بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

السبت، 24 ديسمبر 2011

الاحوازيين بين مطرقة الدولة الايرانية و سندان المنظمات الدولية

image
PDFطباعةإرسال إلى صديق

 اصبح الكثير من الاطراف في المنظمات الدولية التي تدافع عن حقوق الانسان و كذلك الاعلام, مجاميع و افراد يعرفون بساطة و قلة خبرة الاحوازيين في التعاطي مع قضيتهم رغم حقانيتها و مظلوميتها, و يعبروا عنها للاحوازيين بشكل مباشر عند اي لقاء يقوم به الاحوازيين لتلك الاطراف.

الاحوازيين ايضا يعرفون ذلك, لكن الفرق بين الاحوازيين و الاطراف الاخرى في ان الاحوازيين كذلك يعرفون الاسباب التي ادت الى هذه الظاهرة المؤلمة .


يعيش الاحوازيون تحت وطئة نظام عنصري شوفيني تقوده عقلية كانت قد حددت اهدافها تجاه الاحواز منذ بداية الاحتلال20-04-1925 و سيطرة الدولة الايرانية في زمن رضا شاه المقبور.


الاهداف التي نظّر لها مجموعة من العنصريين الفرس الذين تدربوا في المانيا على يد النازية و انتقلوا بعد ذلك الى ايران ليقضوا على الشعوب غير الفارسية في خريطة ما تسمى بايران اليوم و تشكيل دولة قوية تصبح حليف استراتيجي للنازية في اروبا انذاك.


محمود افشار احد هؤلاء المنظرين الذين دعوا الى اصهار جميع من يعيش في الخريطة الايرانية في اللغة و الثقافة الفارسية و طالبوا بالقضاء على كل ما هو غير فارسي.


تبنت الدولة انذاك الافكار تلك لتطبقها على العرب و البلوش و الترك و غيرهم من الشعوب لتصنع منهم شعب واحد فارسي ذات لغة و ثقافة واحدة و اصل واحد "آري" و آري هذه اكذوبة جاء بها الغرب و اقنع الكثيرين بها حيث اصبحت اليوم حقيقة لا يمكن الشك فيها.


تحمل الاحوازيون حتى اليوم الكثير من المعناة و الظلم و الاضطهاد بعد ان مورست ضدهم شتى انواع التمييز و العنصرية و الحقد الاعمى حيث و بالرغم من وجود 90% من الثروات الايرانية في ارضهم الا انها جعلتهم اكثر شعوب العالم امية و تاخر و بطالة وادمان و عرضة لاي كارثة تريد الدولة الايرانية ان تنزلها بهم, لانها و بشكل ممنهج ابقتهم وراء الضالين كما يقال.


هذه كانت لمحة عن المطرقة, و اما السندان فهو المؤلم الموجع حقيقتا حيث و كمثال:


تحدثت اخيراً السيدة "نافي بيلاي" عن البحرين و هاجمت دولة البحرين و كانها طرف في ما يحدث في البحرين بين الدولة و المعارضة, يكاد المتابع ان يظن ان هذه السيد نسيت انها مسئولة منظمة انسانية دولية, رغم احترامنا الشديد لقدر و مكانة الانسان ايا كان و تاكيدنا على احترام حق الانسان بغض النظر عن لونه و اصله و انتمائه الا ان المنطق يفرق في الكم, و هنا القصد من الكم هو للقياس فقط بين من يضطهد حسب راي السيدة بيلاي في البحرين و من يقتل في الاحواز.


هل تعرف السيدة بيلاي ان قتلى الاحواز اكثر من المعارضة البحرينية برمتها؟ و هل تعرف ايضا, ان كانت مطالب المعارضة البحرينية الطائفية (سياسية )كما يؤكده قادتهم, فان مطالب الاحوازيين انسانية و سياسية من جميع الجوانب و الوجوه؟


نحن لا نقول ان لا تتطرق السيدة بيلاي لاي موضوع ترى فيه سبب يخص عملها و مهنتها, لكننا نقول يا ناس يا عالم! نحن ايضا يتم تعذيبنا و ذبحنا و تشريدنا, و ترمى اجساد ابنائنا في الانهر و تحرق جماجم سجنائنا في غياهب الزنازين الامنية الايرانية و تفقع اعين شبابنا في صالات التعذيب و لا احد يتحدث عنا و لا احد يستمع الى شكوانا.


امن المعقول ان نرى هذه الدرجة من الازدواجية و عدم مراعاة الحق و الكيل بالمكيالين.


قدمنا الى السيد احمد شهيد تقارير عدة و من هيئتين احوازيتين و فيهن عشرات الاسماء للسجناء الاحوازيين و عشرات النماذج لانتهاك حقوق الانسان في الاحواز و معلومات شبه دقيقة للسياسة الايرانية التي تهدف الى التطهير العرقي ضد العرب في جنوب و جنوب غرب ايران في الاحواز العربية, لكن في النتيجة ياتي التقرير الاول للسيد احمد شهيد في نهاية سبتمبر الماضي و الذي يتكلم عن افراد معدودين من المعارضة الايرانية الذينهم محجوزين في بيوتهم, و لا يذكر نماذج حية من الابادة الجماعية التي تقع في الاحواز و اجبرت منظمات علمية عالمية تعترف بها و من جملة هذه المنظمات, منظمة الصحة العالمية التي تحدثت عن التلوث في الاحوازو شدة خطورته على البشر.




اما منظمة العفو الدولية فحدث ولا حرج. ان الموظفين الذين يعملون في هذه المنظمة و خاصة المسئولين عن شان شمال افريقيا و الشرق الاوسط و بالاخص مسئولين ملف ايران و كانهم اما موظفين لدى الحكومة الايرانية او احدى احزاب المعارضة الفارسية الشوفينية التي تريد ان تمنع ظهور اي صوت او صورة احوازية الى الاعلام.


فهولاء و رغم الزيارات المكررة التي يقوم بها الناشطين الاحوازيين للمنظمة و الاخبار الكثيرة التي ترسل لهم عن وضع السجناء الاحوازيين و وضع الاعدامات و غيرها من الانتهاكات الفضيعة التي يعاني منها ما يقارب ثمانية مليون عربي في ايران الا انهم بالنهاية ياتون بتقرير يتحدث عن تاجر مخدرات تريد الحكومة الايرانية ان تعدمه, و هذا التاجر ينتمى حسب قول المنظمة الى الاقلية العربية في خوزستان.


مناهضة الاعدامات جزء من مبادء النشطاء الاحوازيين, لكن "يا عالم و يا ناس" هذا فرداً! و يمكن ان تجيز قتله الكثير من الدساتير في العالم, شكرا لكم على الاهتمام بهذا المظلوم ايضاً,لكن ماذا عن عشرات الاحوازيين الذينهم مهددون بالاعدام او القتل تحت التعذيب دون اي ذنب سوى انهم يحاولون تكميل الواجب الانساني الذي من المفروض ان تقوم به منظمة العفو الدولية و هو جمع المعلومات حول الانتهاكات التي تقع في الاحواز و ارسالها الى الاعلام في الخارج او الى المنظمات الدولية.


ماذا عن معاناة العوائل التي لها سجين عند الامن الايراني, و تطلب محكمة الثورة الايرانية رهينة مالية مقدارها مئات الالاف من الدولارات لتطلق سراح السجين؟ و لهذا تسلخ العائلة نفسها لكي تدبر امر الرهينة(وثيقة مالية) و ان لم تفعل فعليها ان تقيم ماتم سجينها؟ ماذا عن معانات العوائل التي استلمت مفقودها يعاني من حالة اضطراب نفسي بدرجة الجنون من شدة التعذيب الذي مورس ضده في السجون الايرانية؟


ماذا عن عوائل اولئك القلة من الاحوازيين الذين كانت لديهم وظائف و تم اخراجهم منها بسبب الشكوك او الوشاية من احد الفرس ضدهم؟


ماذا عن الحصار الذي تعاني منه العوائل الاحوازية التي لديها احد اقاربها ناشط في المهجر يحاول ان يعكس حقيقة ما يحدث للاحوازيين المظلومين الى العالم؟ و الكثير من الاسئلة المشابه............!!!


هل تنسى هذه المنظمات واجبها الانساني عندما يتعلق الامر بالاحوازيين؟ ام ان المشكلة في الاحوازيين انفسهم و على الشهداء من ابناء الاحواز ان يشبعوا موتا حتى يتعلم النشطاء الاحوازيين المرتبطين بالمنظمات الدولية في المهجر ان يكتبوا تقارير عن الوضع الاحوازي يروق لذوق المسئولين في المنظمات الدولية, و دون ذلك لن يهتم المسئولين باي معلومة تصل لهم عن الاحواز و الاحوازيين؟ ما هذا المنطق يا الهي؟ ايعقل ان يتعامل مع من لا حول له و لا قوة بهذا الشكل؟
 

لكن في النهاية ماذا نقول غير, حسبنا الله و نعم الوكيل.
 

ميسان الاحواز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق