بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

شهداء الأحواز أبطال يخلدهم التاريخ بقلم : أبو المثنى الأحوازي

الأحد, 06 سبتمبر 2009 15:02
 
أبدأ هذه الكلمات بتوضيح بعض من الأمور كي تتضح الصورة للقارئ الكريم. إن القصة التي أكتبها تتحدث عن حال المناضلين الأحوازيين و عن المعاناة التي يعانون منها خلال فترات التحقيق أو داخل السجن و عن التحديات التي يواجهونها قبل الإعتقال و بعده و كذلك عن الانجازات التي ينجزونها من أجل الأرض و الشعب معاً و عن دورهم في ترسيخ قضيتهم في ذهون الأجيال الآتيه. هذه قصة أحد أبطال الأحواز الذين ضحوا بدمائهم. إن بطلنا قد كرس حياته من أجل تثقيف أبناء شعبه بالثقافة السياسية و قد علم الكثير من رفاقه دروسا في الشهامة و البطولة و الصمود و التحدي إذ إنه كان شوكة في عيون أعدائه بل حتى بعد ما نال الشهادة قد أصبح شوكة أخرى في عيون أعدائه المحتلين و إن الكلمات التي كتبها الشهيد البطل محمد لازم الكعبي في زنزانته "إما حياه تسر الصديق أو موت يغيض العدو"قد تصدق على بطلنا الشهيد سعيد حمود مناتي
الاسم: سعيد حمود مناتي الأحوازي
العنوان: أم الدبس الواقعة بين مدينتي السوس و البسيتين
العمر : 25 عاما الدراسه بكليوريوس في علم الاجتماع
له عائله تتکون من الأب 72 عاماً و له من الذكور 6 أخوة و من الإناث 5 أخوات
قام رجال المخابرات الإيرانيه (الاطلاعات)بملاحقة المناضل سعيد الأحوازي و البحث عن أدلة لإعتقاله بعد ما وصلت لهم تقارير تؤكد بأنه في عام 2005 شارك في صلاة عيد الفطر و لأن بطلنا كان مؤثرا على أبناء جيله و كان يحث الشباب على إرتداء الزي العربي (الكوفية الحمراء و العقال و الدشداشة) و يدعوهم للمشاركة في صلاة العيد. و كان الشهيد حينما يتكلم مع أصدقائه أو أي شخص آخر له التأثير القوي على السامعين و كان يمتلك القدرة الهائلة على الحديث أمام الجماهير من كافة الأعمار شباباً أو شيوخا و إنه كان إنسانا طموحا و معروفا بين كل الطلاب الذين يدرسون معه. و كانت تدور بينه و بين الطلاب، الكثير من النقاشات حول الأمور الوطنية أو القومية أو النقاشات الفكرية. هذا غير النقاشات الحادة بينه و بين الأساتذة أو الطلاب الفرس عن حقوق العرب المغتصبة و ما شابهها. و أيضاً كان من أبرز رجال قرية أم الدبس الذين تصدوا لسياسات النظام حينما قامت دائرة المنابع الطبيعيه باغتصاب أراضي قرية أم الدبس و إن الشهيد سعيد الأحوازي كان في مقدمة الرجال الذين تصدوا لهذه السياسات الشوفينية، لهذا حاولت الأجهزة الأمنية في مدينة البسيتين مضايقته هو و أهله كي يهجر القرية إلى مدينة أخري و كم من مرة حاولوا رجال النظام أن يغرونه بفرصة عمل في مدينة أخرى و لكنه رفض لأنه كان يعلم جيداً إنها خطة فارسية لا تهدف إلا لتهجير كل من له دور فعال في التصدي للمستوطنين أو السياسات الفارسية. و بقي هو و أهله في قرية أم الدبس إلى حين إعتقاله و من ثم استشهاده على يد رجال المخابرات الإيرانيه و ما هذه إلا جريمة جدیدة تضاف إلى الجرائم الأخری التي ارتكبها الاحتلال الإيراني بحق الشعب العربي الأحوازي.
من بطولات الشهيد سعيد حمود الأحوازي تصديه لبعض من المستوطنين اللر من أهالي خرم آباد حينما قامت سلطات الاحتلال الإيراني بتوطين البعض منهم في قرية أم الدبس و إن هدف السلطات الإيرانية من خلال هذا العمل الإجرامي هو إجراء تجربة كي ترى ما هي ردود أفعال أهالي قرية أم الدبس و هل يقبلون أن تغتصب أراضيهم و أن يسكنها الغرباء كي تكون بداية لتوطين الآلاف الآخرين في هذه الأراضي المقدسة، و لكن بحمد الله تعالى قد استطاعوا أهالي قرية أم الدبس الأشاوس أن يتصدوا لهذه الخطط الإجرامية و أن يفشلوا هذا المخطط و إن الفضل يرجع إلى عزم رجال أم الدبس و شجاعتهم و في مقدمتهم الشهيد البطل سعيد حمود الأحوازي.
إن دائرة المنابع الطبيعية التابعة للسلطات الإيرانية و في عام 2006 قامت باغتصاب آلاف الهكتارات من أراضي قرية أم الدبس و الفكة بحجة إنها أراضي رملية و تريد أن تشتل فيها الشجرً كي تحد من انتقال الرمال من هذه الأراضي إلى الأراضي الأخرى. لهذا قامت باغتصاب هذه المساحة الشاسعة من الأراضي و لكن بعد فترة قليلة فوجئ أهالي القرية بمجئ بعض من العشاير اللرية التي ترعى الأغنام إلى هذه الأرض و أيضاً فوجئ أهالي أم الدبس عندما منعوا أن يرعوا حيواناتهم في هذه الأرض. و بالرغم من أن دائرة المنابع الطبيعية أوعدتهم بالسماح لهم أن يرعوا حيواناتهم فيها لكن الرعاة اللر منعوهم من الرعي.
أما استدلالات الرعاة اللر بأنهم اشتروا هذه الأراضي من دائرة المنابع الطبيعية و بحسب القانون قد أصبحت هذه الأراضي ملكاً لهم و كل من يقترب إلى هذه الأراضي سيقومون برفع دعوی ضده لدى المراكز الأمنية. و إن المراكز الأمنية هي التي ستحميهم. لهذا قام الشهيد البطل سعيد حمود الأحوازي بنصيحتهم بالإبتعاد عن هذه الأرض و طلب منهم أن لا يصبحوا لعبة لمخططات السلطات الفارسية و أن لا يكونوا جزءاً من مشاريعها الإجرامية و أيضاً قال لهم إن الفرس أو اللر أو أي غريب يريد أن يسكن في هذه الأرض فأننا لن نرحب به و إن العشاير العربية لن ترحب به و لكنهم رفضوا السماع له، فقال لهم الشهيد البطل إن لم تجمعوا أغراضكم و ترحلوا حالاً هذه الليلة ستمطر السماء عليكم ناراً لن تستطيعوا أن تطفئوها و لن يستطيع أي أحد أن يحميكم من غضب العشاير العربية. فالأحسن لكم أن تشدوا أمتعتكم و تجمعوا أغراضكم و ترجعوا أنتم و مواشيكم إلى حيث أتيتم و لكنهم رفضوا هذا العرض أيضاً. لهذا بطلنا و مجموعة من الشباب من القرى المجاورة مساء ذلك اليوم رفعوا سلاحهم على أكتافهم و أخذوا معهم العتاد اللازم و قاموا بمهاجمة المستوطنين اللر و قد صح كلامه، فقد أمطرت السماء ناراً على المستوطنين ما أصاب الجميع بالهلع و الخوف و بدء الصريخ و البكاء يأتي من كل مكان، نساءاً و رجالاً جميعهم يصرخون. فلهذا كبارهم صاحوا بأعلى أصواتهم أمهلونا حتى الصباح كي نحزم أمتعتنا و نرحل جميعاً إلى حيث جئنا، وبحسب العرف و التقاليد العربية أمهلوهم حتى الصباح و رجع بطلنا و مجموعته إلى ديارهم سالمين آمنين.
صباحاً طالب المستوطنون دائرة المنابع الطبيعية باعادة أموالهم التي اشتروا الأراضي بها، لأنهم غير مرحب بهم في قرية أم الدبس و جوارها من قبل العشاير العربية. حاول رئيس دائرة المنابع الطبيعية أن يطمئنهم و قال لهم إن كل ما حدث لن يتكرر مرة ثانية و لكنهم رفضوا. لهذا جمعوا أغراضهم و رجعوا إلى أراضيهم خلف الجبال.
بعدها قام رجال المخابرات بالتحقيق و البحث عن الذين قاموا بهذه العملية البطولية التي أفشلت مخططاتهم. لهذا عملاء الاحتلال في مدينة البسيتين نقلوا معلومات لأسيادهم بأن المناضل سعيد حمود الأحوازي هو أحد الشباب الناشطين الذين يحرضون الناس على التصدي للمستوطنين. و إنه قد أصبح عائقاً أمام كل المشاريع الحكومية إضافة إلى هذا إنه أحد الناشطين الأحوازيين الذين دعوا إلى صلاة يوم عيد الفطر في عام2005 . لهذا قامت المخابرات الإيرانية بأعتقاله و نقله إلى زنزاناتها في مدينة الأحواز و بقي في الزنزانات 123 يوماً. ولكنهم لم يستطيعوا أن يحصلوا على أي إعتراف منه. فإن بطلنا قاوم كافة أساليبهم الإجرامية التي يستخدمونها أثناء التحقيق مع المعتقلين، لهذا أودعوه في سجن سبيدار لمدة شهر من ثم صدرت بحقه كفالة تقدر بميليار ريال إيراني أي ما يعادل 100000 دولار أميركي و خرج من السجن إلى أهله مرفوع الرأس شامخاً كشموخ النخيل و بدأت تتوافد عليه أبناء جيله من المثقفين و من كافة المدن و القرى الأحوازية لزيارته.
لكن رجال المخابرات في ذلك الحين كانوا يكيدون له بمكيدة و بعد الإفراج عنه بتسعة أيام، وحينما كان واقفا أمام باب منزله و كان يتحدث مع أحد رجال القرية وصلت سيارة من نوع بيجو خضراء اللون إلى قرية أم الدبس، حينها ظن بطلنا بأنها سيارة أحد الضيوف الذين يأتون لزيارته. و في هذه الأثناء و حينما كان يريد أن يرحب بهم، تكلم سائق السيارة و هو عربي"سعيد! أرجو أن تأتي إلى هنا " و حينما اقترب سعيد من السيارة بسرعة و قال تفضلوا مرحبا بهؤلاء الأشخاص، خرج رجلاً ملتحياً ، ملامحه تدل على إنه أحد القتلة و المأجورين التابعين لرجال المخابرات و بيده رشاش من نوع يوزي و قام بإطلاق النار على المناضل البطل سعيد حمود الأحوازي فأصابه بأكثر من 15 طلقة من ثم ركب السيارة و لاذ هو ومن معه بالفرار و الابتعاد عن القرية مسرعين، ثم جاؤوا أهل القرية على الفور ليروا ما حل بسعيد فرؤوا إن ملابسه قد أصبحت حمراء من دمه الطاهر و حاولوا أن يوقفوا نزيفه، فخلعوا قميصه فرؤوا إنه كان يرتدي تحت القميص فانيلة رسم عليها علم الأحواز و تحته مكتوب "الأحواز حرة عربية".
و هو يحتضر رفع شهدنا البطل إصبعين من يده اليمني إلى السماء بعلامة النصر و قال أرجوا أن تدافعوا عن أرضكم و عرضكم حتى آخر رمق في حياتكم، ثم نال شرف الشهادة.
هذه قصة حقيقية لأحد أبطال الأحواز الذين ضحوا بدمائهم من أجل القضية الأحوازية و ما هذه القصة إلا واحدة من آلاف القصص الأحوازية التي تتحدث عن بطولات شعبنا.
وسيبقي اسم الشهيد البطل سعيد حمود مناتي الأحوازي تخلده الأجيال و ستروى الكثير من القصص عن بطولاته و ستبقى اسماء شهدائنا لامعة خالدة يخلدها التاريخ.

 
أبو المثنى الأحوازي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق