بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الثلاثاء، 7 مايو 2013

يد إيران في شؤون العراق واضحة.. بنظر محمد المقاطع بقلم: أ.د محمد عبد المحسن المقاطع

الديوانية   /  المالكي.. الوجه الإيراني الطائفي

القبس: قبل أيام فقط، كتبت عن الخطر الإيراني الذي تعكسه التصريحات والتوجيهات الإيرانية الاستفزازية التي تحمل نفساً طائفياً وتهديداً ضد دول الخليج، مع تغذيتها للتوترات الداخلية وتحريضها بالعزف على الوتر الطائفي، مع استخدام الأذرع التي تمثل وجهها الآخر، مثل حزب الله في لبنان، والمالكي في العراق.

وها نحن نرى اليوم كيف أن المالكي أزاح، وبطريقة سافرة، قناعه لنرى وجهه الإيراني على حقيقته، فالمالكي هو من قيادات حزب الدعوة العراقي، الذين عاشوا سنوات طويلة في إيران، وكانت كل شؤونهم السياسية وأعمالهم التنظيمية تمول من قبلها، وكذلك احتياجاتهم الشخصية الحياتية والمعيشية مصدرها التمويل الإيراني، الذي كان يهيئ لهم كل السبل والإمكانات لتكون لهم مكانة بارزة لعراق ما بعد صدام حسين، وقد كان لهم ذلك، مستفيدين من اندفاع الأميركان بعد زرع مفهوم محاربة السنة، بدعوى ان فكر «القاعدة» شائع بينهم، فأتقن السيناريو الممزوج بمظلومية سكان الجنوب ضد صدام، والتي حرص العراق الجديد بقيادة إبراهيم الجعفري، أول رئيس وزراء عراقي، وهو من قياديي حزب الدعوة العراقي، ان يكون هذا أول ملفات محاكمة الطاغية صدام، وقد صدر حكم الإعدام على قتله لسكان الجنوب لترتبط بالأذهان مظلومية الشيعة في عراق صدام، وتذهب أدراج الرياح مظلوميات غيرهم، وقد موّل هذا السيناريو ورعاه رسميا الأميركان ومن خلف الكواليس إيران بإخراج أميركي على الطريقة الهوليودية، فصار العراق دولة بقيادة حزب الدعوة والمالكي ذي التوجهات الإيرانية، لذا فإن يد إيران في شؤون العراق واضحة، بعد أن نجحوا في إخراج الأميركان من العراق بصورة عاجلة 8 سنوات منذ سقوط صدام، ولا يهمنا الخوض في شؤون العراق الداخلية، لأنها شأن العراقيين، لكن لا بد من تسجيل على نمط الإدارة الطائفية للنظام الحاكم بالعراق اليوم.
في هذا السياق الموضوعي والتاريخي ومنطلقاته الطائفية، يمكن لنا أن نقرأ بشكل صحيح النفس والطرح الطائفي والاستفزازي اللذين تحملهما تصريحات ومقابلات المالكي، التي كان آخرها قبل فترة مع جريدة الأهرام المصرية، فالمالكي تكلم بلسان إيران ووضع نفسه بتصرفها، فهو وجّه تهديداً واضحاً لدول الخليج من مغبة توجيه ضربة أميركية لإيران، لأن رد إيران سيكون باتجاه الخليج، وهو لا يرى خطراً في الملف النووي الإيراني، وهو يوجّه الأنظار لخطورة سقوط نظام الأسد من حرب أهلية وتقسيم، لأنه لا يرغب في أن يرى الأغلبية تحكمها بسبب توجهاته الطائفية، وهو تحامل على قطر، لأنها سباقة في مواجهة التحركات الإيرانية التوسعية في المنطقة، كما أن الكويت لم تسلم من تهديداته ونفسه الطائفي، وهناك على المستوى الرسمي اليوم من لا يريد أن يواجه الحقيقة فيلوذ بالصمت بصورة مستمرة، وكأن السكوت يحل إشكالية مستقبلنا مع العراق الطائفي وإيران الأطماع التوسعية لفكر تصدير الثورة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق