بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الثلاثاء، 2 أبريل 2013

إيـران : الوجه الآخـر بقلم: عبدالله عبدالمحسن السلطان

ليس خافيا أن إيران الفارسية تعمل على أساس أنها في حرب مع العرب والإسلام ولو ادعت العكس، وأساس ذلك هدفان استراتيجيان. الأول سياسي ــ قومي ودافعه الأخذ بالثأر من العرب بالقضاء عليهم، نظرا لتقويضهم إمبراطورية فارس. الثاني تخريب الإسلام الذي دفع بالعرب لمحاربة الفرس وهزيمتهم. والهدفان ليسا عبارة عن فرضية تحتاج إلى إثبات، وإنما حقيقة تستخلص من أقوال الفرس ومن كتاباتهم وأفعالهم، منذ معركة القادسية التي انتصر فيها العرب عليهم إلى يومنا هذا. ويذكر أنه بعد سقوط بلاد فارس هرب كهنة المجوس إلى الهند طالبين الحماية، فنصحهم الهندوس بالعودة إلى بلادهم والدخول في الإسلام والعمل على تخريبه من داخله، وهكذا يعمل الفرس المجوس منذئذ إلى يومنا هذا. ولتحقيق الهدفين فإيران تتبنى سياسة تشييع أكبر عدد ممكن من العرب وغيرهم، مقدمة في سبيل ذلك مختلف المساعدات، اعتقادا منها أن من يتشيع سيقف بجانبها في تحقيق أهدافها ضد العرب.
التشيع في الأصل عربي قام على تأييد خلافة الإمام علي بن أبي طالب مقابل خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما. وبعد فتح بلاد فارس اتخذ الفرس التشيع على النمط الفارسي المخالف للإسلام الذي أسقط العرب به إمبراطوريتهم، وأدخلوا عليه طقوسا وإضافات تعبر عن الحقد الفارسي للعرب ودينهم، والإصرار على مخالفتهم بكل شيء، والرغبة بالثأر الديني والقومي منهم. فأصبح التشيع الفارسي «إسلام» من نوع آخر يتميز بنكهة فارسية غير دين الإسلام الذي جاء به العرب، خاصة بعد أن حرف الفرس فيه وأضافوا إليه طقوسا مجوسية، أي فرسوه وحولوا المذهب الشيعي العربي من سياسي إلى مذهب شيعي (ديني) فارسي، فاستغل منذئذ لمصالح سياسية وقومية، كما في الدولة الصفوية، وخاصة بعد قيام «الثورة الإسلامية» ــ ثورة التشيع المذهبي الفارسي ــ ومجيء الإمام الخميني. فأصبح التشيع الفارسي مشروعا مذهبيا تستخدم إيران له الإسلام كغطاء لتحقيق أهدافها وأطماعها القومية.
يستخدم فرس إيران اليوم المذهب الشيعي الفارسي لأغراض سياسية وقومية في نشاطاتهم الخارجية في العالم رغبة منهم في تشييع وكسب المزيد من الأعوان، للاستفادة منهم بصفة «طابور خامس» يعمل بما تمليه الأهداف والمصالح الفارسية، وفي دعوة إيران للتشيع تجنيد جواسيس لها. واضح ذلك في بعض الدول ومنها دول عربية. وحسب الإمام الدكتور موسى الموسوي (شيعي إيراني منشق وعضو سابق في البرلمان الإيراني) فقد ذكر في كتابه (يا شيعة العالم استيقظوا ص 24) : أن «نظام مذهبي من هذا النوع لا يجد صعوبة في أن يجند من الشيعة قوميات مختلفة لتحقيق مآربه حيثما تحل الشيعة. وهذا يعني أن النظام المذهبي يستغل سذاجة بعض الشيعة لأنه القائد الروحي لهم بضرب الدول التي هو في خصام معها..».
 
فإيران توظف التشيع وتلتحف بعباءة الدين لخدمة طموحاتها، ويدفعها لذلك الروح والشعور الفارسي. لذا أتت الزعامة الشيعية الإيرانية قاسية على الشيعة في إيران ولكنها، كما يقول الإمام الموسوي، في كتابه آنف الذكر (ص27) : «أكثر قساوة وضراوة على الشيعة غير الإيرانيين من القوميات الأخرى»، وفي واقع الأمر هم محتقرون من قبل إيران. وكما يقول الدكتور الموسوي في كتابه سالف الذكر ( ص28 ــ 29): « وإنني عندما أكتب هذه السطور أعلم علم اليقين وأعرف أن هناك في إيران الشيعي مئات من الشيعة اللاجئين من العراق ولبنان وباكستان وهم ينتظرون من النظام المذهبي الشيعي في إيران مساندتهم في تقويض الحكم السائد في بلادهم، ولكن هؤلاء اللاجئين يعاملون من قبل النظام الشيعي الإيراني معاملة السيد مع عبده حيث يعاملهم النظام الشيعي الإيراني معاملة المتسولين وأبناء السبيل الذين لا حول لهم ولا قوة ولا وطن ولا عزة ولا كرامة، ويسميهم بالغرباء تارة وبالمشردين تارة أخرى وكثيرا ما ينعتون هناك بقوميتهم ازدراء بهم واستخفافا».. وأختم بقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: «إيران دولة ظاهرها نصرة الإسلام وباطنها العداء له والدعوة للوثنية» .. والله أعلم.
 
* عكاظ السعودية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق