بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الخميس، 30 مايو 2013

الانتخابات الرئاسية القادمة في ايران تشكل فرصة ثمينة! بقلم: علي قاطع الاحوازي

روبرت بوكلاند: "الانتخابات الرئاسية القادمة في ايران تشكل فرصة ثمينة لفضح
انتهاكات حقوق الإنسان هناك! "
لا اعتقد ان يختلف الاحوازيين على ان ما حدث لقضيتنا في البرلمان البريطاني الاسبوع الماضي اي يوم الاربعاء 15/05/2013 لم ياخذ حقه في الاعلام الدولي او حتى العربي للاسف الشديد, باستثناء تقرير قناة الاخبارية المصور و تقرير العربية المكتوب و بعض المواقع على شبكة الانترنت و بشكل محدود. في ذلك اليوم حضر ابناء الاحواز بعد الدعوة التي تلقتها "شبكة تكافل عرب الاحواز" على اثر تقرير "المركز الاحوازي لحقوق الانسان" الذي تحدث عن زيارته لمقر الامم المتحدة في مارس الماضي و اعلانه عن القيام بلقاء عدد من المقررين في الامم المتحدة و تقديم تقارير  حقوقية حول الانتهاكات التي ترتكبها السلطات الايرانية بحق ابناء الاحواز و الذي نشرته هذه الشبكة على صفحتها في الانترنت. اجتمع النشطاء الاحوازيين بجميع فئاتهم لانجاح هذه المبادرة الهامة التي تقدمت بها لجنة حقوق الانسان التابعة لحزب المحافظين البريطاني الحاكم و بشخص السيد روبرت بوكلند الذي كان قد التقى ببعض النشطاء الاحوازيين قبل ذلك و استمع لما لديهم من حديث حول الاحواز و معانات اهلها لكن بشكل زيارة ثنائية الجوانب.
جائت الدعوة دقيقا بعد نشر تقرير المركز الاحوازي لحقوق الانسان كما اسلفنا و كان من المفروض ان يتم حضور الاحوازيين في البرلمان البريطاني يوم 17 ابريل 2013 اي ثلاث ايام قبل ذكرى احتلال الاحواز المشئومة.
جاء رحيل البارونه مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا و عضو حزب المحافظين السابقة في 8 ابريل 2013 عارضا استثنائيا غيّر البرنامج المقرر للاحوازيين, خاصة بعد ان عين نفس يوم 17 ابريل يوم لتشييع جنازتها في لندن.
بعد انتظار دام لاكثر من اسبوع تعين يوم 15 مايو, يوم حضور الاحوازيين و تقديم اوراقهم للضيوف الذين سيحضرون للاستماع في الغرفة المخصصة للاجتماع في قلب "اعرق برلمان في العالم".
 البرلمان الذي يضم في ارشيفه الكثير مما يهم الاحواز و ابنائها و تاريخها و مستقبلها وربما سيضم احداث مهمة اتية منها تعيين مصيره و مصير ابنائه على ايديهم.
 تم اختيار المتحدثين من خلال نقاش دار عبر الايميلات بين ادارة "شبكة التكافل الاحوازي" و على راسها السيد دانيل بريت و عدد من ابناء الاحواز من مختلف التيارات, قدم احد الاخوة اقتراح حول لزوم تمتع الذين يقدمون الاوراق الاحوازية باداء قوي في اللغة الانجليزية و اتفق الجميع على هذا الاقتراح كما تم الاتفاق على اقتراح مشاركة المراة الاحوازية في هذا الحدث المهم و التاريخي.
جميع المتابعين من ابناء الاحواز و غيرهم شاهد الذين قدموا الاوراق, لكن لم يعرف الاحوازيين من كان من المفروض ان يقدم ورقة اضافية لكن تم حذفه في اخر دقائق قبل البرنامج و هو السيد علي مرمضي ابوخلود الذي يشهد المنصفين من ابناء الاحواز على ان لا يعيبه شي بل ما لديه من امكانيات و تجربة في خوض هكذا مصارح تعطيه الجدارة في ان يضيف ما قدمه بقية اخوته في ذلك اليوم. و هذا حدث يستحق التأمل حقيقتا.
جاء يوم 15 مايو و حضر  الاحوازيين و ضيوفهم الذين تمت دعوتهم من قبل الاحوازيين و منهم على سبيل المثال الدكتور رمضان الزير رئيس الملتقى الثقافي العربي في لندن استاذ في قسم القانون الدولي في جامعة وست منستر و السفير السابق للجماهيرية الليبية في تانزانيا و دول اخرى و كذلك السيد فيصل فولاد عضو مجلس الامة البحريني السابق و ناشط حقوقي مؤسس "التحالف الدولي لمناهضة افلات النظام الايراني من العقاب" و عضو في العديد من المراكز و المنظمات الحقوقية, كذلك السيد احمد الياس الدبر المقرر الخاص للامم المتحدة الذي عين للذهاب الى سوريا في الرحلة الاولى بعد اندلاع الثورة السورية و صاحب كتاب"فانتازيا الصرع" حول الثورة السورية وغيرهم من الشخصيات العربية  في البرلمان بساعة قبل الموعد المقرر الذي كان الساعة 14.00 بعد الظهر و دخلوا الغرفة رقم 7 في البرلمان و انتظروا السيد بوكلند و زملائه و منهم السيد وفيق مصطفى العضو العربي في حزب المحافظين البريطاني الذي ادلى هو كذلك بموقف محمود بحق ابناء الاحواز و قضيتهم المنسية عربيا و دوليا.
كما كان مقرر تركز الحديث على الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها السلطات الايرانية بحق الاحوازيين و التي تصل الى حد الجرائم الدولية بحق الانسانية. بعد الاستماع للمتحدثين الاحوازيين, تحدث السيد روبرت بوكلاند و اعتبر ما يحدث لابناء الاحواز العرب لا يوجد له مثيل في اي مكان اخر في العالم و طالب بتضامن دولي لانقاذ الاحوازيين مما هم فيه.
هنا اركز مقالي على مقطع واحد من كلامه و هو " الانتخابات الرئاسية القادمة في ايران تشكل فرصة ثمينة لفضح انتهاكات حقوق الإنسان هناك" و اود ان اضع قرائتي على هذا الامر رغم اني عارف بان هناك من يتفق معي و كذلك من يختلف.
اذا رجعنا الى النشطاء الاحوازيين و خاصة الذين يتواجدون في المهجر يمكنني ان اجزم ان الغالبية العظمى منهم اتفقوا بالصدفة على تحريم الانتخابات القادمة و لكل اسبابه. لكنني ارى ايضا ان السيد بوكلند اتفق معنا في هذا الامر و عندما قال "ان الانتخابات فرصة" فانه و حسب اعتقادي يعني ان رفض الانتخابات و عدم المشاركة فيها رسالة قوية لاعلان الشعوب المختلفة المتواجدة في ايران و على راسهم عرب الاحواز عدم شرعية تواجد الحكومة و مؤسسات الدولة الايرانية على اراضيهم و لكون الانتخابات هي وسيلة لايصال هذه الرسالة فعلى من يعتقدون( خاصة ابناء الشعوب غير الفارسية كعرب الاحواز و البلوش و الازربايجان و الكورد و التركمان و غيرهم) ان تواجد السلطات الايرانية على اراضيهم هو تواجد غير شرعي,  فمقاطعتهم للمشاريع التي تظفي الشرعية على هذا التواجد واجب و مطلوب.
في المرحلة الراهنة يختلف وضع ابناء الشعوب غير الفارسية اختلاف اساسي في كل الجوانب بالنسبة للدورات الماضية من الانتخابات من حيث الانسجام في رفض عملية الانتخابات و المطالب و التواجد الدولي و الحضور الاعلامي و كذلك التضحيات التي يقدمونها, فعلى سبيل المثال على الساحة الاحوازية تنشط مؤسسات دولة الاحتلال الفارسي هناك و تهيئ للانتخابات في الوقت الذي تقوم قواتها الامنية باعتقال الكثير من ابنائنا و زجهم في السجون المظلمة بمجرد الشك في انهم سيدفعون بوعيهم الى توعية المجتمع و تعريفه بحقوقه و كذلك بقدراته التي يمكن ان يستقلها لاحداث تغيير في ما يخص مصيره وحياته. كذلك تلّوح سلطات الاحتلال بتنفيذ حكم الاعدام بحق مجموعة من خيرة ابناء الاحواز المثقفين و الاكاديميين و الاسباب و تهم غير واقعية, من اجل خنق صوت الحق الذي اصبح يزعج اذان المحتلين و يهز مضاجعهم.
في الماضي كان العديد من ابناء الاحواز يطالبون بمقاطعة الانتخابات و عدم الاعتراف بها لانها تمثل و تشرع الاحتلال لكن بسبب الاختلاف في مستوى قرائة الاحداث و الاختلاف في افق الروئية عند الاحوازيين (هذا امر طبيعي) كنا نجد بعض الاحوازيين يخالفون هذا الامر و يعتبرونه تضييع الفرص التي يمكنها ان تسمح لنا بابراز قدراتنا و تاثيرنا في مجرى الاحداث في ايران بشكل عام و مناطقنا العربية بشكل خاص.
انا اعتقد ان انتخابات 2009 اعطت لهولاء درسا مفاده ان هذا النظام لا يعير اي اهتمام لما يكتب على ورقة التصويت بقدر ما يهتم في جلب عدد اكبر ممن يمكنهم التصويت الى صناديق الاقتراع و بهذا يدعي ان الجماهير تساند مؤسساته و تشارك في مشاريعه.
لذلك من المؤكد ان " الانتخابات الرئاسية القادمة في ايران تشكل فرصة ثمينة لفضح انتهاكات حقوق الإنسان هناك!" و عليه يجب ان نعمل على فرض مطلب " لا للمشاركة في الانتخابات و نعم للمقاطعة لكي نستثمر هذه الفرصة الثمينة و نقول كلمتنا من خلالها للعالم اجمع.

علي قاطع الاحوازي
24/05/2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق