بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الاثنين، 14 نوفمبر 2011

تسخين الملف الإيراني

هذه ليست المرة الاولى، التي يتصدر الخيار العسكري الاجندة الدولية في التعاطي مع الملف النووي الايراني،اذ كان احتمال توجيه ضربة عسكرية لمنشات طهران النووية حاضرا في وسائل الاعلام، وتقارير اجهزة الاستخبارات ومراكز الابحاث خلال السنوات الماضية، وكان يتقدم او يتراجع وفقا لتطورات الاحداث الاقليمية والدولية، وحسب اولويات مطابخ القرار في واشنطن وتل ابيب والحلفاء الاوروبيين، لكن اسرائيل كانت دائما الاكثر حماسا بالتفكير في الحل العسكري، فهي تزعم ان الخطر النووي الايراني يستهدف وجودها.
ويبدو التصعيد الذي شهدته الايام الماضية احد تداعيات التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، وخروجها عن سيطرة القوى الدولية،بعد مفاجآت «الربيع العربي» التي كانت خارج الحسابات السياسية، ويمكن تركيب العديد من المشاهد، التي تقود الى استنتاجات تتعلق بتزايد التهديدات الغربية، بتغليظ العقوبات على ايران، فيما تولت اسرائيل اطلاق تهديدات بتوجيه ضربة عسكرية.
لم يحمل أحدث تقرير لوكالة الطاقة الذرية، الذي صدر قبل ايام جديدا بشأن اتهام ايران باخفاء معلومات حساسة حول برنامجها النووي، وسعيها الدؤوب لصنع قنبلة نووية، فمثل هذه الاستنتاجات وردت في تقارير سابقة، لكن التصعيد الاسرائيلي الغربي كان مضخما هذه المرة،والتهديد الاسرائيلي بعمل عسكري سبق نشر تقرير وكالة الطاقة الذرية، وتزامن مع اجراء اكبر مناورات عسكرية اميركية اسرائيلية مشتركة، ولان علاقات ايران بجوارها العربي مضطربة، بسبب تزايد الشكوك بنوايا وسياسات طهران، فقد وفر ذلك ارضية مناسبة لاستثمارها من قبل واشنطن وتل ابيب، لتسخين الملف النووي الايراني، وقبل اسابيع قليلة اعلنت الادارة الاميركية عن احباط خطة ايرانية، لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، وبغض النظر عن قوة المعطيات التي دعمت بها واشنطن قصة « المؤامرة « الايرانية،فقد سبق ذلك اتهام المملكة العربية السعودية لايران، بدعم الاضطرابات الطائفية التي حدثت في المنطقة الشرقية،يضاف اتهامات بحرينية مدعومة خليجيا لايران بدعم الاحتجاجات التي شهدتها البحرين خلال العام الحالي، واعطائها صبغة طائفية، الامر الذي استدعى ارسال قوات درع الجزيرة الى البحرين.ومن مفارقات المشهد العربي، ان ايران هي حليف استراتيجي لسوريا التي تشهد ثورة شعبية، ضد الاستبداد والفساد وتطالب بالاصلاح والحرية، لكن ايران رغم ضجيج الشعارات الثورية التي ترفعها تقف موقفا داعما للنظام السوري الذي يحارب شعبه !.وهنا يجدر الانتباه الى ان ضمن الاستراتيجية الاميركية الاسرائيلية، تفكيك تحالف نظام الملالي مع نظام الاسد،ومن نكد السياسة ان هذه تشكل نقطة التقاء مع العديد من الاطراف العربية التي تعتبر محور دمشق - طهران، في غير صالح القضايا العربية.وفي ضوء هذه العناصر المركبة والمعقدة للملف الايراني، ووجود شبه اجماع دولي على ادانة «النووي الايراني»، ربما تجد اسرائيل مناخا مشجعا لمغامرة عسكرية،لكن لا احد يضمن كيف ستكون النهايات، وقد تكون التهديدات الايرانية بازالة اسرائيل عن الوجود خيالية، لكن من الغباء تجاهل احتمالات امتداد النيران للمنطقة، ما يؤدي الى خلط الاوراق والملفات.واذا كان التهديد العسكري مجرد اداة ترهيب، فان الخيار الاخر هو ممارسة ضغوط اضافية على المجموعة الدولية والامم المتحدة لتغليظ العقوبات على ايران.
ثمة فرق بين الطموحات المشروعة لأي دولة، في تحقيق نهضة علمية واقتصادية، وبضمنها الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وبين وجود اطماع توسعية ونزوع نحو الهيمنة، ربما تكون لدى ايران طموحات، لكن المؤكد انها ذات اطماع في محيطها العربي، والادلة على ذلك متوفرة،وابرزها احتلالها للجزر الاماراتية الثلاث، وقبل ذلك بعقود احتلالها لاقليم عربستان، واصرارها على فارسية الخليج العربي، وبعد الاحتلال الاميركي للعراق استثمرت ايران البعد المذهبي، لبسط هيمنتها شبه الكاملة على هذا البلد العربي، وتأجيج الصراع الطائفي،زد على ذلك « باطنيتها» في التعامل مع محيطها العربي.

Theban100@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق