بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الأحد، 27 مايو 2012

قلق وترقب بعد التوتر بين أذربيجان وإيران


azerbaijan
ايلاف تقرير من أشرف أبو جلالة
تمر العلاقات الحالية بين إيران وجارتها أذربيجان بحالة توتر على خلفية استضافة العاصمة باكو لمسابقة الأغنية الأوروبية التي انتقدتها طهران لكونها "غير اسلامية" وقد سحبت إيران قبل عدة أيام سفيرها من هناك.

القاهرة: تشهد أذربيجان حالياً توتراً متزايداً في العلاقات مع الجارة إيران، على خلفية استضافة عاصمة الأولى، باكو، الغنية بالنفط، مسابقة الأغنية الأوروبية للعام 2012.
وقد سحبت إيران قبل عدة أيام سفيرها من هناك، بعد أن قام متظاهرون في باكو برفع مجموعة صور لقادة إيرانيين يرتدون بشكل تحريضي ملابس ذات إيحاءات مثلية الجنس.
واستهدف المتظاهرون رجل دين إيراني أدان مسابقة الغناء التي تشارك بها جنسيات مختلفة، واعتبرها "موكباً للشواذ". في حين أعلنت الشرطة في باكو أن إيرانيين يوزعون اسطوانات مدمجة مجانية ينتقدون فيها المسابقة، لكونها "غير إسلامية". وفي هذا السياق، أوردت صحيفة "واشنطن تايمز" الأميركية عن محللين قولهم إن إيماءات الغضب هذه تكشف عن وجود صدع حقيقي في العلاقات الإقليمية.
وقال هنا المحلل السياسي الأذربيجاني زاردوست علي زاده :" هذا فقط هو الجانب المرئي من ذلك التوتر. والسبب الحقيقي هو العلاقات الوطيدة للغاية التي تربط بين أذربيجان وإسرائيل والغرب، وتشعر إيران بعدم الراحة تجاه تلك العلاقات الوثيقة".
ومضت الصحيفة تشير في هذا الجانب إلى أن أذربيجان تربطها علاقة قوية بإسرائيل، من خلال صفقات السلاح التي تبرمها مع الدولة اليهودية. وأكثر من ذلك، حسبما نقلته مجلة فورين بوليسي عن مسؤولين أميركيين لم تكشف هوياتهم، هو أن أذربيجان ستتعاون مع إسرائيل إذا قررت شن هجوم على برنامج إيران النووي.
ولا يشعر قادة كبار في باكو أنهم مضطرون للاعتذار عن تلك العلاقات التي تربطهم بإسرائيل وبالولايات المتحدة. ونقلت الصحيفة عن علي حسنوف، أحد كبار المسؤولين في إدارة الرئيس إلهام علييف، قوله :" تريد إيران من أذربيجان أن تُكَوِّن صداقة مع أصدقائها، وأن تصبح عدوة مع أعدائها. وأنا أؤكد هنا أننا نكون علاقاتنا مع باقي الدول في الإطار الذي يضمن تحقيق مصالح وأهداف دولة أذربيجان".
إلى هنا، أعقبت الصحيفة بلفتها للوضعية الإستراتيجية العالمية التي تتميز بها أذربيجان، بفضل طبيعتها الجغرافية والجيولوجية. وعبر بعض المحليين عن قلقهم من أن تتعامل بلدهم، التي ترتبط بتحالفات إستراتيجية مع بلدان قليلة، بتهور مع إيران.
وقال فافا غولوزادي مستشار العلاقات الخارجية السابق إبان فترات حكم ثلاثة رؤساء خلال عقد تسعينات القرن الماضي:"لابد وأن تلتزم أذربيجان بالحذر الشديد في تعاملها مع إيران. ولا يتوجب على أذربيجان أن تهين مسؤولين إيرانيين. ولا ينبغي عليها كذلك أن تمنح إيران ذريعة لضربها أو لأخذ تدابير قوية تجاهها".
ونوهت الصحيفة في السياق ذاته كذلك إلى طبيعة العلاقات المعقدة التي تربط أذربيجان بالغرب. فرغم الاستثمارات الكبرى التي تقوم بها الشركات الأوروبية والأميركية في موارد البلاد الطبيعية، إلا أنها تسير ببطء على طريق الإصلاحات الديمقراطية.
فضلاً عن الانتقادات التي وجهت لها بعد فوزها العام الماضي بحق تنظيم تلك المسابقة الغنائية، خاصة بعد أن كشف مراجعو حسابات مستقلون عن إجمالي ما أنفقته أذربيجان على تلك المسابقة هو 800 مليون دولار، في الوقت الذي تقصر فيه الحكومة في تطوير بني تحتية هامة مثل توفير مياه الشرب إلى المناطق الريفية.
ومضت الصحيفة تنقل عن الخان ساهينوغلو، مدير مركز أطلس للأبحاث في باكو، قوله :" قد تجد أذربيجان نفسها معزولة في منقطة متفجرة نظراً لأن فسادها ونقص الإصلاحات الديمقراطية يمنعاها من الاندماج مع المؤسسات الأوروبية والدولية".
وختمت الصحيفة بنقلها عن محللين قولهم إن أذربيجان مازالت تواجه الاختيار بين الإصلاحات الديمقراطية والعلاقات الوطيدة مع الغرب أو التوصل لشكل من أشكال الاتفاق مع دول جوارها إيران وروسيا، لكن من الواضح أنها غير قادرة على فعل الاثنين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق