثير من مشاريعها الإحتلالية مثل سياسة التفريس و إرهاب شعبنا و تخويفه و قتل الروح العربية, عمدت دولة الاحتلال الفارسي في توسيع وتعجيل ماكينتها في القتل و الاستيطان و سياسة التفريس ضد الشعب العربي الأحوازي, فواجهت مقاومة شعبية واسعة انطلقت شرارتها في يوم الخامس عشر من نيسان لعام 2005.
رغم الانتفاضات و الثورات المتعددة لشعب العربي الأحوازي لكن الظروف الدولية و الإقليمية المعاكسة إضافة على خصوصيات تلك الانتفاضات و عدم شموليتها  و استمراريتها أدت إلى عدم وصول تلك الثورات إلى أهدافها الإستراتيجية أي تحرير الأحواز. تميزت الانتفاضة النيسانية عن نظيراتها السابقة في نقاط كبيرة ومهمة و كان لها و مازال التأثير الواضح على الأطراف المختلفة في تحديد معالم الصراع و رسمت للمقاومة الأحوازية أبعادها الإستراتيجية في مواجهة العدو.

اليوم, تمر الإنتفاضة النيسانية بذكراها الرابع و حصاد ميزاتها يتوسع و يكبر مع عمرها و هذا دليل على عظمتها و حيويتها و هي كالآتي:
1- شموليتها: اقتصرت  جميع الثورات و الانتفاضات الأحوازية السابقة على مدينة معينة و أطرافها مثل ثورة الحويزة و .... أو اقتصرت على قبيلة معينة مثل ثورة بني طرف آو ثورة بني كعب و .... لكن هذه الانتفاضة  النيسانية ارتقت من مستوى المحدودية في الفكر السطحي و المكان الضيق إلى مستوى الشعب و الوطن بأكمله و تميزت في هذا المجال على النحو التالي.
 أولا- أطياف المجتمع,عمت الإنتفاضة النيسانية كل أطياف المجتمع الأحوازي حيث انتفض الفلاح و العمال و الطلاب و المدرسين و رجال الدين و.... و دخل السجن و استشهد الفلاح و الطالب و المدرس و رجال الدين على حد سواء.
ثانيا: المرأة, أبعدت المرأة الأحوازية عن الساحة النضالية الأحوازية في الفترات السابقة وكانت مشاركتها ضئيلة لأسباب عدة و منها محالات الاحتلال لعزل نصف المجتمع عن دوره الريادي الفعال في المجتمع و منها عملية التحرير, ناهيك عن بعض العادات و التقاليد التي تنظر للمرأة نظرة دونية و يكفي الإشارة إلى اليزلة ( الهوسة) التي كانت رائجة حتى لفترة  قريبة التي تقول " الما يطلع يلبس شيلة". و تعني هذه اليزلة بان  الشيلة و من  يلبسها عار و عيب- و هذا الأمر إساءة كبيرة للمرأة و للباس المرأة الذي هو من موروث التراثي لشعبنا الأحوازي. انتفضت المرأة الأحوازية إلى جانب الرجل بشكل واسع في الإنتفاضة النيسانية و قدمت التضحيات الجسام و دخلت الزنزانات و السجون و سقطت شهيدة إلى جانب الرجل للدفاع عن كرامتها و وطنها.
 ثالثا: العمر, انتفض الطفل إلى جانب الشيخ ( الكبير بالعمر) و كانت مشاركة الطفل الأحوازي ملفت للنظر بشكل كبير و تحديه للآلة العسكرية و القمعية الفارسية بوعيه الكبير و شجاعته الذي أثار إعجاب كثير من الأطراف و استغرابهم حيث كانت تضحيات الطفل كبيرة و دخل الزنزانات و مورست عليه أبشع أنواع التعذيب لزرع الخوف في قلبه و سقطوا شهداء في العمر السادس عشر و السابع عشر برصاص دولة الاحتلال الفارسي.
رابعا: الجغرافيا, امتدت رقعة الانتفاضة النيسانية كل جغرافية الأحواز و شاركت القرية و المدينة على حد سواء. و ساهم أبناء الشعب العربي الأحوازي في خارج الوطن في الانتفاضة و إيصالها إلى الإعلام العربي و الغربي و إلى المؤسسات الدولية كافة. و قد نظمت العشرات المظاهرات في معظم الدول الأوروبية مقابل سفارات إيران و مقابل المؤسسات الإنسانية.
2- استمراريتها:  انطلقت الانتفاضة النيسانية في يوم الخامس عشر من نيسان  لعام 2005 و توقع العدو و ربما كثير من الأحوازيين إن الانتفاضة هي صرخة عابرة و مظاهرة غضب ليوم أو ليومين أو لثلاثة أيام و يطفئ لهيب نارها, لكن تفاجئ الجميع بان خروج الشعب الأحوازي إلى الشارع  ليس للتعبير عن غضبهم فحسب بل أنها انتفاضة ضد الاحتلال و تواجده و ضد مشاريعه و استهدافه لكل ما هو عربي في الأحواز. استمرت الانتفاضة و استخدمت دولة الاحتلال  الفارسي أبشع الطرق لإخمادها و قتلت العشرات و اعتقلت الآلاف, لكن استطاع الشعب العربي رغم التضحيات الجسام استطاع أن يطور من أسالبيه النضالية و يستمر بالانتفاضة و رد الشعب الأحوازي على جرائم دولة الاحتلال الصاع صاعين. اليوم و نحن نمر بذكراها الرابع مازلت الانتفاضة و تداعياتها  مستمرة و أصبحت محركا أساسيا للمناضلين الأحوازيين.
3- تأثيرها: أثرها كان و مازال كبيرا على إطراف مختلفة, رفعت معنويات شعبنا وكسرت كثير من الحواجز حيث أصبح الطفل الأحوازي يمتلك كمية كبيرة من الوعي الوطني الملموس ناهيك عن الشباب و المثقفين و النخب من أبناء شعبنا. حركت الانتفاضة المياه الراكدة وحركت جموع واسعة من أبناء شعبنا العربي الأحوازي الذين كانوا لأسباب مختلفة بعيدين عن ساحة النضال. كما حركت بعض الإعلام العربي و الغربي و المؤسسات الدولية و  قد صدرت العشرات من التقارير و البيانات المنددة بالإجرام الإيرانية بحق الشعب العربي الأحوازي. كما حركت الانتفاضة الشارع العربي للتضامن من القضية الأحوازية ولو بشكل قليل لكن بدء يأخذ بالتزايد و التوسع بطرق مختلفة.
4- عمقت الفجوة و الخلاف بين الأحوازيين من جهة وبين إيران و بكل ما يرتبط به من جهة أخرى, كل محتل و قبل أن يقوم بجريمته الإحتلالية يضع أمامه إستراتيجيتين مهمتين الأولى السيطرة العسكرية و الأخرى تكريس السيطرة أو تكريس الاحتلال و إخضاع المغلوب على أمره بقبوله لأمر الواقع. الإحتلال الإيراني نجح في احتلال الأحواز إي السيطرة العسكرية و منذ عام 1925 حتى يومنا هذا يحاول يكرس الإحتلال كأمر واقع على الشعب العربي الأحوازي لكن كل المؤشرات أثبتت  فشل الاحتلال الإيراني في الأمر الثاني أي تكريس الاحتلال.  حيث كل ما حاول النظام الإيراني إزالة الفجوة و الاختلافات بينه و بين الشعب الأحوازي و جعله إيرانيا في الهوى و الانتماء كلما واجه صعوبات و تحديات كبيرة.  جاءت الانتفاضة النيسانية لتقول كلمة الفصل في هذا الشأن حيث عمقت الفجوة و الخلافات بين الشعب العربي الأحوازي كوطن وتاريخ و قضية من جهة و بين إيران كدولة و وطن و ثقافة من جهة أخرى. و أصبح الأحوازي بعد الإنتفاضة, خاصة, ينظر لإيران دولة إحتلال ليس أكثر.
5- كرست روح الوطنية و القومية الأحوازية, لم تمر أي فترة من الفترات الماضية في الأحواز مثل ما تمر به اليوم من وجود روح وطنية و قومية عند الأحوازيين التي تجلت برفع مطالب و هتافات جماهيرية قومية بتحرير الأحواز و التأكد على الهوية العربية و التمسك بالأحواز كوطن عربي يجب تحريره و التضحية من اجله بالغالي و النفيس. كان للإنتفاضة النيسانية بكل أحداثها الكبيرة و الصغيرة و بكل حيثياتها كان لها الدور الرئيس في تعزيز و تعميق الروح الوطنية و القومية في صدور الأحوازيين . كما أن الانتفاضة هي نتاج طبيعي و تبلور حقيقي لهذه الروح و تفجرها بحركات و مظاهرات شعبية احتجاجية على الاحتلال و جرائمه من جانب و الحفاظ على الروح الوطنية و القومية بعد تكاملها في فترة الانتفاضة النيسانية و قبلها و بعدها من جانب أخر. أصبح الأحوازي يحترم و يقدر الأحوازي الآخر على قدر ما يقدمه للوطن و على قدر المسئولية و التضحيات و ليس على أساس مكانته في العائلة أو القبيلة كما كان سائدا في الماضي. و كما أصبح الانتماء للوطن فوق كل الانتماءات الأخرى.
6- كشفت إيران و زيفها بالديمقراطية و الإسلام و ادعاءاتها بالدفاع عن الشعوب المضطهدة, كانت إيران تتباهى بادعاءاتها بأنها دولة أسلامية و تدافع عن الشعوب و القضايا الإسلامية و المضطهدة. بعد ما تفجرت الانتفاضة و شمر الأحوازي عن سواعده ليواجه الاحتلال الإيراني على أراضيه, كشرت الدولة الإيرانية عن أنيابها و غرست مخالبها في الجسد العربي الأحوازي المسلم و مارست عليه أبشع أنواع التعذيب و واجهته بالرصاص و الحديد بدل أن تستجيب لمطالبه الإنسانية العادلة. و بهذا أثبتت لجميع المراقبين بأنها دولة إحتلالية لا تختلف عن نظيراتها إلا في الشعارات الفارغة.
7- تنوعها و كيفيتها, إذا الثورات الأحوازية السابقة اقتصرت على العمل العسكري بكل أشكاله كانت مواجهة حقيقية مع الإحتلال الإيراني أو تنفيذ عمليات تستهدف المؤسسات القمعية الإحتلالية في الأحواز أو اقتصرت على أعمال تثقيفية سياسيا محدودة, لكن إنتفاضة الخامس عشر من نيسان بدئت بمظاهرات احتجاجية و وصلت إلى الأعمال العسكرية الموجعة بكل أشكالها التي تستهدف العدو ألاحتلالي  مرورا بالعمل التثقيفي الجماهيري  و الإعلامي و الإنساني و إقامة المظاهرات المستمرة داخل الوطن و خارجه و التضامن مع عوائل الشهداء و الأسرى و تقديرهم للتضحيات الجسام التي قدموها للوطن.
8- دورها في تعريف القضية الأحوازية, في ظل التعتيم الإعلامي الإيراني الرهيب على الوضع الإيراني و ما يدور من حقائق في الخريطة السياسية الإيرانية و سكوت الدول العربية عن قضية لا تقل أهمية و قدسية بكل المقاييس عن قضية فلسطين أو عن أي قضية عربية أخرى, ظلت القضية الأحوازية تراوح مكانها في تعريها كقضية عربية عادلة رغم الجهود المبذولة لذلك الغرض و كانت للاحوازي صعوبة  بالعمل قبل تعريف القضية. و تعريفها كان أصعب من العمل من اجلها. كان يناشد الشعب العربي و يعمل على كسر ذلك التعتيم بهدف تعريفها عربيا و دوليا خاصة ما قامت به التنظيمات الأحوازية و الوطنيين الأحوازيين في المهجر لذلك الهدف و رغم كل تلك المحاولات الكبيرة و المستمرة لكن حجم التعتيم و حجم القضية و قلة الإمكانيات حالت دون الوصول إلى الهدف المنشود. بعد تفجر الانتفاضة النيسانية المجيدة بكل أحداثها التي هزت طهران كما هزت ضمائر كثير من الشرفاء. بدء العالم يتعرف على القضية الأحوازية بكل تفاصيلها و حجمها و قد نشرت العديد من التقارير و الأخبار عن الانتفاضة و خلفياتها و أسبابها إضافة على المقابلات والتقارير في عدد من الفضائيات العربية و غير العربية التي تناولت أحداث الانتفاضة التي لعبت الدور الرئيس في خروج القضية الأحوازية من عنق زجاجة التعتيم الإعلامي.
9- كسرت أوهام الخوف و قيود اليأس, كانت و مازلت تحاول سلطات الاحتلال الفارسي أن تزرع الخوف و الرعب في قلوب الأحوازيين عبر القتل و التعذيب البشع و الإعدامات الجماعية العلنية في الشوارع من اجل السيطرة على الشعب الأحوازي. كما حاولت سلطات الاحتلال الإيراني أن تزرع اليأس إلى جانب الخوف و الرعب في قلوب و صدور الأحوازيين حتى يصيبه اليأس و بالتالي يخضع لأمر الواقع. لكن الانتفاضة النيسانية و المقاومة الأحوازية كسرتا كل تلك المحاولات على جبل من الصمود و الشجاعة و البطولة المتسمة بالأمل و التفاؤل بالنصر و دحر الاحتلال. فانتفض الطفل و صدره مليء بالأمل و الشجاعة قبل الشاب و الشيخ و خرجوا كل أطياف المجتمع الأحوازي متحدين الآلة العسكرية و القمعية الفارسية منادين بخروج الاحتلال و محاسبتهم قانونيا على ما اقترفت أيدهم من جرائم طيلة الثمانية العقود الماضية. كسر حاجز الخوف و اليأس جعل الشعب العربي الأحوازي يواجه الآلة العسكرية للاحتلال الفارسي بشكل يومي و يسجل أروع البطولات و بشكل مستمر و بدون انقطاع. كما جعل كثير من الشباب الأحوازي يقوم بزيارة الأسرى و هم في سجون الاحتلال بدون مبالاة و خوف و يستقبل الأسرى المحررين كأبطال وسط احتفالات شعبية و يزف الشهداء إلى قبورهم زفاف العرسان بالأناشيد و اليزلات الوطنية و تقديم التبريكات لذويهم  بدل البكاء و التعازي.
10-توثيقها:  سجل الشعب العربي الأحوازي و منذ عام 1925 عدة انتفاضات و ثورات و لم نحصل على تراث و أدب تلك الثورات أو تفاصيلها إلا القليل, كما لم نتعرف على شهداء تلك الثورات إلا على القليل من قياداتها, لكن انتفاضة نيسان تميزت بتوثيقها بشكل كامل حيث معظم الأحداث توثقت بالأفلام و الصور  و الوثائق الدامغة. حيث توثقت المظاهرات و العمليات العسكرية في الميادين المختلفة من داخل السجن و الزنزانات و المحاكم و من عمق الأحداث. و كتبت عنها ألاف المقالات و التقارير و البيانات و نشرت التقارير و المقالات في الجرائد العربية و الأجنبية و باللغات مختلفة.
11-دورها في توحيد الشارع في الخطاب و المطالب,  قبل و بعد انتصار ثورة الشعوب في إيران كان البعض من أبناء شعبنا العربي في الأحواز يؤمن بان هناك بصيص من الأمل أن يكسب حقوق الشعب الأحوازي أو بعض منها من خلال الانخراط في النظام الإيراني و مؤسساته الحاكمة و تكرر هذا الاعتقاد عند البعض في فترة حكم محمد خاتمي, لكن كل التجربتين أثبتتا بان ليس هناك أي مجال لكسب ولو جزء من حقوقنا من خلال الانخراط  في العمل السياسي الإيراني و الخوض في المعارك الداخلية لصالح هذه الجهة أو تلك, ظنا بان هذا التيار أو ذاك سينصفنا بحقوقنا و مطالبنا العادلة. في خضم تلك الظروف و إصرار البعض على ذلك الاعتقاد جاءت الانتفاضة و أحداثها لتقول كلمة الفصل في الخطاب و المطالب, فخرج الشارع متوحدا تحت شعار " الأحواز النة ( لنا) و ما نعطيها" أي الأحواز للأحوازيين فقط لا غير.  فكلما تمضي أيام و شهور و سنين على انطلاقة الانتفاضة فكلما يتجه الشعب العربي الأحوازي و قواه الوطنية إلى توحيد الصف و الكلمة.
12- دورها في رفع الوعي والإيمان في الشارع الأحوازي, إن الوعي و الإيمان من يصنع الأحداث و العكس صحيح أيضا, حيث الأحداث و الهزات السياسية تساهم بشكل كبير في زيادة الوعي و تبلوره على الساحة, فالحادثة و الحركة تخلق أجواء من العمل و التحرك كما تدفع بالأطراف المختلفة و صاحبة الشأن أن تستفسر و تطرح أسئلة و تبحث عن أجوبة و قناعات لذلك الأمر مما يؤدي إلى خلق وعي و دراية في ما يدور  و بالتالي المساهمة في تطوير العمل و حيثياته. و الأحداث من نتاج و صنع الوعي و الإصرار على التغير نحو الأحسن. العمل و الحركة يخلقان الإيمان بعد ما يصبح الإنسان طرفا في الأحداث و التطورات و يكون معنيا بهمها. و من هنا الانتفاضة النيسانية  لعبت دورا كبيرا في رفع الوعي الوطني الأحوازي و كما ساهمت بشكل كبير في رفع و زيادة الإيمان بعد ما انكشف المستور و تجلت الحقائق.
13-كشفت الإنتفاضة المناضل الحقيقي من المتلبس بالنضال و كشفت المدعيين بالدفاع عن القضايا الإنسانية و الأصدقاء و الأعداء الحقيقيين و المتآمرين, من المعروف إن الأحداث و الزمن كفيلان بكشف كثير من الخفايا و المستور. في كل قضية و لكل شعب يوجد المناضل الحقيقي و المتستر خلف هذا الاسم و المدعيين كثر في كل مكان و زمان. جاءت الانتفاضة النيسانية المباركة لتكشف الكثيرين و نواياهم الحقيقية و كشفت الصديق و العدو الحقيقي للقضية الأحوازية.
 اعتقال الأمن السوري عدد من المناضلين الأحوازيين و في فترات متعاقبة بعد الانتفاضة و تسليمهم إلى الاحتلال الإيراني, إصدار بيان من بعض المعارضة الفارسية في المنفى بوضع خلافاتهم مع النظام جانبا و التصدي للاحوازيين جنبا إلى جنب النظام الإيراني, سكوت المنظمات الإنسانية الفارسية المدعية بحقوق الإنسان بغض النظر عن هويته و انتماءه, كلها نماذج واضحة لكشف الأصدقاء و الأعداء الحقيقيين لقضيتنا الأحوازية التي انكشف الغطاء عنها في أحداث الانتفاضة و بعدها.
      14- زودت رصيد المقاومة النضالي, كل شعب يتميز برصيد معين في المجال الثقافي أو النضالي أو الحضاري و .... و كل ما تراكمت تجاربه كلما زاد رصيده في الحياة. و الشعب العربي في الأحواز لديه من التاريخ الحضاري و النضالي العريق, و الثورات المتعددة. و زودت الانتفاضة بدون أدنى شك رصيد مقاومتنا النضالي و أكسبتها تجربة و تكتيكات ثمينة لمواجه الإحتلال.
15- تزامنها مع ذكرى الاحتلال,  من أهم ميزات الانتفاضة النيسانية تزامنها مع ذكرى الثمانون لإحتلال الأحواز من قبل إيران, يتذكر الشعب العربي الأحوازي كل عام في شهر نيسان النكبة  في احتلال وطنه و إسقاط السيادة الأحوازية و إزالة معالم الدولة التي كانت من أقوى دول المنطقة استقرارا و حضورا في الأحداث المؤثرة و كانت هذه المناسبة ذكرى حزينة و أليمة. لكن منذ أربعة سنوات يحتفل الشعب العربي في يوم الخامس عشر من الشهر نفسه بمناسبة الانتفاضة و أصبحت هذه الذكرى عنوان لعيد وطني. و أعاد الشعب العربي هيبته بعد ما اثبت وجوده على ارض الواقع.
16- كشفت نقاط قوة و ضعف المقاومة الأحوازية في إدارة الصراع, كما كشفت نقاط ضعف دولة الاحتلال الإيراني في الأحواز. تبقى نقاط ضعف و قوة المقاومة الأحوازية من أسرار النضال و لا يجوز الحديث عنها بكشف نقاط قوتنا و ضعفنا لان لدينا عدو متربص بنا و بكل معلومة صغيرة أو كبير تخرج حول نضال شعبنا العربي الأحوازي. كما كشفت الانتفاضة النيسانية كثير من نقاط ضعف دولة الإحتلال الإيراني و بذكرها يستفيد النظام الإيراني بمحاولة إزالتها و هي بالتأكد تعتبر نقاط قوة المقاومة الأحوازية و من خلالها نستطيع تغير التوازن في القوى و معادلة الصراع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق