بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الثلاثاء، 26 مارس 2013

تجسس إيران .. شبح يطارد دول الخليج بقلم: إلهام محمد علي

محيط: اتخذت إيران من التجسس أداة لمطاردة دول الخليج بكل مكر ودهاء، وعند المواجهة تتحلى بالصمت أو تنطق بالإنكار.
وكانت السعودية أخر دولة خليجية  تلدغ بسم إيران ، حيث أعلنت السلطات السعودية يوم الثلاثاء عن كشف "شبكة تجسس" لحساب إحدى الدول الأجنبية، دون أن تسميها، إلا أنها أشارت إلى أن الشبكة تضم 18 متهماً، بينهم إيراني ولبناني، يتوزعون على أربع مناطق في المملكة.
وأكد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي ، في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية "واس"، مساء الثلاثاء، أن ضبط هذه الشبكة جاء "بناءً على ما توفر لرئاسة الاستخبارات العامة من معلومات عن تورط عدد من السعوديين والمقيمين بالمملكة في أعمال تجسسية لمصلحة إحدى الدول".

تجسس استخباري
وأوضح التركي أن المتهمين كانوا يقومون بـ"جمع معلومات عن مواقع ومنشآت حيوية والتواصل بشأنها مع جهات استخبارية في تلك الدولة".
وأضاف أنه "تم في عمليات أمنية منسقة ومتزامنة، القبض على 16 سعودياً، بالإضافة إلى شخص إيراني، وآخر لبناني، في أربع مناطق من المملكة"، وهي مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرياض، والمنطقة الشرقية.
واختتم المتحدث الأمني بالقول إنه "سيتم إكمال الإجراءات النظامية بحق المتهمين، للتحقيق معهم، وإحالتهم إلى الجهات العدلية، دون أن يفصح عن مزيد من التفاصيل.
وأكد التركي في مكالمة هاتفية مع التلفزيون السعودي ، أن المتهمين قبض عليهم في حلة تلبس بجمعهم معلومات عن المواقع والمنشآت الحيوية والمهمة، والتي كانوا يرسلونها إلى الجهة الاستخبارية المعادية التي لم يسمها في بيانه الرسمي السابق.
الخليج وشبح التجسس
لم تسلم باقي الدول الخليجية من بطش إيران التجسسي، حيث أن  الكويت والبحرين واليمن أعلنت مؤخراً عن ضبط شبكات تجسس تعمل لحساب إيران، إلا أن الجمهورية الإسلامية كانت ترد في كل مرة بنفي الاتهام.
ففي اليمن أعلن مسئولون في العام الماضي 2012م عن أن قوات الأمن اليمنية أوقفت ست خلايا تجسس إيرانية مرتبطة بمركز قيادة ويشرف عليها ضابط سابق في الحرس الثوري الإيراني يشرف على عمليات الخلايا في اليمن والقرن الأفريقي.
وهو الأمر الذي جعل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يخاطب الإيرانيين في يوليو الماضي قائلا "اتركوا اليمن وشأنه".
الرئيس اليمني وخلال محاضرة ألقاها في الولايات المتحدة أكد أن إيران تدعم تيارا متشددا مسلحا مطالبا بالانفصال في الحراك الجنوبي.
كما قال هادي في الولايات المتحدة، إنه "تم الكشف عن خمس شبكات تجسسية تعمل لصالح إيران وتمت إحالتها سابقا إلى القضاء".
ومؤخرا تم الكشف عن شبكة سادسة، وإيران اتهمت أيضا من قبل صنعاء في السابق بدعم التمرد الحوثي الشيعي في شمال البلاد.
وفي رد فعل إيراني قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست، إن "طرح مثل هذه الادعاءات لن يحل مشكلات اليمن، وعلى المسئولين في الحكومة اليمنية أن يسعوا لسماع صوت وطلبات الناس لتحقيق هذه الطلبات، فهذه الادعاءات ليست صحيحة".
وفي وقت سابق أعلنت وزارة الدفاع اليمنية في موقعها الرسمي أنه تم الكشف عن خلية من الجواسيس الإيرانيين كانوا يستوردون أجهزة عسكرية إلى اليمن.
ويفيد الخبر بأن أعضاء هذه الشبكة كانوا يقصدون تدشين مصنع في اليمن باعتبارهم مستثمرين إيرانيين، ورغم أن وزارة الدفاع اليمنية لم تكشف عن هوية هؤلاء، يقال إن جلهم من أعضاء الحرس الثوري الإيراني.
المنشآت العسكرية
وعلى جانب أخر استدعت البحرين والكويت في 2010م سفيريهما من طهران بسبب كشف شبكات تجسس إيرانية، وقد أعلنت الكويت آنذاك أن شبكات التجسس الإيرانية قامت بتصوير المنشآت العسكرية الكويتية والأمريكية وسلمتها إلى الأجهزة العسكرية والأمنية الإيرانية.
فيما أحالت النيابة العامة البحرينية المتهمين الذين أوقفتهم، إلى المحاكمة بعد أن وجهت لهم تهمة التخابر "منذ 2002 وحتى نيسان 2010 في مملكة البحرين وخارجها". مشيرة إلى أنهم تخابروا مع الحرس الثوري الإيراني بغرض إمداده بمعلومات عسكرية واقتصادية ويجمع عناصره بيانات ومعلومات تتعلق بمواقع عسكرية ومنشآت صناعية واقتصادية داخل البحرين بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد بحسب النيابة العامة البحرينية.
ومن جانبه قال رئيس الأمن العام البحريني إن التنظيم "يهدف إلى تشكيل خلية إرهابية كنواة لتأسيس ما يسمى بجيش الإمام لممارسة نشاط إرهابي في مملكة البحرين من خلال تنظيم عسكري مسلح، وتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية في العديد من المناطق الحيوية والعسكرية في البحرين".
وأضاف القائد العام أن تجنيد العناصر يتم عن طريق شخصين بحريني الجنسية متواجدين في مدينة قم الإيرانية، وأن من يدير هذه العملية هو شخص إيراني يدعى أبو ناصر من الحرس الثوري الإيراني، مبينا أن "التدريب كان يتم في مواقع تابعة للحرس الثوري الإيراني في إيران وفي مواقع تابعة لحزب الله العراقي في كربلاء وبغداد".
وأما عن خلايا التجسس الإيرانية في الكويت فقد صدرت أحكام بالسجن المؤبد على 4 أشخاص، بينهم إيرانيان بتهمة التجسس لصالح إيران عام 2010، فيما كشفت مصادر مطلعة عن أن الشبكة التي تمت محاكمتها هي واحدة من أصل 8 شبكات تجسسية في البلاد.
وكانت محكمة الجنايات نظرت في أبريل 2012 حكمت بالسجن المؤبد على أربعة من المتهمين بينما برأت ثلاثة منهم، بعد ثبوت التهم على الأربعة حيث أمدوا إيران بمعلومات عسكرية لوحدات تابعة لوزارة الدفاع، كما أمدوها بمواقع القواعد والمعسكرات التابعة للجيش الكويتي والقوات الأميركية الحليفة، وبصور وأفلام فيديو ورسوم توضيحية عن المواقع ومعداتها وآلياتها، وكذلك المواقع النفطية والحيوية في الكويت.
وفي منتصف كانون الثاني 2013 أصدرت المحكمة الاتحادية العليا في الإمارات حكما بالسجن سبع سنوات على المتهم سالم موسى فيروز خميس، إماراتي الجنسية بتهمة التخابر مع دولة أجنبية بعدما اقر بالتهم الموجهة إليه.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات "وام" أن الحكم جاء بعد اعتراف المتهم بما نسب إليه وعلمه بأن الجرم الذي ارتكبه بتزويد دولة أجنبية بمعلومات يضر بالأمن الوطني ومنشآت الدولة وعلاقاتها مع الدول الصديقة.
الاتهام الذي وجه للمواطن الإماراتي جاء بعد العلاقات المستمرة مع ضباط استخبارات في قنصلية لإحدى الدول الأجنبية يعملون تحت اسم وظائف قنصلية مختلفة، وتم العثور بحوزته على بعض المستندات التي تحتوي على معلومات عن القوات المسلحة الإماراتية وأماكن وجودها وتمركزها.
استنكار
وتعقيبا على ما سلف استنكر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف بن راشد الزياني، "المحاولات المتكررة لزرع خلايا التجسس والإرهاب"، في دول مجلس التعاون. ونوه الأمين العام لمجلس التعاون بما أعلنته وزارة الداخلية السعودية، الليلة الماضية، عن القبض على 16 سعودياً، بالإضافة إلى إيراني ولبناني، تورطوا في أعمال تجسسية لمصلحة دولة أخرى، من دون الكشف عن اسم هذه الدولة.
 وأكد الزياني "دعم دول مجلس التعاون ومساندتها للمملكة العربية السعودية في كل ما تتخذه من إجراءات في هذا الشأن، انطلاقاً من إيمان دول المجلس الراسخ بأن أمنها كل لا يتجزأ، وأن المساس بأمن إحدى دوله يهدد أمن واستقرار جميع دول المجلس".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق