بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الخميس، 17 نوفمبر 2011

الأحوازيون في مخيّمات الشتات:مخيّم الوليد كمثال بقلم : إيمان سلاّم


مدونة قلم رصاص

بالقضاء على آخر إمارة في‮ ‬الساحل الشرقي‮ ‬للخليج عام 1925 ‬وسلب السيادة العربية هناك من العرب،‮ ‬هيّأت حكومات الاحتلال الإيرانية المتتالية الأجواء الملائمة لتمرير مشروع عنصري‮ ‬خطط له المنظّرون الفرس في‮ ‬الربع الأخير من القرن التّاسع عشر‮ ‬والذي‮ ‬يهدف لطرد العرب من الأحواز،‮ ‬وطمس المعالم التي‮ ‬تدل على وجودهم في‮ ‬هذه الأرض العربية،‮ ‬حتى تتغيّر التركيبة السكانية لصالح العنصر الفارسي‮ ‬(في الساحل الشرقي من الخليج العربي) في‮ ‬المرحلة الأولى من تنفيذ هذا المشروع،‮ ‬ليكتمل عندها السيطرة على حوض الخليج بالكامل في‮ ‬المرحلة الثانية‮. و تنفيذا لمخططها، قامت سلطات الاحتلال الفارسي بتضييق الخناق على العرب في الأحواز المحتلّ و ممارسة كلّ أنواع الاضطهاد و التنكيل بهم لإجبارهم على ترك مدنهم و قراهم و التوجّه نحو أقطار عربيّة أخرى أو اللّجوء لدى دول غربيّة. وتنقسم ظاهرة الهجرة العربية التي‮ ‬شهدتها قرى ومدن وموانئ الأحواز طيلة العقود الثمانية الماضية إلى‮ أربع ‬موجات من الهجرة،‮ ‬بدأت الموجة الأولى لهجرة العنصر العربي‮ ‬من الجزر والساحل الشرقي‮ ‬للخليج في‮ ‬ثلاثينيات القرن الماضي،‮ ‬وجاءت الموجة الثانية من الهجرة لأبناء الأحواز بعد الحرب العالمية الثانية عندما دخلت دول الساحل الغربي‮ ‬للخليج في‮ ‬مرحلة تاريخية جديدة لتشهد هذه الدول المزيد من التطور والعمران والنمو الاقتصادي،‮ ‬وكانت الموجة الثالثة من هجرة أبناء الشعب العربي‮ ‬وترك ديارهم من أخطر موجات الهجرة التي‮ ‬شهدتها الأحواز وأكثرها دموية،‮ ‬حيث بدأت الموجة منذ الأيام الأولى للثورة الإيرانية عام‮ ‬8791 ‬واستمرت حتى نهاية الألفية الثانية،‮ ‬في‮ ‬حين امتدت الموجة الرابعة من هجرة العرب الإجبارية من الأحواز من عام‮ ‬2000‮ ‬حتى‮ ‬يومنا هذا‮.و من ضمن الأقطار العربيّة التي استقبلت الأحوازيين نجد العراق في عهد الرئيس الرّاحل صدّام حسين و حيث وجدوا الملاذ من الملاحقات الفارسيّة.لكن و مع سقوط النظام العراقي إبّان الاحتلال الأمريكي الغاشم بمعاضدة إيرانيّة عن طريق فيلق بدر و فرق الموت،لم يعد العراق ذلك القطر العربيّ الآمن و أصبح الأحوازيون المتواجدون هناك عرضة من جديد لخطر المخابرات و الميليشيات الإيرانيّة. فازدادت مع الوقت وتيرة استهداف الأحوازيين من قبل أزلام إيران في العراق وتصاعدت عمليات الخطف والتعذيب والقتل والتهديد والتهجير القسري في مناطق متفرقة من بغداد وعلى أثر قصف مجمع البلديات بعدد من قذائف الهاون وسقوط 41 شهيدا و كثير من الجرحى بتاريخ 6002/11/70 بدأت رحلة جديدة من الشتات والتهجير بخروج عوائل احوازية بينهم أطفال ونساء ، باتجاه الحدود العراقية السورية على أمل الالتحاق بمخيم التنف على الحدود العراقية السوريّة الذي تم إنشاءه في حزيران 6002 وقد وصل عدد النازحين فيه 004 احوازي شهر تموز من عام 8002 بينهم أطفال ونساء وكبار بالسن ومرضى ومعاقين ، إلا أن السلطات العراقية رفضت إخراجهم وانضمامهم للمخيم فأنشأ مخيم جديد قبل البوابة العراقية عند محطة الوقود في منطقة الوليد ليتم
37اللجوء إليه كلما ساءت الظروف وازداد التضييق على الأحوازيين ، كان آخر الوافدين إليه احوازي يوم الأربعاء الموافق4/10/2007 بعد تعرض بيوتهم في بغداد و مدن أخرى في الجنوب للاعتقال الجماعي من قبل مغاوير الداخلية العراقية و إهانتهم وتعذيبهم وتهديدهم بعدم البقاء في العراق واختطاف آخرين من قبل الميليشيات في كربلاء و النجف و البصرة.
يعيش الأحوازيون في مخيّم الوليد ظروفا إنسانيّة غاية في القسوة وحسب المعلومات المتوفرة فإنّ إدارة المفوضية العليا للاجئين في مخيم الوليد أوقفت تقديم المساعدات لهؤلاء اللاجئين بدون أي سبب يذكر، وفي هذا الشتاء والبرد القارص لم تزودهم المفوضية بما يقيهم البرد كمدافئ وبطانيات لمواجهة البرد الشديد في تلك المنطقة الصحراوية، هذا بالإضافة إلى النقص الشديد في المواد الغذائية،والغريب في الأمر أنّ هذا القرار الصادر من المفوضية بإيقاف المساعدات لا يشمل كل أفراد المخيم، بل فقط الأحوازيين حيث تؤكد المعلومات على إن اللاجئين الفلسطينيين والأكراد مازالوا يستلمون المساعدات من قبل المفوضية العلياء لشؤون اللاجئين، والأسوأ من ذلك إن هنالك حالات مرض تحتاج إلى مساعدات خاصة للعلاج الفوري وهناك حالات أمنية تهدد بعض من إخواننا الأحوازيين القاطنين في المخيم حيث تطاردهم أيادي المخابرات الفارسية هناك، ويتلقون تهديدات يوميا من قبل وزارة الداخلية العراقية، وللمخابرات الفارسية تحركات ملحوظة هناك. هذا وقد أعلن عن اتخاذ قرار بإغلاق مخيّم الوليد وذلك بسبب عدم وجود دول تستقبل اللاجئين من هذا المخيم و عجز المفوضية من توفير مكان آمن لهؤلاء اللاجئين في العراق.و هنا نتساءل ما مصير هؤلاء العرب الذين هجّروا من أرضهم و من ثمّ طردوا من بلد اللجوء ليعرفوا ضنك العيش في قلب الصحراء المقفرة و هاهم الآن أصبحوا غير قادرين حتى على الحصول على سقف خيمة تأويهمỊمع العلم أنّ سلطات الاحتلال الإيرانيّة تترقّب الفرصة لتعتقلهم و تودعهم سجون التعذيب أو تنصب لهم المشانق.


بقلم:إيمان سلاّم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق