بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الاثنين، 19 ديسمبر 2011

ما هو فحوى ومغزى الزيارة الخاطفة لوزير استخبارت الدولة الفارسية إلى المملكة العربية السعودية ؟ بقلم : سعيد حميدان

سؤال قد يطرح نفسه في منطقة الشرق الأوسط الملتهبة بثوراتها ونزاعاتها وسلامها، ويبقى الجواب يعتمد على ظروف المنطقة بشكل عام وعلى وجه الخصوص في ما يتعلق بالدور السلبي الذي يلعبه النظام الملالي في الجغرافيا السياسية التي تسمى بايران.
لماذا هذا الاستعجال والرغبة في اعلان العداء ضد المملكة العربية السعودية والصريخ والعويل الذي أثاره برلمان الدولة الفارسية الذي يلوح بالتحريض إلى الحرب ونشر الدمار والقتل في المنطقة برمتها ويهدد باغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي وهكذا تخرسات قد تعودنا على سماعها في كل يوم من نظام الملالي؟ واسئلة أخرى قد تطرح على اذهان المهتمين بالمنطقة التي لم تتوقف التطورات والأحداث المتسارعة فيها رغم كل ما تبديه الدولة الفارسية من عويل وصراخ وتحريض وتهديد تارة ومحاولات منها للالتفاف على ثورات الشعوب العربية ومصادرتها تحت عنوان الصحوة الإسلامية تارة أخرى في إطار مخططاتها لتأسيس امبراطورية شيعية عالمية يتزعمها ولي الفقيه وتأتي مواقف الدولة الفارسية تجاه بلدان المنطقة وشعوبها والاوضاع فيها نتيجة ما تمر به الدولة الفارسية في الوقت الراهن من معضلة وضغوطات دولية غير مسبوقة أدت إلى خروجها من اللعبة سياسيا وعسكريا وسيزداد ذلك حدة حيث ان الشعوب غير الفارسية من عرب واكراد واتراك وبلوش وتركمان وإلى ذلك الاقليات الدينية والاثنية في جغرافية ما تسمى بايران التي وسعت من مستوى مطالباتها رغم كل ما تتعرض له من إرهاب و قمع وإبادة من قبل الكيان الفارسي.
زار منذ أيام قليلة المملكة العربية السعودية وفدا أمنيا إيرانيا برئاسة حيدر مصلحي وزير الأمن (اطلاعات)، وهو من أبرز أزلام نظام القمع والاستبداد في إيران وهو محسوب على المرشد على خامنئي. ويعد مصلحي من المطلوبين على قائمة الارهاب الامريكية والدولية و جاء اسمه ضمن قائمة الشخصيات في النظام الفارسي التي فرضت عليها عقوبات دولية، كما إن مصلحي ملطخة يداه بدماء الضحاية الابرياء من أبناء الشعوب غير الفارسية وفي مقدمتهم أبناء الشعب العربي الأحوازي وكذلك الشعوب الأخرى في العراق وسوريا و...ما كان على السعودية أن تستقبل الوفد الايراني الذي ترأسه المجرم مصلحي لو لا التزامها بالاعراف والبروتوكولات الدبلوماسية والاخلاق والقيم العربية الحميدة التي تتحلى بها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين.
والمعروف عن المرشد خامنئي ان له نائب ومستشار لشؤون الدولية وهو وزير الخارجية الاسبق علي اكبر ولايتي، فلماذا قرر أن يوفد مصلحي كمبعوث له إلى الرياض؟ ويتبين من الوفد الايراني الذي زار السعودية برئاسة وزير الامن حيدر مصلحي وكذلك الجانب السعودي المستقبل له ان هذه الزيارة الخاطفة ليست زيارة عادية كما تدعي وكالة الانباء الايرانية الرسمية ارنا، حيث زعمت انها كانت تهدف إلى توسيع العلاقات الثنائية وبحث القضايا الهامة ذات الاهتمام المشترك فحسب، بل ان ضيف قصر اليمامة مصلحي كان حسبما أعلنت وكالة فارس للانباء التابعة للحرس الثوري انه يحمل رسائل تهديد وتحذير من المرشد خامنئي إلى المملكة على اعتاب القمة الخليجية المقرر انعقادها في الرياض.
وبالتزامن مع هذه الزيارة نسمع صراخ أحد أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في برلمان الدولة الفارسية وكذلك تصريحات أحد قيادات الحرس الثوري الفارسي الذي هدد باغلاق مضيق هرمز، ويبدو ان ذلك يأتي في ضمن حملة سياسية وإعلامية أعد لها سلفا و وزعت الأدوار لذلك.
و يرى المحللون ان المواقف الايرانية المتشدد التي تصاعدت حدة التهديدات والتحضيرات المبطنة والمعلنة فيها مؤخرا ما هي إلا مجرد حرب كلامية واعلامية لنظام بات أكثر عزلة بسبب الضغوطات والعقوبات الدولية ويتراجع نفوذه ويفقد حلفائه في المنطقة واحدا تلو الأخر ويعيش أزمة داخلية ويتخوف من امتداد الربيع العربي إلى داخل جغرافية بما تسمى ايران، بان نظام الملالي في طهران أصبح عاجزا عن القيام بفعل ينقذه من الواقع الجديد وانه غير قادر فعلا بتنفيذ تهديداته ضد بلدان المنطقة.
واما فحوى الرسالة هو كان البحث في عدة مواضيع منها الأوضاع في البحرين وسوريا والتطورات الأخيرة المتعلقة بقرار الدولي الذي ادان ايران بتهمة المحاولة لاغتيال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى واشنطن عادل الجبير ويبن ذلك مدى وقاحة النظام الايراني في رعاية وممارسة الارهاب المنظم داخل وخارج حدوده و تدخله السافر بالشؤون العربية.
ونشير هنا إلى كيفية تعاطي و تعامل وسائل الإعلام في المملكة العربية السعودية مع هذه الزيارة و ما تضمنته من أجندة حيث ان الزيارة تم تهميشها والتقليل من أهميتها من قبل وسائل الإعلام في المملكة العربية السعودية التي اصبحت أكبر دورا ونفوذا وتأثيرا في قضايا المنطقة والعالم. وأثار التهميش الإعلامي السعودي لهذه الزيارة غضب الدولة الفارسية التي أصبحت تهديداتها مجرد حبر على ورق ليس الا في ضل الوضع الاقتصادي المتدهور بسبب العقوبات الدولية الراهنة التي دفعتها إلى حافة الانهيار من الداخل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق