بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الاثنين، 28 مايو 2012

الاتحاد الخليجي سيحدث تغييراً شاملاً في استراتيجيات الشرق الأوسط.

  الاتحاد الخليجي سيحدث تغييراً شاملاً في استراتيجيات الشرق الأوسط..:

رئيس تحرير «السياسة» الكويتية لـ الوطن:ولاء المعارضة البحرينية لإيران يمنعها من الاستجابة لإصلاحات الملك

 أجـرى الحـوار- وليـد صبـري: أكَّد رئيس تحرير صحيفة “السياسة” الكويتية والمحلل السياسي أحمد الجارالله إنَّ “المعارضة البحرينية لا تتعاون مع عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في تنفيذ البرنامج الإصلاحي لجلالته وتسعى للتأزيم، لأنَّ ولاءها لإيران وليس للبحرين”، مشيراً إلى أنَّ “إيران ضالعة في أعمال الشغب بالبحرين والمنطقة الشرقية”. وأوضح الجارالله في حوار خاص لـ«الوطن”، أنَّ “إيران تجند خلايا نائمة وجواسيس ومثيري شغب ومبشرين في دول مجلس التعاون”، مؤكداً أنَّ “الاتحاد الخليجي الرادع الأكبر للتدخلات والتهديدات الإيرانية لدول مجلس التعاون”. وأضاف أنَّ “الاتحاد الخليجي يقوي تعاون دول المجلس لمواجهة التحديات الأمنية التي قد تمر بها في المستقبل، خاصة وأنَّ المنطقة تواجه أخطاراً وتحيط بها التحديات ولابد من توحيد الرؤى لدول مجلس التعاون”. وشدد الجارالله على أنه “لو ارتقى تعاون العرب لمستوى اتحاد دول مجلس التعاون لتغيَّرت سياسة الشرق الأوسط لصالح العرب”. ولفت الجارالله إلى أنَّ “تلويح إيران بإغلاق مضيق هرمز دليل رعب”، مستبعداً قدرة النظام الإيراني على “الإقدام على تلك الخطوة”. ورأى أنَّ “إيران تسعى لتصدير أزماتها الداخلية للخارج، وكلما تعرض النظام الإيراني لضغط دولي يظهر ذلك من خلال تصريحات حكومات العراق وسوريا ولبنان خاصة “حزب الله”، فيما أكَّد أنَّ “ولاء حكومة نوري المالكي لإيران”. ولفت إلى أنَّ “حزب الله بزعامة حسن نصرالله لم يستطع خداع المجتمع الدولي لفترة طويلة بشأن المقاومة ضد إسرائيل، لأنَّ موقفه من الثورة السورية كشف عورته أمام العرب والمسلمين”، مشيراً إلى أنَّ “الأوضاع في سوريا شائكة خاصة مع دعم روسيا والصين للنظام السوري”. وذكر أنَّ “الثورة في ليبيا كانت أكثر تنظيماً، خاصة مع اتحاد المعارضة في كيان واحد تحت لواء المجلس الوطني الانتقالي في مواجهة الزعيم الراحل معمر القذافي”. وقال الجارالله أنَّ “اليمن يواجه جملة من التحديات خاصة مع تنحي الرئيس السابق علي عبدالله صالح”. وخلص الجارالله إلى أنَّ “خسائر مصر من ثورة 25 يناير في ظل الربيع العربي يفوق خسائرها من الفساد الذي تم اكتشافه بعد الثورة، في ظل نظام الرئيس السابق حسني مبارك”، مشيراً إلى أنَّ “الإخوان المسلمين في مصر سيواجهون مصير مبارك وسيلفظهم الشعب المصري إذا قادوا البلاد نحو الدولة الدينية”.. وإلى نص الحوار: ولاء المعارضة لإيران ^ كيف تقيّم الأوضاع في البحرين في ظلِّ الإصلاحات التي يقوم بها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وموقف المعارضة المناهض، ولجوء بعض المشاغبين للشارع، واستخدام العنف ضد رجال الشرطة وإلقاء القنابل الحارقة والمولوتوف وحرق الإطارات؟ - دعني أقل لك حقيقة لا تقبل الجدال، مهما قدّم جلالة الملك من إصلاحات، فلن ترضى عنها المعارضة، لأنَّ ولاءها ليس للبحرين وإنما لإيران، والطبيعي أنْ يكون المواطن ولاءه لبلاده، لكن المعارضة في البحرين تتصرف بشكل مختلف، ومنذ نحو عقد تقريباً أكَّد رئيس إحدى الدول العربية أنَّ مشكلة الشيعة في الخليج أنَّ بعضهم ولاءه ليس لوطنه في الخليج وإنما لإيران ولسلطة ولاية الفقيه، وتلك هي المعضلة، ففي أمريكا على سبيل المثال عندما يكتسب الشخص الجنسية الأمريكية فأول شيء يفعله هو القسم على الولاء لأمريكا، وبالتالي من يكون ولاءه للخارج فهو خائن. ^ كثير من المحللين ذهبوا إلى أنَّ إيران ضالعة في الاحتجاجات وأعمال الشغب بالبحرين والمنطقة الشرقية، إلى أي مدى تتفق مع هذا الطرح؟ - بلاشك، إيران ضالعة في الاحتجاجات الطائفية وأعمال الشغب بالبحرين والمنطقة الشرقية، فإيران لديها خلايا نائمة وجواسيس ومثيري شغب ومبشرين مزعجين في سفاراتهم. ^ بهذا المنطق، كيف تواجه دول مجلس التعاون الخليجي الخطر الإيراني؟ - بالوحدة.. وخير مثال على ذلك دخول قوات درع الجزيرة للبحرين في الأحداث الأخيرة، فمجلس التعاون الخليجي أعلن تأييده الكامل للبحرين، ومن ثمَّ كان لدخول القوات أهمية كبيرة في حماية البحرين ومنشآتها من خطر الغزو الإيراني، في ظلِّ معارضة تستقوي بالخارج وولاءها المعلن لإيران، ولنتذكر في السابق فقد تكرر الموقف من قبل حينما اتحدت دول مجلس التعاون وأعلنت دعمها للكويت ضد الغزو العراقي ووقوفهم ضد صدام حسين وتمكّنهم من تحرير الكويت، كما إننا نثمن العلاقات الجيدة والتعاون الوثيق بين دول مجلس التعاون الخليجي، وخير مثال على ذلك التعاون الأخير بين قطر والبحرين، حينما اكتشفت قطر الخلية النائمة التي كانت تريد نسف جسر الملك، وكشفته السلطات الأمنية في قطر عن مؤامرة تستهدف السفارة السعودية في البحرين، مشيرة إلى المخطط كان يستهدف تفجير جسر الملك فهد الرابط بين البحرين والسعودية. إيران مرعوبة وخائفة ^ كيف تقيِّم التهديدات الإيرانية للمجتمع الدولي بغلق مضيق هرمز؟ - تلويح إيران بغلق مضيق هرمز”هجس”، ومن يريد أنْ يفعل شيئاً لا يبالغ في إعلان ما يريد فعله، ولكن ذلك دليل رعب وخوف إيران من المجتمع الدولي، وهناك مثل يقول “شعلى الذيب من طقاع النعجة” بمعنى عندما يهم الذئب بأكل النعجة، فلن يخيف الذئب ما تطلقه من ريح ولن يكون ذلك سبباً لترك فريسته.. وهذا ما يفسِّر موقف إيران من التلويح بإغلاق مضيق هرمز. ^ كيف تقيِّم العلاقات بين الكويت والعراق في الوقت الحالي؟ وماذا عن المشاكل العالقة بين البلدين؟ - أعتقد أنَّ العلاقات بين الكويت والعراق في طريقها للحل، والملفات الشائكة سيتم التوصل إلى حلول إليها، خاصة ملف ميناء مبارك الكبير، وأعتقد أنَّ العراق لو أراد بناء ميناء سيحتاج إلى أكثر من 20 عاماً للقيام بذلك. ^ وماذا عن الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي؟ - حكومة نوري المالكي معروفة بولائها التام لإيران، ومن يكون ولاءه لإيران عليه أنْ يدفع الفاتورة السياسية، وهذا نلحظه جيداً حينما يزداد الضغط على إيران، تبدأ تلقائياً في تصدير الأزمات للخارج من خلال حكومات الدول الموالية لها في العراق وسوريا ولبنان ممثلة في حزب الله. ^ كيف تقيم سياسة “حزب الله” اللبناني؟ - “حزب الله” بزعامة السيد حسن نصرالله كذب على الجميع بقصة المقاومة ضد إسرائيل، وقد كشفت عورته الثورة السورية، خاصة في ظلِّ إعلان تأييده لنظام الأسد ضد المتظاهرين، وفي رأيي اذا تمَّ القضاء على إيران فسوف يقطع أذنابها في الدول العربية. ^ كيف ترى الربيع العربي؟ وماذا عن الثورة السورية؟ - الأوضاع في سوريا شائكة خاصة مع وقوف روسيا والصين بجانب نظام الرئيس بشار الأسد، وهذا يزيد من تأزم الموقف، وأعتقد أنَّ حل المشكلة سيستغرق وقتاً طويلاً، خاصة مع عدم استجابة نظام دمشق لنداء المجتمع الدولي، وعدم التزامه بخطة الأمم المتحدة لوقف أعمال العنف والقتل. ^ وماذا عن اليمن؟ - الوضع في اليمن يشير إلى أنَّ هناك من كان يريد تنحي الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وهناك من يريد بقاؤه، وأعتقد أنَّ اليمن يواجه تحديات جمة خاصة من الحوثيين والانفصاليين في الجنوب وتنظيم القاعدة، فضلاً عن المشاكل الاقتصادية التي تواجه البلاد. ^ وكيف ترى الربيع العربي في ليبيا؟ - في ظني أنَّ مسار الثورة في ليبيا كان الأفضل من حيث التنظيم، حيث تمَّ تأسيس مجلس انتقالي برئاسة المستشار مصطفى عبدالجليل وحصل على تأييد عربي ودولي، ضد نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، الذي أجمع العالم كله على ضرورة تنحيه عن الحكم، إلا من بعض الدول التي أعلنت دعمها له خاصة في أفريقيا وبعض الدول في أمريكا اللاتينية. ^ وكيف تقيّم الثورة في مصر؟ - ثار الشباب في مصر ضد الفساد، ووعدهم الرئيس السابق حسني مبارك بالرحيل، وحذرهم من تولي الإخوان المسلمين مقاليد السلطة.. لكني أتساءل بعد الثورة عن خسائر مصر مقارنة بالفساد الذي تمَّ اكتشافه، كم مصنع أغلق؟ وكم شركة خسرت استثماراتها؟ وكيف يمكن عودة الثقة للاستثمار في مصر؟ إذن خسائر مصر من الثورة تفوق خسائرها من الفساد الذي تمَّ اكتشافه، في ظلِّ نظام مبارك، وتلك حقيقة لا يمكن الجدال فيها. ^ وماذا عن فكر “الإخوان المسلمين” في مصر واتهام بعض المحللين للتنظيم بالسعي نحو السلطة؟ - لا أستبعد أن يواجه “الإخوان المسلمون” مصير مبارك، ولاشك أنَّ لهم أهدافاً دينية تحوّلت لأهداف سياسية، وسيفشلون في قيادة مصر نحو الدولة الدينية، لأنَّ الشعب المصري سيلفظهم وسيواجهون مصير الرئيس السابق إذا قادوا مصر نحو الدولة الدينية. استفتاء الشعب الكويتي ^ ماذا عن الوضع السياسي في الكويت والانتخابات البرلمانية الأخيرة؟ وما حقيقة نواب التأزيم؟ - عشنا في الكويت فترة احتقان سياسي وفراغ دستوري، والسبب السلوك التأزيمي الذي مارسه بعض النواب، والذين وجدوا فيما يعرف بقضية “الإيداعات المليونيــــــــــة” الوســــــــــيلة والفرصــــــــــة لإسقاط الحكومة ومجلس الأمة، وأعتقد أنَّ السبب في ذلك شعور نواب التأزيم أو “المتأزمين” بالضيق من الأغلبية المؤيدة لرئيس الوزراء السابق سمو الشيخ ناصر المحمد الصباح في الحكومة وفي مجلس الأمة، فكانت تمر القوانين بشكل سلس داخل مجلس الأمة، إلا أنَّ هؤلاء النواب رفعوا شعارات منها “إلا الدستور” و«تطبيق القانون”، لكن أمام مصالحهم ووساطتهم وخدماتهم للمقربين منهم بدؤوا ينقلبون على الدستور والقانون، ويمنعون الشرطة من ممارسة مهامها، لذلك شددنا على ضرورة عودة الهيبة للدولة، بعد أنْ سادت العصبية القبلية في فترة من الفترات فالمطيري مطيري، والشمري شمري، وبالتالي لا يحكم النظام ولا الدستور وإنما الحكم للقبلية، وعندما شعر نواب التأزيم من أنَّ هناك أغلبية تطبق الدستور والقانون انزعجوا. وللمرة الأولى نجد نواباً يقفون أمام قصر العدل يطالبون بوقف تنفيذ أحكام القضاء، ويرفضون قرارات المحاكم، فإذا اخترق القضاء فماذا بعد؟ وإذا زحفوا على القضاء مثلما زحفوا على السلطة التنفيذية في السابق، فماذا بقي في البلاد؟!! وللأسف وجد هؤلاء النواب ضآلتهم في قضية “الإيداعات المليونية” التي ضخمت بشكل كبير، وأخذت أكبر من حجمها، واتهم فيها نواب وأعتقد أنهم ستبرأ ساحتهم أمام الرأي العام، وأمير الكويت أمام هذا الموقف قرر قبول استقالة حكومة سمو الشيخ ناصر المحمد الصباح، وقام بحلِّ مجلس الأمة الكويتي والدعوة لانتخابات تمت في فبراير الماضي وتشكيل حكومة جديدة برئاسة سمو الشيخ جابر المبارك الصباح، وأعتقد أنَّ الانتخابات الأخيرة كانت بمثابة استفتاء من أمير الكويت للشعب حول نوعية النواب، الذين يرغبون في انتخابهم لقيادة مجلس الأمة في الفترة المقبلة، وهذا ما حدث بالفعل. ^ هل تعتقد أنَّ قضية “الإيداعات المليونية” وراءها خلافات شخصية بين الشيخ ناصر المحمد ونواب التأزيم؟ - أنا مراقب للعمل النيابي منذ المجلس التأسيسي، ولقد لاحظنا في الفترة الأخيرة ما قبل حلِّ المجلس أنَّ هناك نواباً يريدون افتعال وإثارة المشاكل، ولاشك في أنَّ هناك قضايا شخصية واختصام شخصي بين نواب التأزيم تجاه الشيخ ناصر المحمد، وليس لها علاقة بسلوك الحكومة، فتكلموا عن تحويلات مليونية صرفتها الحكومة في مهمات خارجية، والقضاء قادر على حسم الموضوع. ونواب التأزيم ما انفكوا يوجّهون الاتهامات تلو الاتهامات إلى سمو الشيخ ناصر المحمد وأنصاره، لكن صورة الرجل كانت ولازالت حضارية في التعامل مع تلك المواقف، رغم استقالته من رئاسة الوزراء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق