بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الثلاثاء، 2 أبريل 2013

أيها الثوار .. لقد حانت ساعة الحسم بقلم: الكاتب/عبدالهادي الخلاقي

اليوم أصبح للثورة السورية حكومة انتقالية تمثل إرادة الشعب السوري في مرحلة
الثورة وبدأت تأخذ مسارها الدبلوماسي التمثيلي السورية الجديدة ممثلاً عن الشعب السوري وهذه خطوة في بناء سوريا الجديدة وقد رأينا ممثل الحكومة الانتقالية معاذ الخطيب يشغل مقعد الجمهورية العربية السورية في القمة العربية الـ 24 التي عقدت في الدوحة. 
هذه الحقيقة لابد من الدفع بها بقوة إلى الأمام بعد أن أصبحت واقعاً ملموساً على الساحة السورية اليوم فلم يعد هناك مجال لإحياء من هم في أعداد الأموات "النظام السوري" خاصة بعد أن تنصلت فئة كبيرة من العلويين من هذا النظام القمعي الذي زج بسوريا وشعبها في حرب إبادة احرق من خلالها الحرث والنسل واستباح القتل والتنكيل بالشعب السوري، اليوم وفي هذه المرحلة هناك التزامات على الحكومة الانتقالية تتمثل بتوحيد صفوف الفصائل الميدانية وقوى المعارضة في سوريا ولابد لها من السعي بمختلف الطرق إلى تضييق هوة الخلافات بين هذه الفاصل الثورية، لان بعد نجاح الثورة وبسط سيطرتها على كل شبر في سوريا سوف تظهر مشاكل وخلافات وهذا أمر صحي في أي ثورة شعبية، ومما لا شك فيه بأن فلول النظام السوري ومؤيديه سوف تتركز مهمتهم الكبرى بعد نجاح الثورة هي زرع الخلافات والشقاقات بين فصائل والقوى السياسية الثورية وهذا أمر مسلم به ومؤكد، وما يحدث بمصر اليوم ليس ببعيداً عنا فها نحن اليوم نرى اثر الانتقام الذي يقوم به فلول النظام السابق ومدى تأثيرهم في تأجيج الوضع السياسي في مصر التي تكاد تدخل في نفق مظلم نأمل إلا تزداد حدته وألا تسقط هيبة الدولة المصرية العظيمة.

إن مرحلة ما بعد الثورة من أصعب وأحرج المراحل التي تمر بها معظم الثورات في مختلف بقاع العالم ، لذا لابد من الأخذ بالحسبان ما مرت به الثورة التونسية والليبية وكذلك المصرية لتتدارك بقدر الإمكان نشوب خلافات سياسية بين فصائل الثورة في مرحلة بناء سوريا الجديدة وان ترسم شكلها وهيكلها العام وتضع التصور الشامل لبناء مؤسساتها بشكل يكفل لكل فرد الإسهام في بناء الدولة الحديثة وحتى لا يهمش من كان لهم إسهام في دعم هذه الثورة وتسكينهم في مؤسسات الدولة، فهذه التفاصيل التي قد يراها البعض هامشية أو ليس المقام مناسب للحديث فيها أو سابقة لأوانها كانت سبب خلافات وشقاقات كبيرة لبعض الثورات في مرحلة ما بعد الثورة وسبب تصدعها وعدم استقرارها.
ومن ابرز التحديات المهمة التي تواجهها الحكومة الانتقالية:
أولاً:التحدي الأمني- ممثلا بوضع إليه محكمة للسيطرة على الأسلحة المنتشرة بين المقاتلين الثوار وكيفية تأميمها وحماية حدود الدولة وفرض الأمن في المدن والقرى .
ثانياً:التحدي السياسي والاجتماعي - ضم كل القوى السياسية والدينية والعرقية والطائفية في بناء الدولة السورية الجديدة بعيداً عن  الاصطفافات والتخندقات الحزبية والطائفية والمحاصصة الفئوية الضيقة فسوريا ملكاً للجميع ومن حق الجميع الإسهام في إعادة البناء والتنمية.
ثالثاً:تحدي البناء- إعادة بناء الدولة وإصلاح ما تم تدميره على أيدي النظام الأسدي وأهمها تضميد الجراح التي خلفتها المعارك ومنها علاج الجرحى وإيواء اليتامى والأرامل الذين فقدوا ذويهم الذين قتلوا ودمرت مدنهم وقراهم بوحشية لم يسبق لها مثيل في تاريخ الأمة العربية على أيدي جيش النظام الاسدي الظالم.
رابعاً:تحدي إعادة بناء العلاقات الدولية والإستراتيجية- بناء علاقات وتحالفات دولية جديدة تسهم في دعم الحكومة الانتقالية للنهوض بسوريا ما بعد الثورة وإعادة الأعمار ويجب أن تكون هذه العلاقات مبنية على مصلحة سوريا والمواطن السوري ولا تبنى على مصلحة نظام أو فرد في هذا النظام كما فعل النظام السابق برئاسة عائلة الأسد الذي جعل سوريا هي "الأسد" و"الأسد" هو سوريا وكما فعل القذافي ومبارك وبن علي والإنسان يأخذ العبر من التاريخ.
نقطة نظام:
في الوقت الحالي مازالت المعارك مستمرة بين شد وجذب بين الجيش السوري الحر ونظام الأسد وبلا شك أن الجيش الحر قادر على حسم المعارك ولكنه لا يمتلك الأسلحة الثقيلة التي يمتلكها النظام السوري وتسليح المعارضة من الأمور المهمة التي تسهم في إنهاء المعارك في سوريا، لم يعد التدخل العسكري الخارجي له قيمة كبيرة بقدر ما تحتاجه المعارضة من أسلحة ثقيلة تحسم بها هذه المعارك الميدانية في سوريا بل أن التدخل الخارجي في هذا الوقت من زمن الثورة السورية سوف ينسب الفضل لأمريكا والدول الأوروبية على تحرير سوريا وبذلك تذهب تضحيات الثوار التي امتدت لعامين عجاف قدموا خلالهما الغالي والنفيس من خيرة شباب سوريا، وهذا ظلم للثورة يجب ألا يستهان به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق