بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الجمعة، 5 أبريل 2013

إيران.. محاولات الاختراق في مواجهة الحسم الناعم

غازي كشميم - جدة
تظهر الأحداث ومحاولات الاختراق المتتالية على مدى العقود الماضية حجم ما تتعرض
له المملكة من قبل الحكومة الإيرانية خاصة بعد قيام ثورتها عام 1979، فلماذا تتوالى محاولات الاعتداء هذه؟ وما هدف إيران منها؟ ولماذا
تستهدف المملكة رغم أن المملكة لم تستهدفها؟ وكيف يمكن مواجهة مثل هذه الاعتداءات داخليًا وخارجيًا ودبلوماسيًا؟ وما دوافع أفراد هذه الخلية لا
سيما وأن أغلبهم مواطنون سعوديون؟ (الرسالة) فتحت النقاش في هذه القضية مع عدد من الخبراء والمهتمين في ثنايا التحقيق التالي:

في البدء يؤكد عضو مجلس الشورى وأستاذ العلوم السياسية د.فاضل
صدقة أن تمكن الأجهزة الأمنية السعودية من القبض على شبكة التجسس هذه دليل على يقظة هذه الأجهزة، وتفانيها في خدمة أمن الوطن
والمواطن. مشيرًا إلى أنها لن تكون محاولة التجسس الأولى أو الأخيرة؛
فالدول العربية، وبخاصة المملكة، مستهدفة من أعداء يتربصون بها، ويكيدون لها، في السر والعلن. ويوضح صدقة أن التجسس هو وسيلة لتحقيق
أهداف غالبًا ما تكون غير مشروعة. مؤكدًا أن المواطن السعودي وأجهزة أمنه ستكون بالمرصاد لكل هذه المحاولات العدوانية الشريرة. وأن الله سينصر من ينصره.
حملة مضادة
كما طالب صدقة تبعًا لهذا الحدث بشن حملة مضادة، لكشف مؤامرات الخصوم والأعداء، وإجهاضها قبل وقوعها. كما طالب صدقة الدبلوماسية
السعودية بالقيام بدور أكثر فعالية لتحييد الخصوم، ولجم الأعداء.
فما يمكن دفعه بالقوة يمكن في كثير من الحالات دفعه بالسلم والتفاوض، وكسر الحلقات المستعصية في العلاقات الدولية المعنية. ويوضح صدقة أن وسائل الدفاع كثيرة ومتعددة، وطرق تحقيق الأهداف القومية كذلك.
من جانبه أكد عضو مجلس الشورى د.عازب المسبل أن المملكة كونها مهبط الوحي قد من الله عليها بأن جعلها أهل عقيدة واحدة، متماسكون ويسيرون في خط واحد مع قيادتهم التي توافقوا معها وبايعوها على كتاب الله وسنة رسوله؛ لذلك عاشوا وما زالوا في أمن وأمان واستقرار،
مما تسبب في حسد هذه البلاد وأهلها. وأوضح المسبل أن من باعوا أنفسهم لأعداء هذا الوطن قد خانوا الله ورسوله، وخانوا الأمانة والعهد الذي بايعوا عليه ولاة هذه البلاد، كما أن هذه الخيانة تعد خيانة لهذا البلد وأهله وعقيدته،
والتعاون مع أعداء هذا الوطن يعد خروجًا على ولاة الأمر وعلى كل الأعراف والتقاليد التي تعارف الناس بها. وعن العوامل التي ساعدت على ظهور مثل
هذه الخلايا أشار المسبل إلى أن الدولة تولي وتعطي ثقة كبيرة لأبناء هذا الوطن الذين هم محل ثقة غير أن هناك شواذ، وأوضح المسبل أن هؤلاء
الشواذ تلبسوا بإغواء شيطاني وغرر بهم، كما وجدنا كثيرًا ممن غرر بهم قد أصبحوا شوكة ضد هذا البلد الذين تعلموا ونشأوا وترعرعوا في خيراته.
وعن مواجهة مثل هذه الاختراقات أكد المسبل أن المملكة تواجه هذه الاختراقات بكل حزم وبكل قوة؛ لأن المملكة لا تقبل المساس بأمنها ولا
باستقرارها ولا ببذرة واحدة من ترابها، لذلك وقفت المملكة وستقف بكل قوة وحزم أمام هذه التحديات وأمام كل من تسول له نفسه عمل مثل هذه
الاختلالات، مشيرًا إلى أن مثل هذه الأحداث تحصل في كل دول العالم ولكن تبقى القوة الحازمة لردعها والقضاء عليها هي الحل الأمثل. وحول عدم
التصعيد الدولي أوضح المسبل أن المملكة تعالج قضاياها بكل حكمة وكل هدوء؛ لأن الغاية هي أن تصل إلى أهدافها بأساليبها التي تراها مناسبة،
ملمحًا إلى أن المملكة ليست من الدول التي ترفع الشعارات الجوفاء ولكنها تعمل بكل صمت وكل حكمة لكي تدرأ الشرور عن هذه البلاد وأهلها، وتدعو كل من ارتكب مثل هذه الجنايات إلى أن يحكم العقل وينظر إلى المصالح العليا للأمة بدلًا من أن يجر نفسه والآخرين إلى مشكلات لا لزوم لها؛ مؤكدًا أن المملكة تتعامل بالحكمة والصبر والأناة وعدم الإفساد ودفع الشر بكل ما يمكن.
انتقام
وفي ذات السياق يرى رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز د.سعود العتيبي أن ضعف التنشئة لدى أفراد هذه الخلية يعد
سببًا رئيسًا في انضمامهم لمثل هذه الأعمال مما يتطلب دراسة عن المؤسسات التي أثرت فيهم، وأوجدت عندهم ضعف الولاء، وألمح العتيبي
إلى أن المعتقد الديني والدوافع الأيديولوجية قد يكونان دافعين مهمين أيضًا في هذا الإطار خاصة وأن دولة دينية مثل إيران ساهمت في دعم هذه
الخلية. وأكد العتيبي على وجود مؤثرات خارجية أثرت على أفراد هذه الخلية كأجهزة المخابرات، أو العوائد المادية الكبيرة التي يمكن أن يحصلوا عليها.
وعن الأسباب وراء تكرر إساءات إيران للسعودية أوضح العتيبي أن الأطماع التوسعية لإيران هي المحرك الأساسي لها خاصة أن السعودية والخليج
عمومًا ليس لديهم هذه النزعة التوسعية أو الاستعمارية، كما أشار العتيبي إلى أن حرب إيران مع العراق والخسائر الفادحة التي تكبدتها في تلك
الحرب أوجدت لديها شعورًا بالانتقام من الخليج والسعودية خصوصًا. مؤكدًا صعوبة تغيير الدوافع التي تكمن وراء هذه النزعات خاصة إذا ما كانت نزعات
عقدية أو أيديولوجية. وعن كيفية مواجهة مثل هذه المخاطر أوضح العتيبي أن التصدي لمثل هذه الأفعال يكون عن طريق منظمة التعاون الإسلامي،
وفضحها أمام البلدان الإسلامية، وبيان خروجها على مبدأ الأخوة الإسلامية الذي يحكم هذه الرابطة، ومن ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة عن طريق هذه المنظمة، مستبعدًا تصعيد القضية في المحافل الدولية.
أجندات خارجية
أما أستاذ السياسة الشرعية والعلاقات الدولية د.حسن سفر فقد أكد ما تمتاز به المملكة العربية السعودية وشعبها من التمسك بالعقيدة الإسلامية وتطبيق شرائعها. وأشار سفر إلى أن من يقومون بمثل هذه الأعمال
المشينة إنما يخدمون أجندات خارجية لها عداء واضح مع المملكة على الرغم من أن سياسة المملكة سياسة متوازنة تسعى إلى تحقيق الوحدة والتفاف الدول الإسلامية حول بعضها.
وعن أسباب إقدام مثل هذه المجموعة على فعل مثل هذه الأعمال الإجرامية ذكر سفر عدة أسباب أهمها: افتقارهم إلى ثقافة ومفهوم
الوطنية، وافتقارهم كذلك إلى الخلق والدين والأمانة التي تحتم عليهم السعي للذود عن الوطن بدلًا من السعي للتجسس عليه، كذلك قد تكون هناك وعود ومغريات أو إغداق مادي دفع هؤلاء للقيام بمثل هذه الأعمال.
كما أشار سفر إلى احتمالية أن تكون هناك خلايا أخرى تخطط لمثل هذه الأعمال وتدفع بهؤلاء.
وعن التفسير الذي يقف وراء هذه الإساءات المتكررة للسعودية أوضح سفر أن المملكة كونها تحتضن قبلة المسلمين، وترعى الحرمين الشريفين
بالإضافة إلى كون سياستها متزنة وداعية إلى الاعتصام بحبل الله ونبذ الفرقة وما نالته من ريادة وتقدم؛ لذلك فكل ذي نعمة محسود،
وبناء على ذلك فإن الإقدام على مثل هذه الأعمال كان دافعه الحقد والحسد على السمعة الكبيرة للمملكة.
وحول سبل مواجهة مثل هذه المخاطر شدد سفر على ضرورة التيقظ أكثر من ذي قبل، بالإضافة إلى ثقافة الانفتاح والحوار مع الآخر لشرح مواقف
المملكة، وبيان أن دعمها للدول الإسلامية هو بهدف انتظام هذه الدول في إطار الأخوة والتعاون. كما شدد سفر على ضرورة قيام حملات إعلامية
عامة، أومن خلال الجامعات وخطباء المساجد والمدارس لتبيان مفهوم الوطنية، وضرورة بذل الغالي والنفيس من أجل الوطن.
وعلى المستوى الخارجي أشار سفر إلى ضرورة قيام وزارة الخارجية وسفاراتها بشرح وجهات النظر، خاصة بعد تقديم المتورطين للمحاكمة لتوضيح جناياتهم وما ارتكبوه من خيانة.
خيانة الدولة المعادية لن تهز شعرة واحدة في جسد الأمة الواحد
عبدالله الداني «جدة»

أوضح الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة برابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المصلح أن اكتشاف
خلية التجسس أحزن المخلصين في العالم العربي والإسلامي، والذين تعلقت قلوبهم بهذه البلاد التي بارك الله فيها وبارك لها ببركة خدمة الحرمين الشريفين، إذ أنها مهوى أفئدة المسلمين في العالم.
وقال: المملكة تحوز على مكانة القلب في الجسد من العالم العربي والإسلامي بفضل الله أولا وأخيرا، ثم بمكانة الحرمين الشريفين فيها،
وخدمة ولاة أمرنا لهما وخدمتهم لضيوف الله طوال العام من معتمرين
وحجاج، وما تقدمه من أيادٍ بيضاء لكافة إخوانها في العالم العربي
والإسلامي، وتقديمها الغالي والنفيس في نصرة قضاياهم يشهد لها بذلك القاصي والداني ممن جعل الحق له عنوانا ولم تصرفه صوارف الحقد والحسد والتكبر عن الحق.
وأضاف: هذا الكيان السياسي الذي تمثل رايته السياسي
ة مهبط الوحي ومنبع الرسالة ومأرز الإيمان، والتي تشهد جبالها ووهادها وتلالها وأوديتها وكل ربوعها شهادة حية على أيام تاريخنا الإسلامي
المشرق على هذه الأرض في عصورها الذهبية، وما تمثله في هذا الزمان هذه الجزيرة العربية وفي قلبها المملكة من نشر الإسلام ونصرة أهله، لن
يهزها شرذمة انطوت نفوسهم على الخيانة، ولن يثني عزمها عن رفع راية أهل السنة والجماعة، أولئك الذين ضلوا وأضلوا كثيرا وصدوا عن سواء السبيل؛ لأن هذا الوطن حصن حصين شامخ متحصن بالدين الحق ومتعوذ
من شياطين الإنس برب الأرباب، ومهما حاول عباد البشر وسعوا بكل ما أوتوا من قوة تغرهم لن يتمكنوا أبدا من أن يهزوا شعرة واحدة في الجسد الواحد للأمة الواحدة التي تعبد رب البشر جميعا.
وبين أن ما قامت به تلك الدولة التي تدعي الحمية للإسلام في منابر الإعلام وتحارب الدين الحق في دهاليز السياسة الخبيثة مخالفة كل قواعد الفطر السليمة والإنسانية الرحيمة سيرده الله وبالا عليها.
وأضاف: «إنها الخيانة لله ولدينه ولرسوله وللمسلمين والمؤمنين من دولة تدعي أنها رافعة راية الإسلام الوحيدة في هذه المنطقة التي ابتليت بضلالاتها وخرافاتها ونزق ساستها وخبث طويتهم وحقدهم على أهل السنة والجماعة».
ماذا يريد هؤلاء الخونة؟
عبدالرحمن العبدالقادر

قبل عدة أيام عادت بي الذاكرة إلى ما قبل ربع قرن من الزمان، حيث تقول الرواية إن الراحل البطل صدام حسين -رحمه الله- كان له طريقة خاصة في
التعامل مع الجواسيس الخونة الذين كانوا يتخابرون لمصلحة النظام الإيراني ضد وطنهم، حيث كان يضع الخائن في فوهة المدفع المصوب تجاه إحدى المدن الإيرانية، ثم يطلق المدفع قذيفته ليسبقها هذا الخائن إلى وجهتها كهدية قيمة لملالي طهران.
تذكرت ذلك لحظة سماعي البيان الذي أصدرته وزارة الداخلية وأعلنت من خلاله عن نجاح أجهزتها الأمنية وأجهزة الاستخبارات السعودية في اكتشاف
خلية تجسس تتكون من ثمانية عشر شخصاً، منهم ستة عشر خائناً يحملون الجنسية السعودية مع الأسف، بعد سماعي البيان بصراحة شعرت بأسى
وخيبة أمل كبيرين فقد تداعت لذاكرتي مواقف متعددة؛ تذكرت حجم التقدير الذي يحظى به المواطنون السعوديون من أبناء الطائفة الشيعية، وما
ينالونه من ميزات وهبات، لدرجة أن أحدهم ممن عرف بمواقفه المعادية وخطبه المليئة بالشتائم والتحريض حصل على كثير من الميزات، ومنها
ابتعاث أبنائه وبناته للدراسة في أمريكا وعلاج زوجته هناك على حساب الحكومة السعودية، ثم تذكرت التعامل المثالي الذي تنتهجه الحكومة
السعودية مع المتمردين على النظام من أبناء تلك الطائفة، وغير ذلك كثير، ثم قارنت بين ذلك والتعامل المزري الذي يجده أهل السنة في إيران.
وبعد ذلك تساءلت ماذا يريد هؤلاء الخونة؟ رحمك الله يا صدام.
يا وطن .. ما يهزك ريح !!
فهد الخالدي

لعل عنوان هذا المقال ينطبق على الواقع الذي تعيشه بلادنا رغم ما يحاك لها ولشعبها المسالم من الدسائس والمكايد والمخططات الفاسدة التي
يحاول أصحابها النيل من تماسك مجتمعنا وتقويض استقراره، والمواطن في هذه البلاد على إدراك تام بخلفيات وأسباب تلك النزوات الشيطانية التي
يقف وراءها، الحقد والكراهية والحسد والأطماع التاريخية بما وهب –الله- هذه البلاد من نعم يأتي في مقدمتها تطبيق شرع الله في كافة الأمور،
واللحمة الوطنية بين القيادة والشعب علاوةً على ما حباها –الله- من
مقومات لا توجد في سواها من البلاد، حيث أكرمها –سبحانه- بخدمة
الحرمين الشريفين، إضافةً إلى الثروات الطبيعية التي عززت موقعها
الاقتصادي على مستوى العالم، وأصالة قادتها وشعبها وأبنائها ووقوفهم
وتصديهم وتكاتفهم بكل قوة وحزم للحيلولة دون تصدير النزاعات الطائفية والمذهبية والثورات إلى بلادنا بلا ضوضاء إعلامية أو مؤامرات تحاك بالظلام،
بل بتحكيم العقل والمنطق والاتزان السياسي في التعاطي مع كافة الأحداث وفي مختلف الظروف والأحوال هوعنوان المرحلة كما كان –وما
يزال- عنوان العمل الوطني في كل المراحل. والمتابع لما حدث مؤخراً من
الكشف عن خلية تتكون من نفر من الخونة العملاء لصالح الاستخبارات
الإيرانية، ممن يعيشون بيننا يجد ذلك مما يؤلم حقيقةً لأن عناصر هذه الخلية هم مواطنون على مستوى عال من العلم والمكانة الاجتماعية ويتبوأون
مواقع وظيفية حساسة في الدولة؛ بل إن بعضهم يعملون بمجالات إنسانية، وهذا دون أدنى شك يؤكد أن الدولة –حماها الله- لم يكن ديدنها
التمييز بين المواطنين على أساس عرقي أو مذهبي أو طائفي أو غير ذلك، بل إنه لم يعرف عبر تاريخ هذه البلاد أنها اتهمت أحد مواطنيها بالخيانة دونما
دليل قاطع أو برهان ساطع، وما يزيد الأمر مرارةً أن نجد من خلال وسائل إعلام بعض الدول الأخرى مبررات يسوقها بعض المتعاطفين والمدافعين
مع وعن هؤلاء الخونة والجواسيس، وكأنهم من أهل الدار وعارفون ببواطن الأمور، ومهما كانت تلك المبررات والمسوغات التي يحاولون تمريرها
بوسائل إعلامهم الرخيصة إلى مجتمعنا، فإنه ينبغي عليهم أن يعلموا أنها لا تنطلي على المواطن السعودي، الذي يعلم تماماً أن بلاده مستهدفة.
صحيح أننا كمجتمع مثل سائر المجتمعات قد نتفق أو نختلف حول بعض الأمور والقضايا؛ إلاّ أنه هناك خطوط حمراء لا مجال عندها للنقاش والاختلاف، فكيف إذا كانت المسألة تتعلق بأمن الوطن واستقراره والنيل من وحدته،
وقد أثبتت التجارب والمواقف على مدى الأيام والسنين أنه كلما زادت حدة الهجمات على بلادنا مهما كان مصدرها أو طبيعتها ازداد شعبنا قوةً ومناعة ووعياً،
وكأنني أسمع لسان حال كل مواطن يقول: تباً لتلك الهجمات والمؤامرات،وهي لن تفُتّ في عضدنا ولن تهز شعرة في جسم مواطن سعودي،
وهنيئاً لبلادنا برجالاتها وتلاحمها وصمودها وصلابتها أمام تلك الممارسات الخبيثة... ويا وطن ما يهزك ريح.
الخطر الصفوي
نوال العيد

لستُ من المهوسين بنظرية المؤامرة الذين يجعلونها شماعة يفزعون إليها في كل صغيرة وكبيرة، ويجعلونها السبب الأوحد في تأخرهم.
ولست أيضاً من المُخدّرين - بفتح الدال، وكسرها - لإيماني بأن نفي المؤامرة كلية هو نوع من المؤامرة، ولا سيما أن آيات القرآن دالة على
وجودها، يقول تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) ويقول: (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً) ويقول: (وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) وتأمل في الفعل المضارع (يزالون) الدال على الاستمرار،
وأحاديث قتال المسلمين لطوائف مختلفة من الشرق والغرب ممتلئة بها كتب السنة من طرق صحيحة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، لكنها المقولة نفسها التي قالها ابن سلول وفئته الناكصة يوم بدر: (لو نعلم قتالاً لاتبعناكم)، ولا تزال هذه الفلول المخذلة تتكرر بأسماء مختلفة، لكن الأوصاف واحدة.
هذه المقدمة لا يمكن أن نفصلها عن الأحداث المتأخرة التي كشفت عنها وزارة الداخلية نقلاً عن المتحدث الأمني الذي «أفصح عن ارتباطات مباشرة لعناصر خلية تجسسية بأجهزة الاستخبارات الإيرانية»
مشيراً إلى تسلمهم «مبالغ مالية وعلى فترات في مقابل معلومات ووثائق عن مواقع مهمة»، وأوضح أن «التحقيقات الأولية والأدلة المادية» تؤكد وجود «عملية تجسس لتلك الأجهزة» مشيراً إلى أن «التحقيقات مستمرة».
هذه الأحداث التي تؤكد أننا مستهدفون في أمننا، وأن هناك من يلعب على ورقة البُعد الطائفي، ويستغلها لتمرير أجندة خاصة، للإضرار بالمملكة
العربية السعودية، رافق هذا البيان من وزارة الداخلية تصريحات خطيرة أدلى بها الدكتور عبدالله النفيسي - المفكر الكويتي - في برنامج «حراك» مع مقدمه الأستاذ عبدالعزيز قاسم، وجاء في تغطية صحيفة السياسة
الكويتية للحلقة في عددها الصادر31-3-2013: «وأوضح النفيسي أن «شيعة البحرين يتحركون هناك وفق أجندة إيرانية، ولو طالبوا بتحسين
الخدمات لكان الجميع معهم، ولكن ما معنى أن تحمل صور الخميني وخامنئي في المظاهرات البحرينية! هذا دليل على التحرك وفق المطالب الصفوية».
وشدد على أن «التغلغل الصفوي في اليمن خطير»، مضيفاً أن «هناك ميناء ميدي باليمن، وهو من أخطر المؤسسات التي يعتمد عليها الحرس الثوري الإيراني».
وقال النفيسي: «الآن هناك شباب خليجيون من الكويت ومن القطيف بالسعودية ومن الإمارات ومن البحرين وعُمان يذهبون براً إلى اليمن عند
الحوثيين، ثم يذهبون إلى ميناء ميدي، ويستقبلهم هناك الحرس الثوري الإيراني، ويأخذهم إلى جزر «دهلك» في البحر الأحمر».
زامن هذا موقف بعض الشيعة الذين أصدروا بياناً وقّع عليه 135 شخصية شيعية من شرق السعودية رافضين «الاتهامات المسيئة» لوزارة الداخلية التي أكدت ارتباط 16 شخصاً معتقلاً بالاستخبارات الإيرانية، وأبدى
الموقّعون على البيان «الرفض بشدة لهذا الاتهام المسيء بحقهم، فالمعتقلون هم من المواطنين الخيرين الذين لهم كفاءة علمية، ومكانة
اجتماعية محترمة»، وطالبوا بـ«الإسراع في إطلاق سراح المحتجزين الـ16»، منددين بـ«إقحام الورقة الطائفية في تصفية الخلافات السياسية
الخارجية، أو إشغال الرأي العام عن المطالبات الإصلاحية والحقوقية الداخلية» وكأن هذا البيان يكذّب وزارة الداخلية حتى مع إعلانها وجود أدلة مادية، ويستعجل الحكم قبل أن يقول القضاء كلمته.. فما الذي دعاهم إلى هذه العجلة؟
كل ما تقدم يجعل المراقب يتأكد أن هذا الوقت وقت تظهر فيه أصوات الوطنيين الصادقين الذين لا يتغنون بشعارات الوطنية ويتراقصون على
أنغامها، بل هم أصحاب المواقف الصادقة التي تدعو للالتفات حول ولاة الأمر واجتماع الكلمة وتوحيد الصف ضد الخطر الصفوي الذي يستخدم خلاياه النائمة لتمرير مشروعه، الأصوات التي ترفض افتعال قضايا هامشية
وشغل الرأي العام بها عن مثل هذا الخطر، إن على الدعاة والمصلحين والمفكرين والمثقفين أن تجتمع كلمتهم للتحذير من الخطر الصفوي والتنديد بمن ولاه وتولاه، حفظ الله لبلاد الحرمين عقيدتها وسيادتها.
المؤشر الاعلامى : فؤاد المشيخص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق