بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

السبت، 23 مارس 2013

عناصر إيران في أوروبا بقلم: زياد محمد الغامدي

الاقتصادية: لن تكف إيران عن ابتكار طرق لاختراق العقوبات الدولية عليها، كما لن
تتعب في البحث عن المتعطشين لأموالها طالما كانت العقوبات عليهم شكلية وذات تأثير محدود على حريتهم وأموالهم وممتلكاتهم.
فقبل نحو أسبوع أعلنت الخزانة الأمريكية فرض عقوبات بحق رجل أعمال يوناني قام وبالتعاون مع إيران بتهريب النفط الإيراني من خلال ميناء لإحدى دول الخليج العربي. كما تسلم عميل إيران الأوروبي، أموالا من إيران لشراء ناقلات نفط عملاقة نيابة عن شركة النقل الإيرانية المملوكة للحرس الثوري. وبالرغم من إيجابية الإعلان عن تفكيك هذه الشبكة الإرهابية المتخصصة في تهريب النفط الإيراني، إلا أن تفاصيل عمل هذه الشبكة تثير تساؤلات عديدة حول طرق عمل شبكات التهريب والإجرام الإيرانية، كما تثير علامات استفهام عديدة حول العقوبات الدولية ومدى شمولها جميع عناصر الإرهاب الإيراني من عدمه.

ودون الدخول في التفاصيل، تم تأسيس شركة في إحدى دول الخليج العربي، بأموال إيرانية، ومن ثم تم تسليم إدارتها وملكيتها لعميل تافه ومنحط لإيران، يدعى ديفيد كوين، وهو يوناني الجنسية. وقامت هذه الشركة بشراء ثماني ناقلات نفط عملاقة، ومن ثم بدأت في استقبال "تفريغ" النفط الإيراني من حاملات النفط الإيرانية. والعقوبات الأمريكية تشمل العميل الأوروبي لإيران ديفيد كوين، وجميع شركاته التي يملكها أيضا. والتساؤلات التي تتبادر إلى الذهن هنا، من هم الوسطاء الذين قاموا بدور المنسق بين إيران والعميل الأوروبي، وكيف كانت تتم الدفعات التي من خلالها تم شراء ثماني ناقلات نفط عملاقة، وما المصارف التي استقبلت الأموال الإيرانية لكي يتصرف بها عميل إيران الأوروبي، ومن هم شركاؤه المسجلون في وثائق تأسيس الشركة، ومن هم المديرون التنفيذيون في شركه الشر والبؤس هذه، وما اسم شركة التأمين التي كانت تؤمّن على السفن الثماني، ومن هم أعضاء طاقم هذه السفن الذين لولاهم لما تم تفريغ الشحنات والذين قاموا وعن قصد ومعرفة بعمليات تفريغ الشحنات في عرض الخليج العربي والذين قاموا باختلاق الأعذار الواهية للتواجد في إحدى جزر النفط الإيرانية (بحجه ظروف طارئة)، ومن هم عملاء (زبائن) المدعو ديفيد كوين. فعلى أرض الواقع كلهم شركاء في الجريمة، وكلهم مجرمون، وينبغي ملاحقتهم جنائيا وقضائيا وليس فقط فرض الحصار على أموالهم وشركاتهم.
لقد نجح ملالي الشر والرذيلة في طهران في زرع بذور الفتنة في المنطقة، كما نجحوا في تأسيس قاعدة للانطلاق في أمريكا الجنوبية وعلى أرض فنزويلا تحديدا، كما تثبت هذه الحادثة أنها نجحت في تجنيد عناصر أوروبية كغطاء لتحركاتها الدولية. ونجح الملالي أيضا في استغلال نهم بعض المصارف الغربية للأرباح للقيام بنشاط مالي مشبوه. وفي كل مرة ينجح ملالي إيران في تنفيذ خطط اختراق الحصار المفروض عليهم من المجتمع الدولي يسقط ضحايا لا يمكن حصرهم ليس فقط في المنطقة، بل في العالم كله، وما يحدث في سورية ولبنان واليمن والعراق، وفي القارة الإفريقية أيضا خير مثال على ذلك.
على عقلاء العالم الإقرار بأن العقوبات الدولية على إيران ليست كافية أبدا في كبح جماح الشر المنطلق من أراضيها. ورغم إيجابية العقوبات الدولية المفروضة، إلا أن توسيع نطاقها مطلب يجب التعجيل به والعمل على إقراره. فحظر التعامل التجاري والتقني والصناعي والمصرفي وحظر الاستيراد والتصدير لم يعد كافيا، فلا بد من عمل يجتث هذا النظام ويسقطه قبل أن تقع كارثة تشغيل هذه الدولة لمفاعلها النووي، فحينها لن يتمكن أحد من لجمها ومنع شرها. إن نجاح ملالي إيران المجانين ومن هم على شاكلتهم من الدول المارقة والشركات الفاسدة والأفراد المنحطين في تنفيذ أجندتهم المختلة وصمة عار في جبين الإنسانية، وعلى عقلاء العالم، المنوط بهم نشر العدل والمحبة والتسامح، أن يسرعوا في وتيرة العمل على لجم هذا النظام الشيطاني الذي لا هم له سوى نشر التخلف، وإثارة الفتن وإشعال الحروب. لقد سئم العالم من تصرفات هذا النظام، وعقارب الساعة تمضي بلا توقف، فإما أن يسبق عقلاء العالم في إيقاف هذا النظام، وإما أن ينجح الملالي في تشغيل مفاعلهم النووي والذي سيعقبه إنتاج أسلحة نووية. وحينها لا يمكن لأكثر العقول خيالا التنبؤ بواقع المنطقة والعالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق