المؤتمر المذكور ضم اتراكا سمح لهم الاطار الجديد للقومية العربية والمتغير دائما أن يدلوا أيضا بدلوهم في سوق البيان العربية، ويسهموا بقسمهم، وهؤلاء لم ينهجوا نهج علامة الترك الشيخ محمد زاهد الكوثري رحمه الله على مثل هذه الروح العنصرية في كتابه « الترحيب بنقد التأنيب»، وما نقله من أن «عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ دخل الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، فَرَأَى حِلَقَ الْعِلْمِ وَالذِّكْرَ، فَأَعْجَبَ بِهَا، فَأَشَارَ إِلَى حَلْقَةٍ، فَقَالَ: لِمَنْ هَذِهِ الْحَلْقَةِ؟ فَقِيلَ لِعَطَاءٍ وَنَظَرَ إِلَى أُخْرَى، فَقَالَ: لِمَنْ هَذِهِ؟ فَقِيلَ: لِمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ وَنَظَرَ إِلَى أُخْرَى، فَقَالَ: لِمَنْ هَذِهِ؟ فَقِيلَ: لِمَكْحُولٍ، وَنَظَرَ إِلَى أُخْرَى، فَقَالَ: لِمَنْ هَذِهِ؟ فَقِيلَ: لِمُجَاهِدٍ وَكُلُّ هَؤُلاءِ مِنْ أَبْنَاءِ الْفُرْسِ الَّذِينَ بِالْيَمَنِ، فَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَبَعَثَ إِلَى أَحْيَاءِ قُرَيْشٍ فَجَمَعَهُمْ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، كُنَّا فِيمَا قَدْ عَلِمْتُمْ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِهَذَا الدِّينِ، فَحَقَّرْتُمُوهُ حَتَّى غَلَبَكُمْ أَبْنَاءُ الْفُرْسِ، فَلَمْ يَرُدَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، فَإِنَّهُ قَالَ: ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ، ثُمَّ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: «مَا رَأَيْتُ كَهَذَا الْحَيِّ مِنَ الْفُرْسِ، مُلِكُوا مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ، فَلَمْ يَحْتَاجُوا إِلَيْنَا، وَمَلَكْنَاهَا فَمَا اسْتَغْنَيْنَا عَنْهُمْ سَاعَةً».
ان خيوط «شيطنة ايران» في المنطقة اكتملت نسيجا لا يكاد يتآلف على شيء الا على هذه القضية، وذلك بعد دخول بعض المتمنعين ممن اصطلى قبلا و-ربما ما يزال- بنار الاقصاء، وتهم «الشيطنة» الى فرقة العازفين.
إلا أن هذه الحالة على هياجها وصخبها، وما تنذر به من مخاطر جسيمة، اصبحت اكثر هشاشة في المنطق، وضعفا في الاقناع، وجبنا من المخالفة والحوار، مع كثرة المجازفة في الاتهام والمغالاة في الوصف، التي غالبا ما تكون دون حدود أو قيود، وتجاوز حدود العقل والمنطق الى لغة المبالغة والصياح التي كان يفترض فيها أن تكون بضاعة ما قبل «الربيع العربي»، لكن الحال هو الحال، والدب يقفز داخل القفص ذاته، ولم يئن أوان التغيير الحقيقي، الذي يكون أول ما يكون في الفكر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق