بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

سياسي لبناني: الثـورة السـورية إلى النصر وذعر الشبّيحـة يزيد القـتل


لیوم السعودية


قال نائب رئيس حزب الائتلاف اللبناني طارق سليمان ان الثورة السورية تتجه الى النصر، ولكن هناك بعض الامور التي قد تؤخّر هذا الانتصار وهي أن المعارضة السورية الحالية لا تتصرف على قدر المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقها.

واضاف في حوار مع «اليوم»: ان طهران كانت في بداية الثورة اول الداعمين والمدافعين عن الاسد لكن التطورات الاخيرة، جعلت «الولي الفقيه» يفكّر في اطماعه الاستعمارية خصوصاً بعد اعلان الرئيس الامريكي باراك اوباما عن استعداد لسحب قواته العسكرية من الاراضي العراقية اواخر السنة الحالية، مما استدعى طهران الى اللحاق بالموقف المستجد والعمل وفقاً لمعادلته الجديدة فجاء تصريح احمدي نجاد حول إدانة المجازر في سوريا بعد يوم من اعلان الانسحاب، وهذا يؤكد ان ايران ايقنت بأن سقوط نظام الأسد اقترب.
وهنا نص الحوار:
* ناشط وكاتب سياسي، الى أين ستسير الثورة السورية في اعتقادك خصوصاً في ظل التطوُّرات الأخيرة التي طرأت عليها وبعد قرار الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا ودعوتها لسحب السفراء العرب لديها؟
ـ الثورة السورية متجهة نحو النصر بكل تأكيد ولكن هناك بعض الامور قد تؤخر هذا الانتصار وهي أن المعارضة السورية الحالية لا تتصرف على قدر المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقها، وذلك اما لأنها مخترقة او لان بعض اعضائها يتعاملون مع فكرة المجلس الانتقالي على انه نوع من انواع السلطة او المناصب التي يجب الاقتتال عليها، فهذا التشرذم والتقسيم الحاصل بينها يزيد من قمع النظام للشعب ويعطيه القوة للاستمرار في طغيانه وشراسته من جهة، وتخيف الشعب السوري من الالتحاق في صفوف الثورة لعدم توحّد معارضيه وتشتتهم من جهة ثانية، لكن باعتقادي هناك تحوّل استراتيجي مهم حققته الثورة منذ اندلاعها، أولاً الجيش السوري الحر، هذا الجيش الذي أعلن انشقاقه عن النظام الأسدي الظالم بعد أن رأى الحقيقة بأمّ عينه فبدأ بالدفاع عن المحتجين والمتظاهرين مما يجعل قوات حفظ النظام والشبّيحة في حالة ذعر وخوف يمنعهم من حريتهم في قمع المتظاهرين ويهدّد حياتهم في أي وقت وبأي مكان، ثانياً تأسيس المجلس الوطني والذي بدأ نشاطه السياسي وكان اول من طالب الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا وهو في طريقه للاعتراف به رسمياً من قبل الدول، ثالثاً زيادة العزلة الدولية للنظام مما زاد من العقوبات الاقتصادية والمالية والتي تؤدي بنهاية المطاف إلى عجز النظام عن دفع التكاليف والفواتير المادية المترتبة عليه للشبيحة والفرق الموالية، رابعاً التصريحات العدائية والتهديدية لوزير الخارجية السورية والتي تعبّر عن إفلاس نظام حزب البعث ونشوء حالة التوتر والإربكاك الشديد بين قيادييه ومسؤوليه السياسيين، هذه الاحداث وغيرها تؤكد لنا أن الثورة ستنتصر مهما تعدّدت السيناريوهات والمشاهد على ارض الواقع.
* هل تتوقع أن مجازر حماه وسجن تدمر وصدنايا وغيرها ساهمت في بناء جدار قوة وعزيمة في نفسية الشعب السوري لمواصلة صموده واصراره في ثورته القائمة بعد سكوته اربعين سنة على الظلم؟
ـ يخطئ من يظن أن الناس في سوريا كانوا خائفين من بطش النظام خلال أربعين سنة. لقد بطش بهم وهم في بيوتهم، سلبهم حريتهم وكرامتهم ولقمة عيشهم، قمعهم واعتقلهم وقتلهم على الدوام، لكنهم صمتوا لسبب واحد، لئلا تنحدر البلاد إلى اتون حرب أهلية، لئلا يتمزّق الوطن أكثر مما تمزّق بسايكس بيكو، لئلا تكون النعرات الطائفية والعرقية دافعاً للصراع على الوطن. لكن ما حدث في درعا كان الشعرة التي قصمت ظهر البعير، فبدلاً من محاكمة المسؤولين فوراً والاعتذار إلى ذوي من عذبوا وأهينوا، بادر بشار إلى قمع الناس وقتلهم، فلم يعُد الصمت ممكناً، فقامت المظاهرات مطالبة بالإصلاح وامتد الغضب من مدينة إلى مدينة مع تفاقم الحل الأمني، وبدأت السلطة بممارسة أقذر سياساتها بتفعيل البُعد الطائفي، ومع أن ادعاءاتها كانت تنكشف دوماً. فالشعب السوري حر وابي وهو محق في ثورته واعتقد انه لن يمل ولن يتراجع حتى تحقيق اهداف الثورة وانجاحها مهما كلف الثمن.
* كيف ترى تحوّل التصريحات الايرانية من الثورة السورية ؟
ـ في بداية الثورة كانت طهران اول الداعمين والمدافعين عن الاسد لكن التطوّرات الاخيرة جعلت الولي الفقيه يفكر في اطماعه الاستعمارية خصوصاً بعد اعلان الرئيس الامريكي باراك اوباما عن استعداد لسحب قواته العسكرية من الاراضي العراقية اواخر السنة الحالية، مما استدعى طهران اللحاق بالموقف المستجد والعمل وفقاً لمعادلته الجديدة، فجاء تصريح احمدي نجاد حول ادانة المجازر في سوريا بعد يوم من اعلان الانسحاب، هذا ان دل على شيء فإنه يدل على ان ايران اصبحت موقنة بسقوط نظام الأسد بسوريا وبدأت بسحب يدها من الملف وهي تقدّم تنازلات كبرى مقابل الحصة العراقية التي هي أهم بكثير من حصتها في سوريا خصوصاً أن العراق بلد النفط والثروات وذات الاكثرية الشيعية.
* ما تحليلك لموجة التصريحات العدائية والتهديدية لوزير الخارجية السورية، وهل تعبّر عن افلاس لنظام حزب البعث أم مجرد تصريحات لإشغال والهاء الاعلام المتابع عن أحداث أخرى؟
ـ التهديدات تعكس حالة ضعف قاتل وليس حالة اقتدار حقيقية لدى النظام، فطريق الانهيار ونهاية النظام باتت واضحة اليوم أكثر من أي وقت مضى، وتزايد حالات الانشقاق في صفوف المؤسسة العسكرية وانبثاق الجيش السوري الحر سيؤديان في النهاية إلى انهيار حقيقي وشامل ومؤسسي لذلك النظام الذي يحاول اليوم التلاعب بأوراق وملفات هي أكبر منه بكثير، خصوصاً أن الفزعة الطائفية المؤيدة له والواردة من إيران وأذنابها وعملائها في المنطقة لن تتيح له أبداً إمكانية الخلاص من عقاب الشعب، وهو عقاب لو تعلمون عظيم ومكلف وتاريخي في دلالاته وأبعاده، لذلك فقد كان التخبّط سيد الموقف، وكان اللجوء صوب الأسواق التهديدية والتصريحات الجوفاء هو السياسة المتبعة لمجرمي النظام الذي سيُباد في القريب العاجل بكل تأكيد، وإن حزب البعث بالتالي ليس سوى عنوان ويافطة لتحكّم سلطة عائلة متوارثة بمصير وطن، لذلك فقد كان صوت حزب البعث السوري في المعركة الدائرة حالياً في الشام صوتاً شبحياً لا يملك من القوة شيئاً والأيام ستثبت ما أقول.
* هل ترى أن للنخب الفكرية والرموز الثقافية في سوريا دوراً حيوياً وهاماً في مشوار الثورة السورية خصوصاً بعد مقتل ابراهيم قاشوش وغياث مطر ومشعل التمو بشكل شنيع على أيدي نظام الأسد؟
ـ لا شك في ان للنخب الفكرية والثقافية دوراً اساسياً في كل بلد، فهم قطب الرحى والمحرّك الاساسي للشارع فلا يمكن لمجتمع ان يتقدّم بدون نخبة تقوده وتتفاعل مع التحوّلات التي يمرّ بها، ومنذ زمن بعيد كان الصراع في المجتمعات هو صراع بين النخب، تتعامل معه السلطة والحكومات بمنطق مزدوج تارة تحتوي النخبة وتارة اخرى تستخدمها لضرب الافكار الجادة لمجموعات اخرى من النخب. فمن هذا المنطلق أدعو المفكرين والاساتذة والكُتاب السوريين إلى دعم الثورة بكل ما يملكون من قوة لأنهم ركيزة المجتمع وعليهم تبني الأوطان.
* ألا ترى أن نظام حزب البعث يحاول اللعب على وتر الفتنة الطائفية واشعالها في نسيج المجتمع السوري المتعدّد المذاهب والديانات كمحاولة من قبله لإخماد ثورة الشعب السوري الحالية؟
ـ تهديد النظام بالحرب المذهبية تارة والطائفية تارة وبإحراق المنطقة تارة اخرى يذكّرنا بما كان يقوله القذافي في ليبيا عن حرب القبائل واحراق آبار النفط والبترول وإشعال المنطقة بأسرها، فنقول للأسد كل هذه التهويلات والاكاذيب لم ولن تؤثر في إرادة التغيير المتأصلة في قلوب وعقول أبناء سوريا وستمدّهم بالقوة اللازمة لمواصلة النضال حتى تحقق المراد وهي صفات نلاحظها جلية لدى أبناء الشعب السوري والعنصر المهم في نظري ان الشعب السوري يريد أن يثبت لنفسه وللعالمَين العربي والدولي أنه شعب ليس أقل شهامة ونخوة من الشعب التونسي والمصري والليبي، وهو مستعد لتقديم كل التضحيات من أجل إثبات هذه الحقيقة. والقسم الذي أقسم به بعدم المساومة بدماء الشهداء هو تقوية للجانب المعنوي والوحدوي لهذا الشعب، وهذا ما فهمه النظام السوري ويرد عليه بعنف وقوة.
* كيف تنظر لتعامل سياسة المملكة الحكيم تجاه أحداث الثورة في سوريا؟
ـ لم تكن المملكة العربية السعودية في يوم من الايام طرفاً في أي أزمة مرّت بها البلاد العربية بل كانت دائماً داعية إلى الاصلاح والحوار بين مختلف الاطراف السياسية في البلاد ونظراً لما للمملكة من مكانة ومصداقية في محيطها العربي، وما تتسم به سياستها من توازن وعقلانية فقد لعبت دوراً مهماً كوسيط نزيه ومقبول لحل الخلافات العربية (الداخلية والإقليمية)، انطلاقاً من اهتمام المملكة بالمحافظة على التضامن العربي. وقامت بجهود توفيقية عظيمة هدفها إزالة الخلافات العربية الجانبية التي تفتّ في عضد ووحدة الصف العربي، وآخر انجازاته ما رأيناه بالامس القريب نجاح المبادرة الخليجية لحل الازمة اليمنية اما بالنسبة للوضع في سوريا فلقد وقفت المملكة تجاه مسؤوليتها التاريخية نحو أشقائها بعد ان رأت المجازر والقمع الدموي والظلم الحاقد، فسارعت مطالبة بإيقاف آلة القتل، وإراقة الدماء، وتحكيم العقل قبل فوات الآوان. وطرح وتفعيل إصلاحات لا تغلفها الوعود بل يحققها الواقع، ليستشعرها إخوتنا المواطنون في سوريا في حياتهم.
* تقلد سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز ولاية العهد كيف تراه بالنظر التحليلي للصفات القيادية للأمير نايف والنجاحات الأمنية التي حققها في مواجهة تنظيم القاعدة؟
ـ عندما نتحدث عن رجال صنعوا تاريخاً، فلا بد أن نتحدّث عن الامير نايف بن عبدالعزيز الذي أصبح من دعامات الوطن العربي بأجمعه بعد ان حقق لكثير من العرب احلامهم واولهم أبناء المملكة بقضائه على الإرهاب الذي كان يهدّد امتنا العربية وقيامه بإنشاء برنامج لتأهيل الموقوفين بقضايا إرهابية.
فالأمير نايف شخصية قيادية فذة متعددة الجوانب، أمضى سنوات طويلة وما زال يخدم الوطن والمواطن العربي، وهو مشهور ببُعد النظر والحنكة السياسية والأمنية وذو شخصية قوية ونفوذ على المستويين الداخلي والخارجي.
* كيف تصفون جهود خادم الحرمين الشريفين في دعوته إلى السلام والحوار بين الاديان؟
ـ لقد توالت جهود خادم الحرمين الشريفين في سبيل تضامن الأمة ووحدتها لتشكّل تجسيداً حقيقياً لدعوة القرآن والسنة وتجلت مواقفه المشرّفة مثالاً صادقاً لمقاصد الوحدة والاجتماع والتآلف والتعاون بين شعوب الأمة الإسلامية وها هي كلماته وخطاباته في مؤتمرات القمة الإسلامية تشهد بذلك.
* كيف ترون القرار التاريخي لخادم الحرمين الشريفين في اشراكه للمرأة السعودية في منظومة مجلس الشورى والمجالس البلدية؟
ـ المرأة السعودية شريك حقيقي في المجتمع السعودي، خصوصاً في عصرنا الحالي بعد ان شغّلت في ميادين عديدة وتولّت مناصب مهمة مثل الصحافة والإعلام وحققت نجاحاً باهراً، فكان لا بد لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من التفاتة حقيقية للمرأة لإيمانه بحقها في المشاركة وأهمية دورها في تطوير الخدمات البلدية والقضايا الاجتماعية غير المفعّلة لأنها أكثر ملامسة لاحتياجات الأسرة والمجتمع.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق