بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الاثنين، 23 أبريل 2012

الأحواز المحتلة

د. مطلق سعود المطيري
    تكاد تسقط بلاد الأحواز من الذاكرة العربية، إلا أن إرادة شعبها العربي المناضل يعمل بكل بسالة وبطولة لتبقى هذه الأرض العربية خالدة الذكر والوجود في محيطها العربي المنكفئ على ذاته ضعفا وهوانا، منذ الاحتلال الفارسي لهذه الأرض عام 1926 وشعبها يقاوم هذا الاحتلال بكل ما أوتي من قوة، حافظ على النسيج العربي المكون لتاريخه فمازالت القبائل والعائلات العربية هناك تقاوم للحفاظ على اسمائها، وتعيد إنتاج حكايات الماضي لتنشط بها ذاكرة أجيالها وتتعرض من أجل هذا - فقط - لحرب إبادة من القوات الغازية على مدار الساعة واليوم.
الأحواز بلد غني جدا، حيث يقدم للاقتصاد الإيراني حوالي 85% من إنتاج دخله العام من النفط والغاز، ويوجد بها خمسة أنهار من أصل سبعة في بلاد فارس مما جعلها أرضا خصبة للزراعة وهي المنتج للرئيس للسكر والذرة، وقال عنها الرئيس الإيراني السابق خاتمي:"إيران تحيا بخوزستان".
لا يوجد شعب بالعالم أهملت قضية مثل الشعب الأحوازي، حتى القوة الاستعمارية التي ساعدت على تسليم هذا البلد العربي لقوى الاحتلال الفارسي، لم تكفر عن ذنبها بشئ، مع أنها ساعدت اليهود لتكفر عن ذنب القارة الأوربية بأكلمها، وجاءت بوعد بلفور كنص شرعي يستند عليه المحتل الصهيوني، واليوم لندن أكثر ما يشغلها في إيران هو السلاح النووي من أجل أن تصون وعدها الخالد لأمن إسرائيل وبقائها للأبد، أما أن تعمل بأخلاق الإنسانية وتكفر عن جرمها الذي أفقد الشعب الأحوازي كرامته وأرضه فذاك ليس من أخلاقها الإنسانية.
الأرمن كجماعة تقيم في تركيا وكجزء من تكوينات الشعب التركي وليس مستقلا أرضا عنه، مازالت السياسة الدولية تتعقب اسطنبول في كل مناسبة من أجل إسقاطها في العقوبة لكي تدفع ثمن ما تعرض له الشعب الأرمني في عهد الدولة العثمانية، هجوم كاسح تتعرض له تركيا اليوم في كل عواصم القرار الدولي من واشنطن إلى لندن وأخيرا شاهدناه في باريس، هذا التحرك السياسي الذي ينشط من أجل معاقبة تركيا، لم نشهده يتجه لطهران من أجل معاقبتها على ما اقترفته بحق الشعب الأحوازي علما بأن ما تعرض له هذا الشعب العربي هناك يعد أكثر تعذيبا وقسوة مما تعرض له الأرمن في عهد الدولة العثمانية، فقد قتل حاكمة - الشيوخ غزعل الكعبي - مسموما في طهران بعد أسره من قبل جيش الاحتلال الإيراني، وتم إبادة شعبه من بعده.
الشعب الأحوازي اليوم يكافح من أجل الحفاظ على هويته العربية وعلى طوال 86 عاما الماضية مازال مستمرا في نضاله ومقاومته للمحتل الفارسي، ولا يريد اليوم من أشقائه العرب إلا المساندة الشعبية بعد أن خسر المساندة الرسمية بسبب اعتبارات السياسة ومصالحها، إن الشعب العربي وخاصة الخليجي مطالب لمساعدة هذا الشعب العزيز والأصيل من أجل المحافظة على وجوده العربي الذي هو مكمل لوجودنا، فهل نستجيب لدعوته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق