بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الاثنين، 13 مايو 2013

نظرة نقدية لمظاهرة نيسان الأحوازية امام برلمان الاتحاد الاروربي, بروكسل 19.04.2013

تقرير: المركز الأحوازي للإعلام و الدراسات الإستراتيجية


يعمل الأحوازيون في المنفى بكل الساحات السياسية و الاعلامية و الانسانية و يصعدون من نشاطهم في شهر نيسان حيث ذكرى الإحتلال البغيض للإحواز و ذكرى الإنتفاضة النيسانية. و اصبحت مظاهرة سنوية ثابتة مقابل البرلمان الإروبي في بروكسل يجتمع فيها الأحوازيين و مناصري القضية من أنحاء اروبا و البعض يأتي من كندا و أميركا ليشارك في هذه المظاهرة لأهميتها و أهمية المناسبة البغيضة حيث الجميع يشارك من أجل أن يعلن عن غضبه و شجبه للإحتلال و ممارساته العنصرية في الأحواز العربية.
كما إنها أصبحت واجبا وطنيا يشارك الأحوازي فيها و لإنجاحها حيث تكون كل عام لجنة تسيير أمورها التنظيمية. و من أجل المشاركة في تطوير العمل الأحوازي علينا ان نقيم كل عمل نقوم به بكل موضوعية و حرص شديد حتى لا نكرر الأخطاء و بالتالي نهدر الوقت و العمل و نضيع الجهود الوطنية الكبيرة التي يقوم بها الأحوازي داخل الوطن و في المنافي. و إنطلاقا من هذه الرؤية علينا ان نقيم مظاهرات بروكسل لهذا العام بشكل موضوعي لكي نؤكد على الإيجابيات و المحاولة لكشف السلبيات بغية عدم تكرارها في المظاهرات المقبلة حتى تصل المظاهرات لأهدافها المنشودة من خلال تطوير العمل بالنقد البناء.
لا شك ان المظاهرة النيسانية في بروكسل لهذا العام كانت مظاهرة نوعية و ناجحة مقارنة بالمظاهرات الأحوازية في البلدان الأخرى من جهة و مقارنة بالمظاهرات السابقة في نفس المكان و التوقيت من جهة أخرى. و علينا كأحوازيين ان نشد على ايدي كل من ساهم في تطويرها و إنجاحها بهذه الطريقة المميزة. و كما علينا ان نحيي الاخوة في اللجنة المنظمة للمظاهرة لما قاموا من جهود كبيرة في سبيل اقامة و إنجاح المظاهرة و دعوة الفضائيات لتغطيتها. كما يجب ان نحيي حركة النضال العربي لتحرير الأحواز لما قامت به من توفير الباصات لنقل المتظاهرين من البلدان التي يسكنون فيها الى المظاهرة و من ثم ارجاعهم الى تلك البلدان.
لا شك إن المظاهرة كانت فيها النقاط الإيجابية العديدة من حيث العدد و حضور الإعلام العربي و مشاركة الجاليات العربية و منظمات تابعة للشعوب غير الفارسية في إيران و حضور جمع كبير من الأحوازيين في ساحة البرلمان الخارجية و هم يرددون الانشودة الوطنية مع بعضهم البعض و يتغنون بالوطن الأحوازي و صمود أهله بوجه الإحتلال الفارسي العنصري, كان له قيمته المعنوية و أثره الإيجابي البالغ على نفوس الحضور.
النقاط السلبية في المظاهرة هي كالتالي:
1-   عدم تسليم الرسالة لبرلمان الإتحاد الإروبي.
ينبغي على لجنة التنسيق للمظاهرة ان تنظم موعدا مسبقا مع مسؤولي البرلمان للقاء بهم و شرح اهداف المظاهرة و تسليم الرسالة يدويا لهم كما هو في الأعوام الماضية. و بعدم تسليم الرسالة التي تشرح موجزا عن الشعب الاحوازي و مطالبه وما يتعرض له, للبرلمان الاتحاد الاروبي يعتبر خطأ كبيرا و ساهم في عدم ايصال هدف المظاهرة سياسيا للبرلمان و من خلاله للمؤسسات التابعة له, حيث هذه الرسالة تعتبر وثيقة أحوازية احتجاجية تبقى في ارشيف الإتحاد الاروبي و بالتاكيد لها الفوائد العديدة التي ضاعت بسبب عدم التسيق الجيد و بشكله المطلوب من قبل اللجنة المنسقة.
2-   الشروط المفروضة على المتظاهرين الأحوازيين
فرضت اللجنة المنظمة بعض الشروط على المتظاهرين منها عدم إجازة رفع لافتات للمنظمات (التنظيمات) السياسية الأحوازية. يبرر البعض هذا العمل بعدم إثارة الحساسيات التنظيمية في المظاهرات.
علينا نحن كأحوازيين ان نبتعد من هذه الحساسيات و هذه المبررات حيث التنظيمات الأحوازية هي جزء اصيل من الحركة التحررية الأحوازية و هي معبرة عن ارادة الشعب الاحوازي السياسية و التحررية. و يجب ان تكون حاضرة بقوة بالافتاتها و شعاراتها في المظاهرات الاحوازية حيث كل المظاهرات في العالم تخرج بها المنظمات و المؤسسات بالافتاتها و عناوينها و هذا يعطي المظاهرة طابعا متنوعا و رسالة واضحة مفادها ان جميع الأحوازيين منظمات و مؤسسات و مستقلين جميعا شاركوا جنبا الى جنب في المظاهرة المنددة بالاحتلال الفارسي للأحواز.
3-   تنظيم المظاهرة شكليا و طبيعة حركتها من ساحة التجمهر الى ساحة الخطابات
في الساحتين الأولى و الثانية كان الكثير من الأحوازيين واقفين في الجوانب يتحدثون لبعضهم تاركين المظاهرة و الهتافات للضيوف من غير الأحوازيين مما جعل المظاهرة خالية من الانسجام و الحماس المطلوب. كما ان حركة المظاهرة من الساحة الأولى الى الساحة الثانية كانت تفتقر للنظم حيث أنقسمت المظاهرة الى قسمين تبعد كل واحدة عن الاخرى عشرات الامتار مما اعطى طابعا بان هنالك مظاهرتين و ليس مظاهرة واحدة. كان من المفروض تتحرك المظاهرة بشكل منظم كل اربعة او خمسة اشخاص يتحركون الى جانب بعضهم و تأتي الصفوف الاخرى بهذه الطريقة و هذ لم يتحقق.

المظاهرة و الإعلام:
الجانب الإعلامي و تغطية المظاهرة في وسائل الإعلام المتعددة يعتبر من أهم ركائز المظاهرة التي تبين نجاحها من عدمه. و انعكاسها في وسائل الإعلام خاصة الفضائيات يكون له الأثر البالغ على أبناء شعبنا في الوطن وهم يشاهدون الأحوازيين يقومون بواجبهم و يتظاهرون في ذكرى الإحتلال بصفوف متلاحمة. و من هذا المنطلق علينا ان نكون حريصين كل الحرص على الجانب الإعلامي للمظاهرة و تغطيتها بشكل ذكي و مؤثر و يكون لها القدرة لتحقيق أهدافها و ايصال رسالتها للعالم و للعدو الفارسي و الى منظمات المعنية.
1-   حضور الفضائيات و عدم التكافؤ بالإختيار
حضرت العديد من الفضائيات منها قناة العربية و الإخبارية السعودية و قناة وصال و صفا و الأحواز (أحوازنا) و المغربية. و رغم الحضور الجيد للفضائيات لكن كان التنسيق غائبا للجنة المنظمة, لا بل ان الفوضى كانت واضحة في إختيار الأشخاص المناسبين وغلب عليه طابع المحسوبية التنظيمية و العلاقات على حساب الكيفية المطلوبة في توزيع الأدوار للأشخاص المناسبة للفضائيات التي كانت حاضرة في المظاهرة.
2-   هوية المصورين و طريقة التصوير
إنطلاقا من إن الصورة أبلغ من الف كلمة, عليه ان يكون طريقة التصوير و مكان التصوير ضمن خطط لجنة التنسيق و التنظيم للمظاهرة. و يجب ان تعرف اللجنة هوية المصورين و لاي جهة او مؤسسة إعلامية أو سياسية ينتمون, حتى تساعدعهم على التصوير و تختار لهم الضيوف المناسبين للمقابلات و وقت و مكان الافضل للتصوير. و ما حصل في المظاهرة كان بعيدا عن التخطيط و التنظيم. اذا كان الأمر تحت سيطرة لجنة المنظمة, لخرجت المظاهرة و تغطيتها إعلاميا أفضل بكثير مما كانت عليه المظاهرة من حيث التغطية الإعلامية التي هي أهم ركن في المظاهرة و أيصال صوتها و رسالتها للعالم و الى من يهمه الأمر.

3-   إدارة المنصة إعلاميا و الحساسيات الغير مبررة
في الساحة الثانية التي أستقر فيها المتظاهرون و القيت فيها الكلمات, كانت هي الآخرى تعاني من عدم التنظيم حيث ظهرت العديد من الحساسيات على طريقة إدارة المنصة حيث منع حتى بعض الأحوازيين من الوقوف خلف المتحدثين و رفع الأعلام الاحوازية. و التبرير كان ان هؤلاء ينتمون الى احدى التنظيمات الأحوازية!. و كما أحتجت بعض التنظيمات الأحوازية قبل المظاهرات على هوية و شخصية من يقرأ البيان الختامي للمظاهرة بحجة ان هذا الشخص قريب لذلك التنظيم و ليس له علاقات جيدة معهم.

4-   تغطية قناة العربية للمظاهرة
لم يكن يتوقع أحدا من الأحوازيين ان تقوم المجموعة التي تعمل في قناة العربية من الأحوازيين و التي لا يتجاوز عدد حضورها في المظاهرة شخصين ان تقوم بسرقة المظاهرة و تكتب تقريرا لتغطية المظاهرة على قناة العربية يتناقض مع الواقع. و تصادر و تسرق جهود الأحوازيين و الحضور من القوميات و الشعوب الاخرى. و هذا الامر شكل ضربة قوية لسمعة و أدعاءات تلك المجموعة التي تعمل في قناة العربية فيما يخص ملف ايران حيث تمرر الاخبار و التقارير التي تتناسب و سياساتها الحزبية على حساب القضية الأحوازية و الحقائق و الموضوعية التي ينبغي على كل قناة خاصة العربية أن تتبعها و تكون اساس في تقاريرها.

5-   التنظيمات الأحوازية و سكوتها على سرقة المظاهرة
المريب في الامر ان التنظيمات الأحوازية لم يكن لها موقفا رسميا كتب على مواقعها من عملية سرقة المظاهرة و جهود المتظاهرين من على منبر قناة العربية. حيث لم يعرف المتابع خاصة العربي للشأن الأحوازي ان كانت الحقيقة كما جائت على قناة العربية او أن الأمر يختلف تماما. وسكوت التنظيمات الأحوازية و المواقع و المدونات و أصحاب الأسماء في الفيسبوك و التويتر, ان كان نابع من مجاملات او اي دافع آخر, سيشجع المتآمرين على الإستمرار بمثل هذه الأمور.
بالتالي علينا كأحوازيين أن تكون لنا نظرة نقدية شفاقة بعيد عن المجاملات و العلاقات و يكون لنا موقفا واضحا من الأمور و القضايا التي تخص الوطن.
من أجل أن لا تتكرر تلك الأخطاء في المظاهرات المقبلة, يجب أن تكون لنا "لجنة وطنية" تتشكل من التنظيمات وعدد من المستقلين الأحوازيين. و تكون مهمتها تسيير المظاهرات و تحضير لكل ما يتطلب من تنظيم و إعداد و تجهيز و تغطية و تقسيم العمل على اعضاء اللجنة حسب الكفاءات و التخصص و الإحتياجات المطلوبة. و يكون عددها منتسبيها على قدر الإحتياجات و ليس أقل من ذلك حيث كان عدد لجنة المظاهرة السابقة لا يغطي لكل إحتياجات و متطلبات المظاهرة بهذه الكمية الواسعة. كما ينبغي على التنظيمات و المستقلين الأحوازيين الإبتعاد من الحساسيات التي لا داعي لها. و الإبتعاد من اي محاولة أو عمل هدفه مصادرة المظاهرة او إغتزالها بجهة معينة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق